ندوة (ألكسو) الدولية: الثقافة سلاح استراتيجي في مكافحة التطرف
أكد مشاركون في ندوة دولية نظمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) اليوم الاثنين أن الثقافة “سلاح استراتيجي” في مكافحة “التطرف والإرهاب” لا سيما في العالم العربي.
ودعا المشاركون في الندوة الحكومات العربية إلى تبني سياسات ثقافية تركز على تكريس مبادئ الحرية والتسامح وقبول الآخر في مواجهة استشراء الخطاب المتطرف والجماعات المسلحة “التي تهدد الإنسان العربي وإرثه الثقافي بصفة شبه يومية”.
وفي هذا الصدد قال المدير العام لمنظمة (ألكسو) الدكتور عبدالله محارب في كلمته الافتتاحية إن الندوة الدولية حول (دور الثقافة في الوقاية من العنف والتطرف) تعقد في وقت يمر فيه العالم العربي بفترة عصيبة جراء استمرار النزاعات والصراعات والحروب وما ينجم عنها من مخاطر يومية تهدد سلامة الانسان وإرثه الثقافي.
وحذر من أن الإرث الثقافي العربي بات مهددا من جماعات تروج لثقافة الموت والدمار والقتل والتنكيل ومحو ذاكرة الشعوب الثقافية مضيفا أن “هذه المرحلة الدقيقة التي نعيشها تستدعي منا جميعا وقفة جدية لمعالجة قضية الإرهاب عبر إصلاح التعليم والمرافق الثقافية والدينية والمجتمعية وتعزيز ثقافة التسامح والمواطنة والحوار وقبول الآخر”.
وأوضح أن “الشباب الذين انخرطوا في الإرهاب هم نتاج أعوام من تخلف التربية والتعليم وضعف التكوين الديني في عالمنا العربي” مؤكدا أن “(الكسو) تجدد دعمها لجهود إصلاح المنظومات التربوية والرقي بالمشهد الثقافي في العالم العربي لمكافحة الإرهاب والوقاية من العنف والتطرف وبلوغ أهداف التنمية المستدامة عبر ضمان تعليم جيد ومنصف وشامل للجميع”.
ودعا محارب إلى مناقشة خارطة طريق واضحة تمهد إلى وضع استراتيجية إقليمية للوقاية من العنف والتطرف.
من جهته طالب وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين في كلمته بصياغة مشروع عملي يساهم في الوقاية من ظاهرة “الإرهاب” وذلك عبر التركيز على دور الثقافة في مناحيها المختلفة في التعامل مع تلك الظاهرة مؤكدا أن العنف ومظاهر التطرف هما نتاج لغياب سياسة ثقافية.
وأشار إلى أن وزارة الثقافة التونسية تعمل على انجاز مجموعة من المشاريع من أبرزها مشروع (مدن الفنون) للتأسيس للمعرفة وإعطاء الامكانيات اللازمة “ليكون الفعل الثقافي فعلا يوميا”.
وقال إن الوزارة “اعتمدت ما يقارب 5ر2 مليار دولار لتشجيع الجمعيات وتوفير الامكانيات للمبدعين والمثقفين للمبادرة وتغيير الواقع بعيدا عن محاولات الاستقطاب التي يتعرض لها الشباب”.
في السياق ذاته اعتبر رئيس اللجنة التسييرية لجمعية الدعوة الإسلامية العالمية الدكتور صالح الفاخري أن “الثقافة والمؤسسات الثقافية هما رأس الحربة في المعركة ضد الإرهاب ومواجهة العنف والتطرف الذي تنامى بسبب التهميش والظلم الاجتماعي وتقييد الحريات والقبضة الأمنية المفرطة وسعي الدول الكبرى إلى فرض السياسات على المنطقة العربية”.
وشدد على أن “إشاعة ثقافة التسامح وقبول الآخر ونبذ العنف يجب أن تكون متزامنة مع معالجة أسباب توسع وانتشار الخطاب المتطرف” معربا عن استعداد جمعية الدعوة الإسلامية العالمية لطباعة وتوزيع أعمال هذه الندوة لتكون أحد المراجع التي تستأنس بها الحكومات في معالجة “العنف والتطرف”.
وكانت أعمال الندوة الدولية حول (دور الثقافة في الوقاية من العنف والتطرف) انطلقت بمقر (ألكسو) في وقت سابق اليوم بمشاركة عدد من المسؤولين عن الشؤون الثقافية والتربوية والدينية في الوطن العربي. (كونا)