8 طرق مثبتة علميًّا لمذاكرة أكثر فاعلية
يحتار الكثير من الدارسين في الطرق المناسبة لمذاكرة المواد، وقد يكون البعض معتادًا على طرق أقل فاعلية للمذاكرة بلا جدوى تتناسب مع المجهود المبذول، وفي هذا التقرير نطرح عددًا من الطرق الُمثبتة علميًا التي تساعدك لمذاكرة أكثر فاعلية.
1– لا تُحمل عقلك ما لا يحتمل من المذاكرة
دائمًا ما يؤجِّل العديد من الطلاب دراسة مادة معينة حتى الأيام الأخيرة التي تسلف يوم الاختبار، ومن ثم يذاكرون كمًّا هائلًا من المضمون استعدادًا للاختبار في فترةٍ وجيزة، هذا الأسلوب قد يمكِّنهم من اجتياز الاختبار، ولكن مع انتهاء وقت الاختبار قد ينسون ما تعلَّموه في تلك المادة خلال فترة وجيزة؛ لأن المعلومات ببساطة حفظت في الذاكرة قصيرة الأمد، ولم تنتقل للذاكرة طويلة الأمد، من خلال مراجعتها المتكررة.ولذلك يُنصح عند دراسة مادة معينة، مذاكرتها بشكل مستمر خلال العام الدارسي وإن كانت لمدد زمنية قليلة، أفضل من تكثيف مذاكرة كل المادة في مدة زمنية أطول من خلال مذاكرة كم هائل من المعلومات لأول مرة قبل الاختبار بأيام قليلة، إذ تفيد دراسة علمية بأن الذاكرة قصيرة الأمد لديها سعة قليلة لتخزين المعلومات، تتجدد كل يوم بعد النوم، ومع تكثيف كمّ كبير من التعلم في وقت قصير في اليوم الواحد، فإن ذلك قد يتعدى سعة التخزين في ذاكرة الإنسان.
ولذلك، فإن استذكار المواد لفترات قصيرة يوميًّا، المصحوب بالتكرار على فترات زمنية متباعدة، يمثل أفضل استغلال لسعة التخزين في الذاكرة قصيرة الأمد لدى الإنسان.
2– ذاكر بعد المحاضرة
تقترب تلك الطريقة من الطريقة التي تسلفها، ُفيُفضل مذاكرة المادة بعد المحاضرة الخاصة بها، ومراجعتها بعد ذلك أفضل من إبقائها لمذاكرتها أول مرة قبل الامتحان، دون أي مراجعة مسبقة.إذ تفيد دراسة تعود لعام 2007، أجرتها جامعتا كاليفورنيا وجنوب فلوريدا بأن المذاكرة قرب المحاضرة التي تعلمت فيها شيئًا، أفضل وأكثر فاعلية من المذاكرة قرب الامتحان، لذلك ينصح بالمذاكرة بعد المحاضرة ومراجعة المادة بعد ذلك، قبل الوصول لمذاكرة ما قبل الامتحان.
3– اشرح للآخرين ما ذاكرته
إن شرح ما تعلمته وذاكرت للآخرين، ليس فقط يُشعرك بالسعادة الناجمة عن تقديم خدمة للآخرين، وإنما أيضًا يساعدك على هضم المضمون بشكل أفضل، وتحقيق مذاكرة أكثر فاعلية، فإذا كان لديك الوقت في تعليم ما ذاكرته لزميلك الذي جاءك يطلب المساعدة في فهم محتوى معين فلا ترده، فالأمر مفيد لكما في تثبيت المعلومة.وتؤكد دراسة علمية تعود لعام 2014 ذلك، وخلال الدراسة قسّم الباحثون الطلاب محل الدراسة إلى قسمين، الأول سيذاكر من أجل تعليم ما ذاكره لطلاب سيتم اختبارهم فيما تعلموا، والثاني سيذاكر من أجل الاختبارات، وأظهرت نتائج الدراسة أن القسم الأول كان لديه قدرة أكبر على استرجاع كامل ومنظم للمعلومات وأجابوا بشكل أفضل من نظرائهم في القسم الثاني، وخلص الباحثون إلى أن توقع تعليم المضمون لآخرين أثناء مذاكرته يحسن عملية التعليم وينظم عملية استرجاع المعلومات والمعارف.
4– اختبر نفسك
دائمًا ما يلجأ الكثير من الطلاب في مذاكرتهم إلى قراءة المادة مرارًا وتكرارًا دون أن يختبروا مستوى تذكرهم، وهي في الحقيقة طريقة أقل فاعلية في استرجاع المادة محل المذاكرة، لذلك يفضل بين الحين والآخر اختبار نفسك في المضمون الذي ذاكرته، من خلال مثلًا إغماض عينك عن الكتاب ومحاولة استدعاء وتذكر المعلومات التي ذاكرتها.وفي هذا الصدد، أجرت جامعة واشنطون الأمريكية دراسة تعود لعام 2010، قارنت فيها بين فاعلية الاختبارات المتكررة، وفاعلية الدراسة المتكررة، وأظهرت الدارسة أن اختبار ذاتك أثناء المذاكرة، أكثر فاعلية بكثير من مجرد إعادة قراءة المضمون.
5– الكتب المطبوعة خير من الإلكترونية
مع التطور التكنولوجي الكبير الذي نعيشه حاليًا، قد يلجأ البعض لاستذكار مواده من خلال الكتب الإلكترونية بدلًا من الكتب المطبوعة، ولكن الكتب الأقدم هي الأفضل، وتحمل فاعلية أكبر في مذاكرة المواد.و في هذا الصدد، أجرت مجموعة نيلسن نورمان للدراسات والأبحاث، دراسة لقياس الفارق بين سرعة قراءة الكتب المطبوعة والإلكترونية، وجرت الدراسة على 24 شخصًا، وقرأ كل مشارك في الدراسة قصةً قصيرة للكاتب إرنست هيمنجواي بجهاز مختلف، وأظهرت الدارسة أن قراءة الكتب المطبوعة كانت أسرع من قراءة الكتب على الأجهزة الإلكترونية.
وأفادت الدراسة بأن من استخدم (الآي باد) كانوا أبطأ في القراءة بنسبة 6.2% ممن قرؤوا القصة في كتاب مطبوع، وارتفعت تلك النسبة لتصل إلى 10.7% بالنسبة لمن استخدموا جهاز «كندل» في القراءة بالمقارنة بمن قرؤوا القصة في كتاب مطبوع، ويفيد تقرير نشره موقع «تايم» أيضًا بأن القراءة الإلكترونية تُصعب من عملية التذكر.لذلك ينصح بالدراسة وتدوين الملاحظات في كتاب مطبوع خير من نظيره الإلكتروني، ليس فقط لأن الإلكتروني أبطأ في قراءته كما أظهرت الدراسة وإنما أيضًا، لكثرة ما يشغل الذهن أثناء القراءة على الأجهزة الإلكترونية وبالأخص إن كانت مرتبطة بالإنترنت، وما يصحبها من دردشة إلكترونية وتصفح لمواقع التواصل الاجتماعي قد تعطل من استمرارية مذاكرتك.اقرأ أيضًا: دليلك لتطوير عملية القراءة: كيف تقرأ بسرعة وفاعلية؟
6– تناول اللُّبان
قد يكون مضغ الطلاب للُبان (العلكة) أحد أكثر مسببات الإزعاج للمعلمين، فدائمًا ما يطلبون من الطلاب التخلص من اللبان أثناء المحاضرة، ويبدو أن المعلمين ليسوا على حق في هذا الجانب، فمضغ اللبان يحسن أداء الطلاب أكاديميًا!قد يبدو الأمر غريبًا، ولكن دراسة أجراها كريج جونستون الحاصل على الدكتوراه في كلية بايلور الأمريكية للطب، تعود لـ2009، تؤكد أن تناول اللبان أثناء المحاضرة، وعمل الواجب الدراسي يقلص الضغط والقلق، ويُزيد التركيز ويقظة الذهن، مما يُحسن الأداء الأكاديمي لدى الطلاب.وأجرى جونستون دراسته على 108 طلاب، 52 من الإناث، و56 من الذكور ، وقسّم الطلاب على مجموعتين، مجموعة كانت لا تتناول اللبان أثناء الدارسة، وأخرى تتناول اللبان بنسبة 86% أثناء محاضرة الرياضيات، وبنسبة 36% أثناء أداء الواجب الداراسي، واستمرت التجربة لمدة 14 أسبوعًا، وأظهرت أن المجموعة الأخيرة قد حصلت على درجات أعلى في الاختبارات.
7– خذ قسطًا من الراحة
يفضل عند المذاكرة أخذ قسط من الراحة لتجديد نشاطك، وتخفيف الحمل على العقل، الذي يكون مثل العضلة التي تحتاج إلى راحة بعد كل فترة زمنية من إشغالها، وتساعد أخذ الراحات على زيادة الإنتاجية، والإبداع ورفع التركيز. وكشفت دراسة أجرتها جامعة تورنتو الكندية، وتعود لعام 2014، أن عدم أخذ استراحة الغداء يقلل الإنتاجية.وحول المدة المحددة التي يجب من بعدها الفرد أن يأخذ قسطًا من الراحة، ومدة هذه الراحة، فقد أجرت مجموعة دياجرم الاستشارية بحثًا لمحاولة معرفة أي العادات التي يواظب عليها الموظفون أكثر إنتاجية، وكشف البحث أن 10% من الموظفين الأعلى إنتاجية في الشركة، لا يعملون بشكل كامل خلال الساعات الثماني المخصصة للعمل، وإنما يأخذون راحة مدتها 17 دقيقة، بعد كل 52 دقيقة عمل.
8- ذاكر قبل النوم
يعد أحد أهم العوامل المؤثرة في المذاكرة، هو توقيتها، وفي هذا الصدد تنصح دراسة علمية بالمذاكرة قبل النوم، إذ يعزز النوم القدرة على التعلم، بنقل المعلومات التي تم تعلمها قبل النوم من الذاكرة قصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد.وبمجرد وصول المعلومات إلى الذاكرة طويلة الأمد، فإنها تخزن بأمان لفترات أطول، ومع مراجعة المعلومات بشكل متكرر على فترات زمنية متباعدة، تتحسن العلاقة بين الذاكرة قصيرة الأمد، والذاكرة طويلة الأمد؛ مما يطور القدرة على تذكر المعلومات بشكل أسرع وأكثر دقة.ومن خلال الدراسة التي أجرتها جامعة كاليفورنيا، فقد أتى الباحثون بـ39 شابًا انقسموا إلى مجموعتين، مجموعة أخذت قيلولة مدتها 90 دقيقة، بعد التعلم في الساعة الثانية مساءً، والأخرى ظلت مستيقظة، وبحلول الساعة السادسة مساءً، أجرى الباحثون تدريبات واختبارات لكلتا المجموعتين على ما تعلموه قبل الثانية مساءً.
وتبين من خلال نتائج الاختبارات أن المجموعة التي ظلت مستيقظة كانت أسوأ في التعلم، في الوقت الذي ظهر فيه أن المجموعة التي أخذت قيلولة كانت أقوى في التعلم والتذكر بنسبة تصل إلى 40%. المصدر: ساسة بوست