حلم فتيات الكويت.. تحققه فاطمة حيات
ما حرمت منه في حياتها حولته إلى هدف تسعى جاهدة لتحقيقه، وهو حلم فتيات الكويت ان يصبحن لاعبات محترفات على المستوى الدولي.فاطمة أتاحت لبنات الكويت الفرصة لإيصال أصواتهن الرياضية وقدمت لهن فرصة ثمينة لممارسة لعبة كرة القدم النسائية، بعد ان أقامت ونظمت عشر بطولات كانت بمنزلة رصيد لها أضافته في مسيرتها الرياضية. ولهذا كانت «وجهاً في الأحداث»– أول مرة منذ 20 سنة تشعر فتيات الكويت بوجودهن الفعلي على الساحة الرياضية بعد أن جمعتهن فاطمة مسعود حيات في لقاء ضم أكثر من 150 لاعبة، والطلب منهن تقديم الاقتراحات التي من شأنها تطوير الرياضة النسائية.– قبل أن تنتهي مدتها القانونية باللجنة الأولمبية تسعى وبقوة لاستكمال إنشاء لجان نسائية في جميع الاتحادات الرياضية الكويتية، بعد أن اوجدتها في أربعة اتحادات لدمج الرياضة النسائية بالجسم الرياضي الكويتي ككل.– زرعت بذور الرياضة النسائية في الجامعات الخاصة، وكان لها الدور الأكبر بتأسيس دوري لخمس رياضات وعلى مدى سنوات، ولعل مساهمتها الكبرى غرستها في الجامعة الأميركية بتأسيس فريق كرة قدم نسائي.– انطلقت كلاعب تنس أرضي عام 1993 في نادي اليرموك، ثم انتقلت إلى نادي الفتاة، وكانت من أوائل الفتيات اللواتي يمثلن الكويت في دورات التنس بكل من مصر وتونس وعمرها لا يتجاوز 13 عاماً، واستمرت إلى عام 1997.– امضت أربع سنوات ونصف في أميركا أثناء الدراسة الجامعية، وبعد عودتها مباشرة عملت في الجامعة الأميركية، وقامت بتأسيس الدوري الرياضي الأول للجامعات الخاصة، وتدريب وتأسيس الفريق النسائي لكرة القدم.– عندها أن مشكلة الرياضة النسائية تعاني بالدرجة الأولى من التمييز الذي يمارس ضدها، فشقيقها على سبيل المثال وصل إلى العالمية بالتنس الأرضي، في حين أنها هي حرمت منه بسبب كونها امرأة، وفي المقام الثاني يأتي من عدم اهتمام وجدية المؤسسات الرسمية المعنية، وفوق هذا عدم وجود هيكل تنظيمي.– تحترم خصوصية مجتمعها، لكن العادات والتقاليد تقتضي ألا تحرم الفتاة من حقوقها في المشاركة بالأنشطة الرياضية، فالكويت ليست استثناء ففي دول إسلامية عربية ومحافظة حققن نتائج مبهرة بالأولمبياد، مثل الأردن والبحرين.– كان لها نشاط سياسي عندما لم تكن المرأة تحصل على كل حقوقها السياسية، وكان هناك تمييز بحقها انخرطت في التحالف الوطني الديموقراطي من أجل تصحيح هذا الخطأ، وتعتبر أن الحقوق كل لا يتجزأ، فحق التعليم والتحديث وحق الرياضة والتعبير وحدة واحدة.– ترفض تسييس الرياضة، سواء النسائية منها أو الرجالية والتهميش الذي يطالها، وهو أمر يتحمل جزءا كبيرا منه 14 نادياً لم تعمل خلال العقود الماضية على خلق أجواء مؤاتية، ولا إدماج العنصر النسائي فيها.– مازالت الرياضة النسائية في الحضيض، ولا تحظى باهتمام حكومي جدي، رغم مشاركة الفتيات في عدد من البطولات، وهي مشاركات أصلا ضعيفة، خاصة في الالعاب الجماعية، في حين ان الالعاب الفردية غالباً ما تتبناها اللاعبات على نفقتها الخاصة وبتشجيع من الأهل.– لم تصل الرياضة النسائية في الكويت الى مرحلة الاحتراف بعد، ولم تتم الاستفادة من اللاعبات الكويتيات المخضرمات ليكنَّ مدربات للبراعم والاجيال الصغيرة، ومرض «المناصب الادارية» بقي هو سيد الساحة، كما هي الحال في الاندية الرجالية.السيرة الذاتية• فاطمة مسعود حيات• حاصلة على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية، والبكالوريوس في مجال التسويق في جامعة رود ايلاند الاميركية عام 2012.• عملت نائبة مدير شؤون الطلبة في الجامعة الاميركية في الكويت (2010).• مارست الترجمة، وعملت في صحيفة بوسطن غلوب، وساعدت المراسلين الاجانب المتواجدين في الكويت اثناء الحرب في العراق.• ساهمت بإنشاء موقع على شبكة الانترنت خاص بتاريخ جنوب افريقيا.• تولت امانة صندوق جمعية العمل الاجتماعي الكويتية التطوعية والمدافعة عن حقوق الانسان والمهاجرين والخدم والجماعات المعرضة للاستغلال.• مؤسسة قائمة الوحدة الطلابية في اميركا، وأول منسق قائمة طلابية كويتية فازت بجميع مقاعد الاتحاد الوطني عام 2002.• عضو المكتب التنفيذي للتحالف الوطني الديموقراطي (2005).• سكرتير عام لجنة كرة القدم النسائية في الاتحاد الكويتي لكرة القدم عام 2007.• قيادية في العمل الرياضي النسائي، من حيث التنظيم والادارة والمبادرات والدورات وتقديم الخطط.• شاركت بورش عمل خاصة بالتدريب الرياضي ومساعدة الفرق ذات الاداء العالي.• عضو مجلس ادارة اللجنة الاولمبية، ورئيسة لجنة رياضة المرأة فيها.• أسست اول فريق كرة قدم نسائي في الجامعة الاميركية في الكويت، وقامت بتدريبه.• نظمت أول بطولة كرة قدم نسائية رمضانية على مستوى الكويت.• أول ممثلة لأنشطة الرياضة النسائية من خارج الاتحاد الكويتي لكرة القدم.الأولى في رياضة المرأة الخليجيةأحرزت الكويت لقب الدورة الأولى لرياضة المرأة الخليجية، وحصدت 24 ميدالية منها 11 ذهبية و12 فضية وبرونزية، وذلك عام 2008 والتي اقيمت بثانوية كيفان.البداياتأدخلت مادة التربية البدنية ضمن المناهج في مدارس البنات عام 1948 بوساطة البعثة المصرية، وتوسع بعد ذلك، وممارسة الفتاة للرياضة خارج المدرسة كانت عام 1973، حين فتح نادي القادسية أبوابه لفريق كرة السلة والطائرة النسائيين تبعته أندية أخرى، وفي عام 1996 انشئت فرق متخصصة، أما في العام الذي يليه فقد شكلت لجنة منبثقة من اللجنة الأولمبية الكويتية تختص بالنشاط الرياضي للمرأة بالتعاون مع نادي الفتاة.دور العائلةيعود الفضل الاول بتوجهها نحو الرياضة الى والدها السيد مسعود حيات الذي رافقته لمشاهدة مباريات كأس العام في اسبانيا عام 1982، وتشجيعه لها، وهو الذي يتولى رئاسة نادي الصيد والفروسية، ويبدو أن القاسم المشترك في اسرتها حبهم للرياضة، مما جعل شقيقيها علي ومحمد من البارزين بالتنس والرماية.أول منتخب.. مخيِّب للآمالعام 2008 انشئ المنتخب الوطني لكرة القدم النسائية، وتأسست اللجنة النسائية لهذه اللعبة عام 2007 ودخلن في عدة مشاركات… لكنها مشاركات ضعيفة جداً بل ومخيبة للآمال.كيانات وأندية للرياضةتأسس نادي الفتاة عام 1975 ليكون نافذة واسعة لتنمية مهارات الفتيات، تعرض للحل وأعيد إشهاره عام 1993، ثم أسس من جديد عام 1994، وجهت إليه انتقادات عدة، منها ما كتبته السيدة نبيلة العنجري، بأنه يخلو من عضوات قياديات بمجلس الإدارة الذي يديره، ولم يطور من الرياضة النسائية في شيء. كان يشرف عليه وزارة الشؤون الاجتماعية، ثم صار يتبع الهيئة العامة للشباب والرياضة، إضافة لذلك هناك نادي سلوى الصباح، ونادي فتيات العيون بالجهراء، أما الكيانات الكبرى فهي الاتحاد الكويتي للرياضة النسائية، ولجنة رياضة المرأة التي تتبع اللجنة الأولمبية الكويتية.أول كويتيةتعتبر السيدة أسيل الشاهين أول كويتية، بل عربية يتم اختيارها للتحكيم في المباريات الاساسية في لعبة التنس في ويمبلدون بإنكلترا عام 2014.الرياضة في مدارس الحكومةمارست الفتاة الكويتية الرياضة في مدارس الحكومة، وكن يرتدين البلوزة البيضاء والشورت القصير الابيض، وعرفت كرة السلة في نهاية المرحلة الثانوية كما تروي السيدة غنيمة الفهد، وفي اول السبعينات كان مدرب فريق النساء من الجنسية المصرية في الجامعة.لاعبات رفعن اسم الكويتهناك مجموعة من لاعبات الكويت اللواتي حصدن ميداليات وشاركن في بطولات عربية ودولية، نذكر منهن: ايمان الكوت (تايكوندو) دعاء حسين (الكاراتيه) سارة الحوال (الرماية) نورة القعود (الفروسية) لولو وبلسم الايوب (المبارزة) معالي العنزي (كرة يد) هيا عبدالله المياس (تجديف) أما فيّ السلطان فهي الوحيدة المشاركة في الأولمبياد للسباحة.المصدر:القبس