لماذا علينا أن ندع الأطفال ينجزون المهام بأنفسهم؟
غالباً ما يُفاجأ الآباء عندما يرفض أطفالهم قبول المساعدة في إنجاز بعض المهام والقيام ببعض الأعمال، ويفضلون فعل ذلك بمفردهم. وهذا أمر طبيعي، لأن الأطفال ينمون ويرغبون في اكتساب استقلاليتهم.
وتقول الكاتبة مارا أمور لوبيز، في تقرير نشرته مجلة “إيريس ماما” الإسبانية، إن الأطفال يحتاجون إلى القيام بالأشياء بأنفسهم ليكونوا سعداء، فمن خلال هذه الاستقلالية يكتشفون العالم من حولهم ويكونون أكثر قدرة على تطوير ملكاتهم بشكل أفضل. لذلك من المهم أن يعرف الآباء أنه كلما تعلم أطفالهم الاستقلالية في وقت مبكر كان ذلك أفضل لتطورهم.
وذكرت الكاتبة أن جميع الأطفال يشعرون بالفضول حيال كل ما يحدث من حولهم، كما يلاحظون ويحاولون تكرار ما يرونه من الأطفال الآخرين أو من البالغين بشكل مستقل، وهذا السلوك طبيعي ويعد جزءًا من تطورهم.
ووفقا لدراسة أجريت في معهد “ماكس بلانك” لعلم الإنسان التطوري، فإن الأطفال لديهم دوافع فطرية للقيام بالمهام بأنفسهم لتعزيز الشعور لديهم بأنهم مفيدون.
أسباب منح الأطفال الاستقلالية
وفي هذا السياق، تُعدّ الأعمال المنزلية مثل طي الملابس أو نفض الغبار عن الأثاث أو الكنس مملة للبالغين، لكن الصغار يحبون خوض هذه التجربة، لذلك من المهم أن نسمح للأطفال بتجربة الأشياء بأنفسهم واختبار قدراتهم، وهذا يساعدهم على اكتشاف العالم من حولهم والتعلم منه.
وأشارت الكاتبة إلى أننا أحيانا لا نسمح للأطفال بفعل الأشياء بمفردهم خوفا من إيذاء أنفسهم، وفي أوقات أخرى؛ لأننا لا نتحلى بالصبر لانتظارهم عند القيام بالأشياء بشكل مستقل، حيث نفضل القيام بذلك بأنفسنا. ورغم أن الأطفال أكثر بطئاً، فهذه هي الطريقة الجيدة لهم للتعلم وتحسين مهاراتهم.
تحمل المسؤولية منذ الصغر
هنالك العديد من الدراسات عن تربية الأطفال على تحمل المسؤولية منذ الصغر من أجل مستقبلهم واتخاذ القرارات السليمة فيما بعد. ويقدم موقع “أهابرينتنغ” بعض النصائح المهمة لتنشئة طفل مسؤول وواثق بذاته، وفي ما يأتي طرق إستراتيجية يومية تساعدك ليحصل طفلك على الدعم الكافي وليكون قادرا على تحمل كل المهام بإيجابية:
- تربية الطفل على القيام بتنظيف ما تسبّب فيه، فمثلا عندما يسكب الحليب يجب عدم الصراخ بوجهه، وإنما القول “لا بأس، يمكننا تنظيفه. نحن دائما نقوم بتنظيف ما تسببنا فيه”، وهكذا يعتاد فكرة التنظيف بطريقة أسهل ودون فرض أوامر.
- تعليم الطفل أن يكون مسؤولًا عن سلوكه وتصرفاته، وأنه يمكنه إصلاحها بنفسه ودون عقاب، فمثلًا يمكنه الاعتذار عما قام به من تصرف سيئ وهذا أفضل بكثير من معاقبته.
- لا تتسرع في إنقاذ طفلك من موقف صعب.
- لا تصنف طفلك أبدا بأنه غير مسؤول.
- تعليم الطفل على وضع جدول يومي من أجل تنظيم الواجبات المدرسية والمهام المنزلية والنشاطات الترفيهية.
- علم أطفالك -كما قالت أليونور روزفلت- أنه “ليس لديهم اختيار في أن يكونوا أفرادا جيدين فحسب، بل يجب عليهم أن يكونوا كذلك”.
استخدام أساليب التربية الإيجابية
كما أن على الآباء اتباع أساليب التربية الإيجابية واستخدامها في تربية الأطفال، حسب تقرير للكاتبة آمي ماكريدي نشره موقع “بوستيف برينتينع سولوشنز” ، وهي مؤسسة الموقع ومدربة متخصصة في التربية الإيجابية، ولديها مؤلفات شهيرة تقدم عدة إستراتيجيات لاستثمار الحياة في المنزل بعيدًا عن الأجواء السلبية والسلوكيات الخاطئة، ومنها:
- الوصول إلى أساس السلوك، لأن هنالك دائما حافزا أساسيا يدفع الطفل إلى السلوك التخريبي أو الخاطئ، لذلك على الأهل معرفة السبب الرئيس وراء هذا السلوك العدواني. وبمجرد حل المشكلة، يمكن تجنب ردة الفعل غير المرغوبة من الطفل.
- الحرص على الحفاظ على روتين منتظم في المنزل بشكل منسق وجدي، فإذا كان من المتوقع أن يقوم الأطفال بترتيب أَسِرّتهم وارتداء ملابسهم وتنظيف أسنانهم كل صباح قبل تناول الإفطار، فيجب الحرص على هذا الروتين كل يوم.
- عند اتخاذ قرارات الانضباط للأطفال، من المهم جداً وضع أهداف طويلة المدى في الاعتبار، لأن المكافآت غير فعالة وتقدم مكاسب قصيرة الأجل فقط. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن العديد من الأطفال الذين ينالون مكافآت يفقدون الحماسة بالهواية التي يمارسونها سواء بالتلوين أو القراءة أو ممارسة البيانو وحتى أداء واجباتهم المدرسية.