رسب في مادة تدرّسها له معلمته المسلمة فهاجمها عبر الإنترنت.. تفاصيل فصل طالب مسيحي من جامعة أميركية

أظهرت سجلات إحدى المحاكم الأميركية أنَّ طالباً بكلية رولينز بولاية فلوريدا، اتهم أستاذته المسلمة بممارسة التمييز الديني ضده من قبل، كان في صراعٍ معها منذ بداية الفصل الدراسي.
وكانت الأستاذة أريج زوفاري قلقةً بشأن سلوك الطالب مارشال بولستون، البالغ من العمر 20 عاماً، لدرجة أنَّها تقدمت بطلب لمحكمة مقاطعة أورانج الجمعة الماضي، 24 مارس/آذار 2017، لحمايتها منه. وفصلت كلية رولينز، بولستون بشكلٍ مؤقت.
تضمن طلب الإنذار القضائي الذي تقدمت به أريج إلى المحكمة رسالة بريد إلكتروني طويلة أرسلها بولستون، الطالب المسيحي، إلى أستاذته بعد رسوبه في مقالٍ بصف العلوم الإنسانية في الشرق الأوسط.

وكان نص الرسالة: “تُظهِر الدرجة التي منحتِها لي بشكلٍ صريح نواياكِ الحقيقية، وهي محاولة إسكاتي في المحاضرات. أنتِ واحدة من أكثر الأساتذة غير الأكْفاء الذين رأيتهم في حياتي”.
وفي مقابلةٍ مع صحيفة “أورلاندو سنتينال”، الثلاثاء 28 مارس، قال بولستون، الطالب بتخصص العلاقات الدولية والذي يعيش في أورلاندو، إنَّه شعر بأنَّه ضحية تمييزٍ ديني، وإنَّ فصله من الكلية أمرٌ غير عادل. وأضاف أنَّه اختلف مع بعض ما درّسته أريج عن المسيحية منذ اليوم الأول للصف. وقال بشأن رسالته: “لم أقم بتهديدها على الإطلاق”.
وقال غرانت كورنويل، عميد كلية رولينز، إنَّ الكلية لم تكن أبداً لتُوقِّف طالباً لمجرد اختلافه في الرأي مع أحد الأساتذة.
وأضاف كورنويل أنَّ هنالك عوامل أخرى أدت إلى توقيف بولستون بشكلٍ مؤقت، رافضاً أن يُدلِي بالمزيد من التفاصيل. وقال إنَّ جلسة استماع تأديبية بشأن بولستون قد عُقِدَت الثلاثاء الماضي، وقد يستغرق الأمر عدة أيام للخروج بقرار.
ووصف كورنويل أريج، الأستاذة المساعدة بكلية رولينز، والأستاذة بكلية فالينسيا، بأنَّها معلمة مخضرمة. ولم تَرُد أريج على الطلبات المقدمة لها بالتعليق على الأمر.
وتشير السجلات القضائية إلى وجود مشاكل بين أريج وبولستون منذ بداية الصف الدراسي.
تفاصيل القصة
وكانت أريج قد كتبت رسالةً إلكترونية إلى الكلية، بتاريخ 3 فبراير/شباط 2017، بعنوان: “طالب مثير للمشاكل”، قالت فيها إنَّ بولستون “قد أثار الاضطرابات بالصف مرتين (من أصل محاضرتين) بمقاطعته الدائمة والمُعارِضة لي واحتكاره وقت الصف. سلوك الطالب تهكمي وشديد الازدراء”.
وكانت أريج تريد طرده من صفها.
وتدخّل المسؤولون في الكلية حينها لمقابلة بولستون، فتحسّن سلوكه في الأسابيع التالية، حسبما تُظهِر الرسائل الموجودة بملف المحكمة.
ولكن في 8 مارس 2017، منحته أريج درجةً منخفضة في مقاله الأول، وكانت قلقةً من رد فعله، وذلك بحسب ما كتبه كين ميلر، نائب عميد الكلية المساعد لشؤون السلامة العامة، في رسالة بريدٍ إلكتروني.
وفي اليوم التالي، قام بولستون بمراسلتها، وكتب: “ربما أضطر إلى التحدث عن تحيزك الشديد ضدي بسبب هذه الحملة التي قررتي شنَّها عليّ، ولن أتحدث للصف فحسب؛ بل للعميد”.
وأضاف أنَّه ربما سيتصل بأصدقائه من الإعلاميين المحليين، أو يتخذ إجراء قانونياً ضدها.
قلقت أريج حينها لدرجة أنَّها قامت بإلغاء المحاضرة ذلك اليوم. وفي المساء، ذهبت نائبة عميد الكلية لتخبر الطلاب بإلغاء المحاضرة ذلك اليوم، وحينها قابلت بولستون حسبما أخبرت ميلر.
وتحدثت معه حينها بشأن رسالته الإلكترونية التي أرسلها لأريج، ونزاعه معها، واختلاف ديانتهما، وقالت إنَّه ذكر كلمة “سلاح ناري” عدة مرات في أثناء حديثه.
وكتبت النائبة لميلر في 9 مارس 2017: “لم يهدد بولستون أي أحد بشكلٍ صريح أبداً، ولكنِّي لم أشعر بالارتياح؛ بسبب ذكره المتكرر للأسلحة النارية، وحديثه عن فئاتٍ معينة من البشر، وتصنيفه لهم على أساسٍ ديني، وعصبيته وازدرائه تجاه أستاذته”.
والثلاثاء 28 مارس، كان الخلاف الدائر داخل الكلية الموجودة بمنطقة وينتر بارك في فلوريدا قد انتشر سريعاً بين المحافظين على الشبكات الاجتماعية وعلى قناة فوكس نيوز الأميركية.
وكتبت أريج لأحد مديري الكلية، بحسب وثائق المحكمة: “أنت تعلم أنَّي كنتُ سأضحك إن كان بإمكاني استدعاء الفكاهة. ولكنِّي شخصيةٌ مملة جداً في الحقيقة”.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Orlando Sentinel الأميركية.

المصدر:

هافينغتون بوست