العلوم الاجتماعية تفتتح اعمال ملتقى (التنمية والمجتمع قضايا معاصرة)
افتتحت كلية العلوم الاجتماعية صباح اليوم الملتقى السنوي ال 13 لقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية تحت شعار ( التنمية والمجتمع قضايا معاصرة ) تحت رعاية وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله الصباح في الحرم الجامعي بالشويخ والذي يستمر إلى 30 مارس الجاري.
وفي كلمة له خلال المؤتمر أكد مدير جامعة الكويت الأستاذ الدكتور حسين الأنصاري أن موضوع التنمية المستدامة يمثل أولوية بالنسبة للجامعة إذ يتوافق مع رسالتها ودورها في طرح القضايا المجتمعية والتنموية الهامة لبناء كوادر وطنية فاعلة وقادرة على العطاء لمواجهة المستجدات الحديثة.
وذكر أ.د. الأنصاري أن المؤتمر يطرح قضايا تنموية هامة مرتبطة بالطفل والشباب والمرأة ودور مؤسسات المجتمع المدني والقضايا المختلفة التي تشكل محاور رئيسية في خطط الدولة التنموية.
وأشار غلى أن هذا الملتقى يعد مناسبة هامة للنقاش وتبادل الأفكار والتفكير في آفاق المستقبل للخروج برؤية وحلول للقضايا المجتمعية التي من شأنها المساهمة في وضع خطط مستقبلية لدعم التنمية في البلاد.
وأشار إلى أن الشراكة في التنمية المجتمعية باتت مطلبا أساسيا لإرساء قواعدها وضمانا لتحقيق أهدافها، وعلينا أن ننخرط بهذه الشراكة لتحقيق التنمية المستدامة التي ننشدها جميعا مرحبا بالمشاركين بالملتقى من أساتذة وأكاديميين من داخل وخارج الكويت.
ومن جانبها قالت مدير مكتب الإنماء الاجتماعي وممثل راعي الملتقى الدكتورة وفاء العرادي في كلمة مماثلة أن مكتب الإنماء أولى اهتماما بالتنمية البشرية وأهدافها وسياساتها من أجل الوصول إلى التنمية المجتمعية حيث أنشئ بعد التحرير عام 1991 بمبادرة أميرية من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله.
واكدت العرادي أن من أساسيات إنشاء المكتب هو تحقيق الأمن النفسي والاجتماعي والذي امتد ليومنا هذا ليؤكد على مفهوم التنمية المجتمعية بكافة عواملها وأبعادها الثقافية والنفسية والمجتمعية ضمن مجموعة من الاهداف التي تسعى إلى تحقيق المواطنة والوحدة الوطنية.
وأشارت إلى أن التنمية مهمة لبناء الحضارات الانسانية وعلينا بالبدء بالفرد لأنه نواة المجتمع وتسليحه بالثقافة والمعرفة لمواجهة العوائق وتذليلها لبناء مجتمع تنموي ينهض بشبابه ولا تؤثر عليه سلبا الصعوبات لتمكين الفرد من مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي لخدمة مجتمعه.
ومن جهته رحب رئيس قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتور يوسف غلوم بالضيوف والمشاركين بالملتقى الذي تحملوا عناء السفر للمشاركة بأبحاثهم العلمية وأوراق العمل لإثراء محاور الملتقى وللاستفادة منها في وضع خطط للتنمية.
وقال الدكتور غلوم أن التنمية وسيلة لضمان الرخاء في المجتمع وأن التنمية البشرية هي جزء من التنمية الشاملة التي يسعى إليها المجتمع لضمان رخاء أفراده حيث أنها نتاج من التفاعلات الاجتماعية التي تحتاج إلى عمل جاد لبلوغها.
وأضاف أن الإنسان هو محرك الحياة في مجتمعه ومنظمها وقائدها وعليه تقدمها وتجديدها لذلك علينا كاكاديميين ومتخصصين وضع هذه القواعد ومناقشتها بطريقة موضوعية لإفادة المجتمع من هذا العلم الذي يهدف الى تنمية المجتمع.
وبدوره شكر رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الدكتور عبدالله معتوق المعتوق جامعة الكويت وكلية العلوم الاجتماعية لاختياره وتكريمه كأحد أبرز الشخصيات في مجال العمل الإنساني، مضيفا أن التنمية المجتمعية ضرورة تفرضها الظروف الاقتصادية والإنسانية في كثير من البلدان الفقيرة والنامية.
وأشار الدكتور المعتوق أن الجمعية أولت أهمية لبرامج مشروعات التنمية الصغيرة لتكون الوسيلة الفعالة في استثمار قدرات أبناء المجتمعات الفقيرة ومساعدتهم على الانخراط في أعمال تهيئ لهم سبل العيش الحر الكريم.
وأوضح أن العمل الإنساني تجاوز حدود الممارسة الإغاثية التقليدية إلى العمل الإنتاجي التنموي والتأهيلي كأحد المجالات الرئيسة للعمل الخيري بعد أن أدرك القائمون عليه أهمية هذا التوجه التنموي وآمنوا بأن هناك حاجة ملحة للاهتمام ببرامج التنمية المجتمعية.
وافاد المعتوق بأن الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية كواحدة من المنظمات الإنسانية الكبرى اتجهت مبكرا نحو التنمية المجتمعية رافعة شعار ( معا لا يعود السائل إلى السؤال ) حيث انطلقت منذ عام 1987 ترصد احتياجات الشرائح المحرومة والفئات الفقيرة في عدد من الدول وتمول مشروعاتها الصغيرة بقروض حسنة بهدف مساعدتها على سد احتياجاتها الأساسية.
وقال أنه بمرور الوقت اتسع نشاط الهيئة ليغطي 136 دولة حول العالم كما وصل نشاطها إلى تمكين اللاجئين السوريين في لبنان والأردن والسودان من مشاريع انتاجية في محاولة لصناعة الأمل لدى هؤلاء ومساعدتهم على الخروج من دائرة العوز.
يذكر انه على هامش الملتقى تم تكريم رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية إلى جانب افتتاح معرض مصاحب للملتقى يضم 26 جهة حكومية وأهلية تبين دور مؤسسات المجتمع في خدمة التنمية المجتمعية إلى جانب ورش تدريبية متخصصة مقدمة للمشاركين في الملتقى وتمنح شهادات خبرة لمن يجتاز الورشة خلال فترة الملتقى الممتدة إلى 30 مارس الجاري.