أخبار منوعة

لهذه الأسباب يمكن للغة جسدك أن تغير حياتك

هل يمكن أن تؤثر لغة جسدك على مناعتك وصحة قلبك ومدى إحساسك بالألم؟ هل يمكن خداع عقلك وجسدك ليفعل ما تريده؟ وهل يمكن للمصافحة أن تكون سببًا في حمايتك من البدانة؟ ماذا لو كانت الابتسامة تجعلك أكثر إنجازًا؟ أو تحدد طريقة وقفتك وجلوسك مقدار ما تجنيه من مال أو نجاحك المهني والاجتماعي من عدمه؟
هذا ما يناقشه هذا التقرير..
الهيروين وحده لا يكفي!
جرعة من الهيروين أو المورفين قد تسبب السعادة، حيث تحفز إفراز مادة الإندورفين _ هرمون السعادة والاسترخاء_ والذي يعد من أهم مسكنات الألم وخفض الإجهاد، وتعزيز الجهاز المناعي.
ولكن هل من الممكن أن تحصل على نفس النتيجة بطريقة أخرى؟
العلماء يقولون نعم، فقط ابتسم!
عندما نبتسم يفرز الجسم هرمون الإندورفين بشكل طبيعي، حيث يرسل الهرمون رسالة إلى عقلك بأن تشعر بالرضا والثقة والراحة، كما أن تأثير ابتسام الغير لنا معدٍ؛ حيث نبتسم لا إراديًا تقريبًا، ويحفظ العقل بشكل لا واع أن الشخص المبتسم لنا هو شخص لطيف وجدير بالثقة.
شركة يابانية لمترو الأنفاق تطلب من موظفيها تسجيل الدخول للعمل عبر “ابتسامة”
هذه الحقيقة أثبتتها دراسة فسيولوجية طُلب خلالها من المشاركين تغمية أعينهم ووضع قلم بأسنانهم دون أن يلمس شفاهم لضمان بقائهم في وضعية الابتسام دون معرفتهم. أثبتت هذه الدراسة أن هناك تغيرات فسيولوجية تحدث بالجسم تجعل أجسادنا سعيدة عندما نبتسم أو حتى عندما نتصنع الابتسام.
وفي دراسة شبيهة حيث تُحقن عضلات وجه المشاركين بالبوتوكس لتقليل العبوس، حيث ثبت أن هذه الطريقة تتسبب في تقليل الغضب عند المشاركين.
الوقوف على أرض راسخة
قد تحدد وقفتك أو جلستك نتيجة قراراتك، نجاحك من عدمه، رؤية الناس لك، وأيضًا تحدد ما الذي يحدث داخلك. وبالمثل تشير دراسات مختلفة  إلى أن وضعية الجلوس المستقيمة تولِّد مشاعر إيجابية، فيما يؤدي تهدُّل الكتفين أثناء الجلوس إلى الشعور بالكآبة.
تخيل نفسك واقفًا عاقدًا ذراعيك حول صدرك قبيل دخولك وليكن لمقابلة عمل، وبالمثل تخيل نفسك عاقدًا ذراعيك ولكن هذه المرة خلف رأسك أو باسطًا إياهم على المكتب المقابل. الوضعية الأولى هي وضعية توحي بالانهزامية على عكس الثانية حيث تعطي انطباعًا وكأن كل شيء تحت السيطرة، كما لو كنت تقول للعالم ها أنا ذا!
وهذا ما فعله الباحثون دانا كارني وإيمي كادي وأندي ياب حيث خضع المشاركون في هذه الدراسة لمقابلة شخصية قيس بعدها مستوى كل من التستوستيرون “هرمون القوة”، والكورتيزول “هرمون الإجهاد والتوتر.
“تحظى ذكور الحيوانات القوية التابعة لرتبة الرئيسيات بمعدلات مرتفعة من التستوستيرون ومنخفضة من الكورتيزول، ليس هذا فحسب حيث يمتلك القادة ذوي القوة والنفوذ مستويات مرتفعة من التستوستيرون ومنخفضة من الكورتيزول، ولهذا شأن في أنهم يحظون بالقوة والحزم، والتصرف بهدوء في المواقف المثيرة للتوتر”.
أثبتت الدراسة أن أصحاب الوضعية التي توحي بالقوة والنفوذ ارتفعت لديهم معدلات إفراز هرمون التستوستيرون بنسبة 20% وانخفض الكورتيزول بنسبة 25%، في مقابل انخفاض في مستوى التستوستيرون بنسبة 10% وزيادة في الكورتيزول بنسبة 15% للمجموعة الأخرى. كما أنه عندما شاركت المجموعة ذات الوضعية الأكثر قوة في لعبة مقامرة زادت لديهم درجة المشاركة بنسبة 86% بالمقارنة بـ60%  للمجموعة الأخرى.
العناق والمصافحة لتعزيز المناعة
يساعد فعل المصافحة والعناق في إفراز هرمون الأوكسيتوسين -المعروف بهرمون الثقة والحب- والذي يساهم في بناء شعور الأمان والثقة في العلاقات وتعزيز شعور التفاؤل والتقدير الذاتي وتخفيف التوتر والاكتئاب، حيث يعتقد في فاعليته في حل مشاكل الرهاب الاجتماعي واضطراب ما بعد الصدمة، كما يساعد في علاج الجروح لخواصه المضادة للالتهاب وتخفيف الآلام.
ويساعد عناق الأطفال على زيادة إفراز الأوكسيتوسين إلى جانب كرات الدم البيضاء المعروفة بقدرتها المناعية على قتل الفيروسات، وأيضًا يساهم عناق الحيوانات الأليفة ومداعبتهم على إفراز الهرمون. كما يعد الهرمون عاملًا مساعدا في نجاح الحميات الغذائية؛ حيث أثبتت دراسة أجريت على فئران التجارب أن الافتقار للهرمون يؤدي إلى البدانة مستقبلًا رغم الحفاظ على معدل غذاء طبيعي.
عرض نفسك لمواقف محرجة!
يقول د.كريج ماركر أستاذ علم النفس أنه خلال عمله مع مرضى الرهاب الاجتماعي، يقوم بتعريضهم لمختلف التمارين كغناء الكاريوكي أو التحدث إلى غرباء أو تعريض أنفسهم لمواقف محرجة “بشكل متعمد”.
يقول د.ماركر أن من شأن هذه التمارين أن تعلم أجسام المشاركين أنهم ليسوا في خطر، حيث لوحظ أن الأعراض الفسيولوجية المصاحبة للقلق والتوتر تقل، كما أن وضعية “الهجوم أو الهروب” التي يتخذها الجسم بشكل تلقائي تتحسن عن طريق التغيير السلوكي أكثر من التفكير المنطقي. كما أن هذه الوضعية تتسبب في إفراز هرمون الأدرينالين وهو الهرمون الذي يفرز في مواقف الهروب والشجاعة أيضًا.
الابتسام لتحسين الأداء
لاحظ تشارلز جارفيلد “مؤلف كتاب قمة الأداء” خلال تدريبه لفريق روسيا الأوليمبي لرفع الأثقال أنهم عندما يستنفدون طاقتهم عند حمل الأثقال فإنهم يعبسون. فقام بتجربة لتشجيع الرياضيين الروس للابتسام كلما وصلوا لحد الإنهاك؛ فوجد أن الابتسام جعل أداءهم يتحسن بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات.
يفسر الدماغ العبوس أو تقطيب الجبين عند فعل عمل ما أنه “لا يستطيع فعل ذلك” فيستجيب الدماغ عن طريق إفراز مواد كيميائية من شأنها جعل المهمة المطلوبة أكثر صعوبة مما تستحق. وعلى العكس يترجم الدماغ الابتسام بأن المهمة ممكنة، ولذلك يتحسن الأداء.
لم تعد لغة الجسد مجرد “إيتيكيت” اجتماعي، أو الطريقة التي تنتهجها من أجل إطلاق انطباع إيجابي عنك، بل يمكن حقيقة أن تغير نوعية حياتك وقراراتك والطريقة التي يفكر بها عقلك وتؤثر من خلالها على صحة عقلك وجسدك.
وربما يصبح لزامًا علينا فيما بعد أن نتعلم كيف نتقن لغة الجسد الصحيحة من أجل جسد أكثر صحة، وشعور أفضل، وعلاقات أطول، وقرارات أصوب
المصدر:

ساسة بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock