أخبار منوعة

جامعة هارفارد.. ساحة العلم و«الاغتصاب» أيضًا!

 

تعاني جامعة هارفارد الأمريكية، التي تعد الأقوى عالميًا، من كابوسٍ سيء السمعة، يتمثل في تاريخ من حالات الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي يتعرض لها العشرات من نساء الجامعة، وبالأخص خلال السنوات القليلة الماضية، وسط سياق أوسع من انتشار الجرائم الجنسية في عموم الجامعات الأمريكية.

جامعة هارفارد اعتادت أن تكون الأقوى عالميًّا

تحتل جامعة هارفارد الأمريكية مكانة علمية كبيرة على مستوى العالم، وتعد من أقدم وأعرق الجامعات عالميًا، إذ تأسست في النصف الأول من القرن السابع عشر، على يد القس البروتستانتي جون هارفارد الذي أسس الجامعة في الثامن من سبتمبر (أيلول) عام 1636 في مدينة كامبردج بولاية ماساشوستس شمال شرقي الولايات المتحدة.

ويعمل في هارفارد نحو 12800 أكاديميًا من نخبة المجتمع الأمريكي، كما ينتسب إليها 21 ألف طالب، وتقبل الجامعة سنويًا 1500 من أمريكا والعالم، وتصنف في المركز الخامس عالميًا في صعوبة القبول، وتبلغ المصاريف السنوية لها 522 ألف دولار، كما تبلغ ميزانيتها السنوية أربعة مليارات دولار.

وفي آخر تصنيف لمركز تصنيف جامعات العالم لعام 2016، تصدرت جامعة هارفارد جامعات العالم، بحلولها في المركز الأول، في تصنيف المركز الذي تضمن ترتيب ألف جامعة حول العالم، وفقًا لعدة معايير من أبرزها: جودة التعليم، وجودة الكلية، والـتأثير، وتوظيف الخريجين، وتسجيل براءات الاختراع.

ولم يكن ذلك التصدر غريبًا على هارفارد، التي اعتادت تصدُّر جامعات العالم خلال السنوات الماضية وفقًا لمركز تنصيف جامعات العالم، إذ تصدرت جامعة هارفارد القائمة في أعوام، 2015، و 2014، و2013، و2012.

هارفارد تتصدر مجموعة اللبلاب في حالات الاغتصاب

شهدت تلك الأعوام التي تصدرت فيها هارفارد قائمة أقوى جامعات العالم، عشرات حالات الاغتصاب، والتي جعلتها تتصدر رابطة اللبلاب (التي تعرف أيضًا باسم Ivy League) وتتكون من ثمانية من أعرق وأفضل الجامعات في العالم وتقع شمال شرقي أمريكا، في حالات الاغتصاب المسجلة بها.

ففي أحد أحدث تقارير لجامعة هارفارد عن حالات الاغتصاب التي تشهدها الجامعة سنويًا، أصدرت الجامعة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تقريرًا عن حالات الاغتصاب التي شهدتها الجامعة في عام 2015.

وكشف التقرير عن ارتفاع حالات الاغتصاب في هارفارد عام 2015 لعدد غير مسبوق خلال الأربع سنوات الماضية، لتقع أكثر من ثلاث حالات اغتصاب في المتوسط شهريًا، إذ شهد عام 2015، تسجيل قوع 388 حالة اغتصاب، لتتصدر بذلك جامعة هارفارد رابطة اللبلاب لحالات الاغتصاب لعام 2015.

وفي عام 2014،وقعت 33 حالة اغتصاب في هارفارد، وهو عدد يقترب من ضعف حالات الاغتصاب التي شهدتها الجامعة في 2013، وبلغ إجمالي الجرائم الجنسية التي وقعت في عام 2014، 43 جريمة جنسية، ويقصد بالجريمةالجنسية (الملاطفة، أو الاغتصاب الكامل) .

أما في عام 2013، فقد تصدرت جامعة هارفارد رابطة اللبلاب في عدد الجرائم الجنسية، بتسجيل وقوع 40 جريمة جنسية لذلك العام، وبلغت حالات الاغتصاب من بين تلك الجرائم 17 حالة، وهو أقل عدد حالات شهدتها الجامعة من أعوام 2012 وحتى 2015.

وفي عام 2012، بلغ عدد الجرائم الجنسية التي شهدتها جامعة هارفارد 38، ووقع خلال هذا العام حالتا اغتصاب في المتوسط شهريًا، ببلوغ عدد حالات الاغتصاب في هارفارد لذلك العام 24 حالة.

72.2% من طالبات هارفارد تعرضن للتحرش الجنسي

في أبريل (نيسان) 2015، أجرت جامعة هارافارد استطلاعًا للمنتسبين إليها عن الاعتداءات الجنسية، ويأتي هذا الاستطلاع في إطار مجهود بحثي كبير قادته رابطة الجامعات الأمريكية والتي تضم 62 جامعة أمريكية، حول الاعتداءات الجنسية تضمن توجيه الاستطلاع لأكثر من 150 ألف طالب تنوعوا بين الخريجين وغير الخريجين لـ27 جامعة أمريكية، في دراسة هي الأكبر من نوعها، وخرجت نتائجها للنور في سبتمبر (أيلول) 2015,

وأظهر المسح أن 16% من نساء جامعة هارفارد الكبار، اللاتي شاركن في المسح (بعدد 90 امرأة)، تعرضن لاغتصاب كامل، أو محاولة اغتصاب كامل غير مرغوب فيه خلال فترة تواجدهم في الجامعة، وكشفت الدراسة أن 31% من نساء جامعة هارفارد الكبار، اللاتي شاركن في المسح (بعدد 1722 امرأة) تعرضن لشكل من أشكال الاتصال الجنسي غير المرغوب فيه منذ بدئهم الدراسة بجامعة هارفارد.

كما تعرض نحو نصف نساء هارفارد اللاتي تخرجن من الجامعة، لتحرش جنسي أثناء تواجدهن في الجامعة، وأفاد 21.8 % من هؤلاء النساء بأن أعضاء من الكلية هم من تحرشوا بهن.

ويبدو أن الاعتداءات الجنسية تمثل مشكلة أكبر لطالبات هارفارد اللاتي لم يكن قد تخرجن بعد، إذ كشف المسح أن 72.2% من الطالبات المشاركات فيه، تعرضن لتحرش جنسي أثناء تواجدهم قي جامعة هارفارد.

غالبية طالبات هارفارد لا يبلغن رسميًا عن جرائم التحرش

وأظهر المسح أن معظم الطالبات في هارفارد لديهم نقص بالثقة في نظام الإبلاغ الرسمي عن تلك الوقائع، وقلة معرفة بتفاصيله، لدرجة جعلت الكثير منهن لا يُقبلن في الأساس على الإبلاغ عنها واتخاذ الإجراءات الرسمية تجاهها.

بحسب المسح فإن 80% من طالبات هارفارد اللاتي تعرضن لاغتصاب كامل نتيجة العجز عن إيقافه، و69% من طالبات هارفارد اللاتي تعرضن لاغتصاب كامل نتيجة استخدام المُغتصب للقوة البدنية، لم يرفعوا تقريرًا رسميًا يبلغون فيه عن الاغتصاب.

وأفادت الدراسة أيضًا أن 54% من طلاب هارفارد الذين استجابوا للاستطلاع، لم يتدخلوا بأي إجراء عندما «رأوا أو سمعوا أحدهم يرتكب جريمة جنسية»، وترتفع تلك النسبة لتصل إلى 80% بالنسبة للطلاب الذي لم يتخذوا أية إجراء أيضًا عندما وجدوا شخصًا في حالة سُكر يتجه للقاء جنسي.

وأفاد 89% من طالبات هارفارد اللاتي شاركن في البحث، بأن الجناة كانوا في حالة سُكر قبل ارتكابهم لاغتصاب كامل أو محاولة اغتصاب كامل، كما كشف المسح أن أكثر من 75% من تلك الجرائم الجنسية وقعت في مساكن الطلبة والطالبات داخل الجامعة.

ربع طالبات الجامعات الأمريكية تعرضن لجرائم جنسية

«لو اعترفت جامعة هارفارد بكم جرائم الاغتصابات التي تجري في أروقتها لأغلقت أبوابها وانتحر عمداؤها»

هذه كانت عبارة خلص إليها فيلم وثائقي يحمل اسم «أرض الصيد»، الذي يتناول ظاهرة الاغتصاب والجرائم في الجامعات الأمريكية. وكشف الفيلم، الذي أخرجه المخرج الأمريكي كيربي ديك، أن نحو ربع طالبات الجامعات الأمريكية تعرضن للاغتصاب أو التحرش الجنسي داخل الجامعات من طلاب داخل تلك الجامعات وليسوا من خارج أسوارها.

وأفاد الفيلم الذي يعود لعام 2015، بأن أكثر من 80% من حالات الاغتصاب لا تصل إلى الإدارات العليا في الجامعات، وبرّر الفيلم ذلك إلى مصلحة عمداء الجامعات والكليات بالحفاظ على سمعة الجامعة، والمراكز والامتيازات التي حققوها.

وأشار الفيلم إلى أن الضحايا لا يلجأن للشرطة لأن النظام الداخلي للجامعة يُحتّم حسم الأمر داخل الجامعة أولًا قبل تحويله للشرطة، وذكر الفيلم أن 45% من الشكاوى التي تصل إلى الشرطة لا تسلك طريقها في القضاء وغالبًا ما تسجل ضد مجهول.

ولفت الفيلم أن نسبة المطرودين من الجامعة بسبب الاغتصاب لا تصل إلى 10%، في حين أن أكثر 90% من مجموع الشكاوى المقدمة لإدارة الجامعة بهذا الشأن، تتجاهلها الجامعة بحجة «الادعاء الكاذب»، وهو ما يراه الفيلم أنه يحقق مصلحة مشتركة للعمداء الذين يرغبون في نفي تلك الشكاوى حفاظًا على سمعة الجامعة، وللجناة الذين لا يفلتون من العقاب المناسب، في حين يعاني الضحايا من الآثار النفسية لتلك الجرائم، لدرجة دفعت معظمهم إلى ترك الدراسة، ووصل الأمر عند بعض الضحايا للإقدام على الانتحار.

 

المصدر: ساسة بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock