“لا تبك أنت رجل” أو “لا تأكلي ستصبحين سمينة”.. أيها الآباء احذروا هذه الجمل تؤذي أطفالكم
تعد تربية الأطفال من أصعب المهام، وفي هذا السياق، شهدت الطبيبة توفا كلين، مؤلفة كتاب “كيف ينمو الصغار” (How Toddlers Thrive) العديد من تكتيكات تربية الأطفال المشكوك في صحتها، وذلك خلال عملها مديرة مركز بارنارد لتطوير الصغار.
وبما أن الكمال غاية لا يمكن تحقيقها، تتحدث كلين إلى موقع The Insider عما ينبغي على الآباء أن يتفادوا قوله إلى أبنائهم كي لا يؤذوا مشاعرهم.
لا تفعلها هكذا أنا سأريك كيف تفعلها
يحتاج الأطفال أن يفشلوا لمرات حتى يتعلموا مهارة جديدة، فالتدخل والقيام بالعمل نيابة عنهم سوف يجعلهم يشعرون أنهم غير قادرين على القيام به على الإطلاق.
وتقول كلين إن هذا يعطي رسالة واضحة إلى الطفل مفادها: لا يمكنك أن تفعل هذا، البالغون فقط يعلمون كيف يفعلونه، وهو في الحقيقة ما يسير عكس بناء الثقة.
تبدو سخيفاً
لا يمكن توقع الأطفال، ولكن توجد عادة بعض الطرق لمواجهة جنونهم.
أوضحت الطبيبة قائلة إنه ربما لا يرغب الأطفال أن يقولوا مرحباً لشخص ما، أو يحيونه، فيقول الآباء: إنك تبدو سخيفاً. في حين أن الطفل في الحقيقة يشعر بالإحراج أو عدم الارتياح لأنه موقف جديد، وهذا يبدد ما يفعله الطفل ويشعر به حقاً في تلك اللحظة.
وبدلاً من إيقافهم عن طريق رفض مشاعرهم، تنصح بأن نساعدهم على تمييز مشاعرهم.
أنت شديد الخجل
ليس من المفيد تحديد نوع الشخصية اعتماداً على حالة شعورية مؤقتة.
قالت الخبيرة عن ذلك، سواء كان الطفل لديه طبيعة خجولة في العموم أم لا، فهو لا يشعر في تلك اللحظة بالارتياح، إلا أن هذا الشعور لا يستمر بالضرورة.
لا يستحق الأمر أن تبكي
كثير من الآباء يطلبون من أطفالهم عدم البكاء، وكثيراً أيضاً ما يقولون لأطفالهم الذكور كلمة “انت راجل” لا يجوز أن تبكي.
لكن في الواقع يشعر الأطفال بالإحراج عند إخبارهم بأن يتوقفوا عن البكاء عندما ينزعجون، حتى إن كان لسبب تافه، أو لما قد يبدو ليس سبباً على الإطلاق.
شرحت كلين إن كان هناك طفل منزعج للغاية، فهو منزعج (حقاً)، ويحتاج إلى بعض التعاطف والتهدئة من روعه.
وبالنسبة للصبية، فحين تطلب منه ألا يبكي فإن الرسالة التي تصل له هي “لا ينبغي أن تكون لديك مشاعر”.
انظري كيف تبدين جميلة
تستقبل الفتيات أيضاً نصيبهن العادل من الرسائل التي تتعلق بما يتوقعه العالم منهن منذ طفولتهن.
إذ تناولت الطبيبة هذه القضية قائلة “تعطي الجمل التي من قبيل إنكِ جميلة للغاية رسائل واضحة عما يُفترض أن تبدو عليه”.
هذه الملابس ليست جميلة
ينطبق نفس الأمر على التعليق على خياراتهم في الملابس، وتقول كلين إن اختيار ملابس الأطفال وفرض ذوق و”ستايل” معين عليهم، يعطي رسالة مفادها “إنك يجب أن تكون بهذا المظهر كي تصبح جميلاً”، فهذا الشكل المحدد هو معيار الجمال.
ستصبح سميناً
أشارت كلين إلى هذا قائلة “إن الأمر يرتبط بكل الأطفال، خاصة الفتيات، لأنهن يستقبلن كثيراً من الرسائل المتعلقة بأجسامهن”.
وينبغي على الآباء أيضاً أن يحذروا ما يقولون عن عاداتهم في تناول الطعام وهيئة أجسامهم، فعندما يسمع الأطفال آباءهم يعبرون عن قلقهم من زيادة الوزن أو السمنة، ينتابهم هذا القلق.
إنك ذكي للغاية
قد يبدو هذا غير بديهي، إلا أن إخبار الأطفال بأنهم أذكياء يجعلهم في الحقيقة أقل حماساً.
أضافت الطبيبة قائلة “إن قول مثل هذه الأشياء للأطفال قد يأتي ضد سعيهم للتعلم، فالتعلم هو سلسلة من التجارب والعثرات، إذ إنه ليس فقط من قبيل أنا ذكي وأعرف كل شيء”.
لقد خذلتني
ليست هناك حاجة لتعظيم حجم الخطيئة إن كان الطفل يشعر أنه أساء التصرف.
وتقول كلين عن ذلك، إن كان الطفل يعرف بالفعل أنه ارتكب خطأً، أو أنه يشعر فعلاً بالسوء، فإن ذلك يجعل الطفل غارقاً في الخزي، بدلاً من هذا، حاولوا أن تتفهموا ما الذي حدث مع الطفل، ولماذا حدث شيء كهذا، ثم دعوهم يعرفون أن هذا الشيء لا يمكن أن يحدث مرة أخرى، وساعدوهم على استعادة الوضع إلى ما كان عليه.
– هذا الموضوع مترجم عن موقع The Insider