(المقمز).. طبيب التهاب اللوزتين في الكويت قديماً
“المقمز” لقب شعبي اطلقه الكويتيون قديما على الشخص المتخصص بعلاج التهاب اللوز حينما كان الطب مهنة نادرة والمعالج الشعبي “ذو الخبرة والحكمة” هو سيد الموقف.
وكلمة “قمز” في اللغة العربية تعني جمع الشيء بأطراف الأصابع حيث جاء في لسان العرب “قمز الشيء قمزا” أي أخذه بأطراف أصابعه ومنها اشتقت كلمة “المقمز” كصفة اطلقها الكويتيون على الشخص الذي كان يمارس قديما علاج مرض التهاب اللوز.
وكان يستخدم “المقمز” الضغط بأطراف أصابعه داخل فم المريض لرفع اللوزتين من أسفل الى أعلى وهو ما كان يعرف آنذاك ب “تسقيط اللوز”.
ولم يكن العلاج بهذه الطريقة مقتصرا على الكويت فقط بل كان دارجا في بعض الدول المجاورة لا سيما في دول الخليج وايران والعراق وكان يعرف “المقمز” في دولة الامارات العربية المتحدة باسم “المدغم”.
ورغم التقدم الهائل في مجال الطب وتطور التشخيص ووسائل العلاج الحديث لا سيما لمثل تلك الامراض الا انه مازال هناك من يمارس هذه الطريقة في علاج التهاب اللوز.
وحول طبيعة عمل “المقمز” قالت الحاجة أم سيد هاشم الزلزلة التي مارست هذه النوع من العلاج منذ عشرات السنين ومستمرة فيه حتى اليوم لا سيما على نطاق الأهل والاقارب ان “التقميز علاج ناجع وفعال في حالة التهاب اللوز خاصة عند الأطفال اذ أقوم في البداية بتشخيص حجم الالتهاب”.
وأضافت ان “اللوز إذا كانت شديدة الالتهاب فقد تحتاج الى أكثر من جلسة تقميز تصل بحد أقصى الى ثلاث على مدى ثلاثة أيام أما في حالة الالتهاب البسيط فان الشفاء يتم عبر مرة واحدة فقط”.
وأوضحت أن (التقميز) هو عبارة عن “عملية رفع اللوزتين للطفل المريض باستخدام اصبع السبابة ويتم ذلك بعد ان يستلقي الطفل على ظهره ثم أقوم برفع الرأس الى الخلف وإدخال الاصبع الى داخل الفم وصولا الى اللوز ثم الضغط عليها حتى يخرج قليل من الدم ومن ثم رفعها الى الأعلى وذلك في حالة الالتهاب الشديد”.
وذكرت ان “التقميز يتم باستخدام مسحوق يسمى (الكاث) مصنوع من قشور ثمرة الرمان ويجلب عادة من ايران أو يشترى من محلات العطارة في الكويت” مشيرة الى أنه مادة طبيعية تشكل معقما فعالا يقتل الجراثيم المسببة لالتهاب اللوزتين.
وبينت أن “الكاث أو (الجثوح) كما يطلق عليه بعض أهل الكويت لا تقتصر استخداماته على علاج التهاب اللوز بل يستخدم ايضا في علاج تقرحات اللثة”.
وقالت الحاجة أم سيد هاشم إن عمل “المقمز” لا يقتصر على علاج التهاب اللوزتين فقط بل قد تكون لديه معرفة بالعديد من العلاجات الأخرى وخاصة للاطفال مثل تدهين الجسم بزيت الزيتون الدافىء للتخفيف من أعراض “السخونة” أي ارتفاع درجات الحرارة والذي يكون بتدليك جسم الطفل بدءا بأسفل الظهر وانتهاء بالأذن.
وكان الأجداد قد برعوا بعلاج العديد من الأمراض متخذين من الطبيعة المحيطة بهم بكل ما تحمل من مصادر نباتية وحيوانية وسائل للعلاج ليثبتوا لأنفسهم أولا ثم للعالم أن “الحاجة هي أم الاختراع” غير ان ذلك لا يعد اليوم بديلا عن الطب الحديث الذي وصل وفق أسس علمية الى مستويات متقدمة جدا في هذا المجال. (كونا)