غير مصنف

أكاديميون: خفض ميزانية الأبحاث يضر بتقييم الجامعة

ما زالت تداعيات أزمة خفض ميزانية الأبحاث بجامعة الكويت مستمرة، في ظل استياء اساتذة تعطّلت مشاريعهم البحثية، وما له من أثر على المستوى الاكاديمي للجامعة، بعد خفض أكثر من %80 من ميزانية الابحاث العلمية على حد قولهم.

وبيّن باحثون من اساتذة الجامعة في ديوانية القبس ان سياسة التقشف التي تنتهجها البلاد يجب ألا تطال القطاع التعليمي، خصوصا القطاع البحثي، لما له من أثر في التطوّر والتنمية، مؤكدين ان خفض ميزانية قطاع الابحاث في الجامعة ادّى الى توقف المشاريع البحثية وتعطّل الابحاث ككل، وهو امر غير مقبول في جامعة الكويت.
قرار حاسم

ولفت مدير وحدة المشاريع بكلية العلوم د. سعد مخصيد، واستاذ الهندسة الكيميائية وصاحب اختراعات بمجال الفيزياء والكيمياء والرياضيات د. بدر شفاقة العنزي، الى وجود حاجة الى قرار حاسم بشأن دعم ميزانية الابحاث، مؤكدين لـ القبس ان خفضها من 5 ملايين دينار سنويا الى 800 الف دينار فقط امر غير مقبول، خصوصاً ان معظم هذه الميزانية مخصص لرواتب الفنيين والموظفين في المراكز البحثية.

وبيّن مخصيد انه حتى في ظل الميزانية السابقة (5 ملايين دينار)، كان تذمر الاساتذة واضحا من انخفاضها، مقارنة مع مستوى المشاريع البحثية المقدمة، حيث انها تمثّل %0.02 فقط من اجمالي الناتج القومي في البلاد، متسائلا: كيف هي الحال في ظل خفض اكثر من %80 من هذه الميزانية؟ مشيرا الى ان الجامعة تعتبر اكبر مؤسسة انتاج بحثي في البلاد وبحاجة الى الدعم، وان التنمية لا تعني تشييد المباني فقط، بل بناء العقول البشرية اولا ودعم البحث العلمي بشتى المجالات.
آثار سلبية

وعدّد الاثار المترتبة على خفض ميزانية الابحاث بالقول ان صيانة الاجهزة متوقفة، فضلا عن عدم توافر المواد الاولية لتشغيل بعض الاجهزة، بالاضافة الى ان بعض الاجهزة بحاجة لشراء غازات، وفي حال عدم تزودها بها ستتعطل بعد مدة، الامر الذي يعني خسارة للجامعة، كونها اجهزة غالية الثمن، مبينا ان هناك اساتذة بدأوا في الصرف من اموالهم الخاصة لضمان عدم تعطّل مشاريعهم، ولكن هناك مبالغ كبيرة لا يستطيعون تحملها.

ولفت الى زيارة بعض الشركات للجامعة لصيانة بعض الاجهزة لكن بشكل ودي، بسبب علاقات تربطها بالاساتذة من دون مقابل مالي.

وشدد على ان البحث العلمي يعود بالنفع على المجتمع ككل، فضلا عن اثراء معرفة الطالب والاستاذ على حد سواء، قائلا ان اي استاذ جامعي ينقطع عن البحث العلمي يعتبر out of day، فضلا عن ان تعطل البحث العلمي سيؤثر سلبا على التقييم العالمي للجامعة، لا سيما ان الشق الاهم من التقييم يعتمد على الانتاج البحثي.

واشار مخصيد الى ان انتاج كلية العلوم البحثي انخفض بنحو %50، ورغم وجود مشاريع بحثية سريعة بحاجة الى الدعم المستمر ومبالغها بسيطة، فإنها لم تحظ به.
الاستمرار بالتدريس

بدوره، قال العنزي ان البحث العلمي مهم للدولة، لكونه يسهم في حل مشاكل عديدة كالاحتباس الحراري وتلوث المياه وقلة الموارد وغيرها، مشيرا الى ان قطاع الابحاث لا يُعنى بالمشاريع فقط بل بطلبة الدراسات العليا وتدريب وتأهيل المواطنين الى جانب الاختراعات وغيرها.

وتساءل العنزي عن كيفية التمكن من الاستمرار في تدريس طلبة الدراسات عليا من دون ابحاث علمية، فضلا عن ان الضرر النفسي اكبر من اي ضرر اخر على الاساتذة، الى جانب ان الاستاذ في الجامعة لا يستطيع الترقية من دون بحث علمي، وبالتالي سينخفض مستوى الاساتذة، وهناك طاقات علمية قد تقتل بهذه الطريقة.

وعرّج على المهمات العلمية بالقول ان قانون الجامعة يلزم الاستاذ بان يخرج بمهمة علمية لبحث علمي واحد سنويا حتى لو كانت المهمة ممولة من جهة خارجية، وهو ما يعني قتل نشاط الاساتذة النشطين بمجال الابحاث بدل احتضان مواهبهم، لافتا ان خفض الميزانية يؤثر ايضا على التدريس، وقد يؤدي الى تحويل جامعة الكويت الى جامعة غير معترف بها بالتدريج بعد انخفاض تقييمها العالمي.
«مو مقصرين»

أكد العنزي ومخصيد ان مكتب نائب مدير الجامعة لقطاع الابحاث «مو مقصرين»، ويحاولون مساعدة ودعم الباحثين العلميين والاساتذة، الا ان الازمة تكمن في عدم توافر الميزانية، وبالنهاية لا حيلة لهم بدعم المشاريع البحثية.
جامعة للتدريس فقط

شدد العنزي ومخصيد على ضرورة اتخاذ قرار حاسم بشأن الابحاث، وتساءلا عما اذا كان التوجه هو تحويل الجامعة الى مدرسة لتخريج الطلبة فقط؟ ام يريدونها جامعة مرموقة تهتم بالبحث العلمي؟
خسائر الفنيين

قال مخصيد ان رواتب فنيي المختبرات كانت تتأخر لاشهر، مما يؤثر على سير العمل، وبعد خفض الميزانية تأثرت الرواتب بشكل اكبر، كما ان الجامعة تلزمهم بتجديد عقد العمل سنويا، لافتا الى ان رواتبهم المتدنية والاجراءات الروتينية لتجديد العقد غالبا ما تكون طاردة، فبعد اكتسابهم خبرة في الجامعة تستقطبهم مراكز بحثية اخرى او جامعات خاصة برواتب اعلى، وبالتالي تكون الجامعة قد خسرت فنيين تدربوا لديها واصبحوا محترفين.
المصدر:القبس

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock