كتاب أكاديميا

د.محمد الدويهيس يكتب : اختبارات الثانوية العامة


يعاني الطلبة وأولياء الأمور خلال فترة اختبارات الثانوية العامة من الأثار السلبية التي تنتج عن أسئلة بعض المواد وخاصة العلمية التي تعتبر تعجيزا للطالب المجتهد والمتميز مما له الأثر الكبير على دراسة ومراجعة باقي المواد .والسؤال الذي يطرح نفسه هو ؛ماهي الأسباب التي تدعو واضعي هذه الأسئلة للإتيان بأسئلة شبه تعجيزية في هذه الاختبارات علما بمعرفة هؤلاء بالمستوى التعليمي والتحصيل العلمي المتدني على مستوى الدولة ؟! فهل المقصود من ذلك مجرد إظهار صعوبة الاختبارات على حساب صحة الطالب النفسية وتحصيله العلمي ؟!وهل الأمر مخطط له لتقليل عدد الطلبة الذين يمكن قبولهم في جامعة الكويت؟ ألا يكفي هؤلا المخططون التربويون اختبارات القدرات والتي ليس لها علاقة بمنهج الثانوية العامة التي تضعها جامعة الكويت بهدف الحد من عدد الطلبة الكويتيين المقبولين فيها؟!

ويرى البعض أنه بسبب تردي المناهج ورداءة التعليم والأساليب التعليمية في معظم المناهج التعليمية،فالأمر سيان لدى واضعي هذه الأختبارات فبدلا من أن تأتي إسئلة الإختبارات من واقع المنهج الدراسي ومتزنةومتدرجة من ناحيةنوعيتها و درجة صعوبتها،تجد بعض واضعى هذه الأسئلة يميل لتعقيد هذه الأسئلة واظهار الإختبارات بشكل بعيد عن المستوى التعليمي الحقيقي والتحصيل الدراسي للطلبة !!أمر عجيب اختبارات وأسئلة لا تمس مستوى وواقع التعليم بالكويت والإنسان يقف حائرا في هذا الوضع الغريب!!

إن جل إهتمامنا ينصب على أثار هذه الاختبارات التعجيزية على الطلبة المجتهدين والجادين والمتفوقين عندما يصطدم بهذه الأسئلة التعجيزية وآثارها على تحصيلهم في المواد اللاحقة وعلى حالتهم النفسية وعلى أسرهم،حيث يعيش الطلبة المتفوقين اسرهم كابوسا تعليمياً خلال فترة الاختبارات بسبب غطرسة وجهل بعض المدرسين الذين أوكل إليهم وضع أسئلة هذه الإختبارات!!

بعض الطلبة لا يشعر بصعوبة وتعقد الأسئلة في هذه الإختبارات بسبب عدم دراسته للمنهج أو بسبب قناعته بعدم قدرته على التفوق وأن مجرد النجاح بالنسبة له يعتبر انجازا!!ولكن الأثر السئ يقع على الطلبة المتفوقين والمتميزين حيث يشعرون بالإحباط وعدم تحقيق الإنجاز والتفوق بالرغم من اجتهادهم طوال العام الدراسي والسهر والدراسةالمتواصلة خلال فترة الاختبارات !

إن تحطيم أمال الطلبة بسبب التعمد بوضع بعض الإسئلة التعجيزية في بعض المواد وخاصة العلمية منها في اختبارات الثانوية العامة، جهل وقصر نظر من قبل المسؤلين عن أبنائنا الطلبة وفِي نفس الوقت جريمة بحق هؤلاء الطلبة المجتهدين والباحثين عن التميز والتفوق!!

فأرجو أن لا نحرق أعصاب وطموح وآمال المتميزين من أبنائنا بسبب قصر النظر وضياع الحكمة في جهازنا التعليمي وبسبب أمراض تعليمية ونفسية يحملها البعض ضد كل متميز وجميل في هذا الوطن!!

أتمنى أن تصل الرسالة لمن يهمه أمر أبناء الكويت ومواردها البشرية الواعدة ويهمه أمر التعليم والتحصيل العلمي والمحافظة على المتفوقين والموهوبين من أبناء الوطن وإعدادهم لمستقبل أفضل .

ودمتم سالمين

د.محمد الدويهيس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock