الدروس الخصوصية تتفشى في «العلوم الإدارية»
حافظت كلية العلوم الادارية بجامعة الكويت على شهادة الاعتماد الأكاديمي العالمية لسنوات عديدة، سعت من خلالها الى تطوير التكنولوجيا المستخدمة لتشكل واجهة متحضرة للكلية، في حين عانت العملية التعليمية بالكلية من ظاهرة تفشي الدروس الخصوصية بين الطلبة، حتى أصبح البعض يذهب الى الكلية لتسجيل الحضور فحسب، بينما تبقى الدروس الخصوصية هي سبيل الحصول على المعلومات.
وتشكل وسائل التواصل الاجتماعي وسيطاً بين أساتذة يبحثون عن مصدر للرزق، وطلبة تائهين في خضّم المقررات الدراسية، لا سيما مقررات المحاسبة والإحصاء والتحليل الكمي، ومع رواج سوق الدروس الخصوصية المقدمّة لطلبة الكلية، اُفتتحت معاهد متخصصة لتدريس جميع مقررات الكلية، كما يسعى كثير من الطلبة الى التسجيل في تلك المعاهد مع بداية الفصل الدراسي، حيث يعتبرونها طوق نجاة من الرسوب.
وبينما يتراوح أجر المدرس الخصوصي بين 15 و25 ديناراً للساعة الواحدة، تُدّرس المعاهد المقرر الواحد بـ160 ديناراً طوال الفصل الدراسي، و300 ديناراً مقابل تسجيل مقررين، و420 ديناراً لثلاثة مقررات، كما تُقدم خصومات عند التسجيل في عدة مواد، وتختلف الأسعار باختلاف العرض والطلب، كما تصل ذروتها في موسم الاختبارات، وغالباً ما يطلب من الطلبة إرفاق اسم أستاذ المقرر بالجامعة عند التسجيل في المعهد، حتى تتشابه طريقة الحل المتبّعة من قبل أستاذ المعهد وأستاذ الجامعة.
ويفضّل الطلبة الذهاب إلى المعاهد لأنها «مضمونة والأساتذة معروفون»، كما تقوم تلك المعاهد بتقديم خدمات اضافية كحل الواجبات وكتابة التقارير وعمل العروض التقديمية والتلاخيص، وغيرها من التكاليف التي يقدمها الطالب للأستاذ بالجامعة للحصول على الدرجة، من دون أن يفقه ما كتُب فيها.
إن اعتماد الطلبة على مصادر خارج الجامعة لتدريس المقررات يشير إلى عدة مشكلات، فالكلية لم تعد تمارس دورها التعليمي بالصورة المطلوبة، ربما لنقص أعضاء هيئة التدريس، الذي يتسبب في ازدياد العبء على المدرسين المتوافرين، ومن ثم إضعاف أدائهم داخل الفصول الدراسية، أو صعوبة مواكبة بعض الطلبة للمناهج التي تحاكي مناهج الجامعات العالمية، مما يشير إلى تدني مستوى مدخلات الجامعة.
المدرس الخصوصي
إن للدروس الخصوصية آثاراً سلبية تتمثل في اعتماد الطلبة على مدرسين غير متخصصين أحياناً للحصول على المعلومات، وقد تختلف معالجة أستاذ الجامعة للمقرر عن المدرس الخصوصي، الأمر الذي يؤدي إلى تشتيت ذهن الطلبة، وقد يرى بعض الطلبة أنه لا طائل من التركيز في محاضرات الجامعة، طالما سيُعاد شرح الدرس من قبل المدرس الخصوصي. اضافة إلى ذلك، فهي تؤدي إلى التواكل وتثبيط الدافع لاكتساب المعلومات، فالطلبة يحصلون على المعلومات بطريقة التلقي الكسولة، من دون أن يبذلوا جهوداً في البحث والتقصّي لاستيعاب المقرر بالجامعة.
المصدر: القبس