كتاب أكاديميا

إصلاح التعليم والجهود المبعثرة| بقلم د. أحمد الشلال

 

نلاحظ بأن هناك اتفاق عام بأن التعليم في الكويت يحتاج لإصلاح جذري لما أثبتته العديد من الدراسات العلمية التربوية وبعض الإحصائيات المحلية وحتى الدولية بضعف مخرجات التعليم لدينا وأكدت على ضرورة إصلاح التعليم.

وكان أحدث التقارير الدولية هي نتائج طلبتنا في اختبار(TIMMS 2015) حيث حصلنا على المراكز الأخيرة على مستوى العالم، وبعدها سمعنا وقرأنا تبريرات المسؤولين وتحليل المختصين لهذه النتائج وطالب الجميع مرة أخرى بضرورة الإسراع بإصلاح التعليم.

وحول مطالبات إصلاح التعليم نجد ومنذ سنوات هناك محاولات عديدة لإصلاح التعليم سواء على مستوى وزارة التربية حيث قامت بالسنوات الماضية بتغيير المناهج الدراسية أكثر من مرة والآن الانتقال إلى منهج الكفايات، وتغيير نظام التقويم في جميع المراحل الدراسية، واستخدموا السبورة الذكية مرة والفلاش مرة وآخرها التابلت في سبيل تطوير التعليم وإدخال التعليم الإلكتروني، وغيرها من المحاولات الكثيرة في سبيل إصلاح العملية التعليمية، كما قامت وزارة التربية مؤخرا بتوقيع اتفاقية مع البنك الدولي لتطوير التعليم. وكذلك نجد جهود مبذولة على مستوى الحكومة ففي عام 2006 تم إنشاء المركز الوطني لتطوير التعليم ليقوم أيضا بجهود لتطوير وإصلاح التعليم، بالإضافة إلى الميزانية السنوية الكبيرة المرصودة لوزارة التربية.

وعلى الرغم من كل الجهود السابقة إلا أنه مازال التعليم لدينا يعاني ودون الطموح الطلوب بكثير، وأعتقد بأن هذه الجهود المبذولة لم تأتي بنتيجة لأنها ” جهود مبعثرة” فنجد كل جهة تعمل لوحدها وكل وزير أو مسؤول يأتي بخطة وفكرة يرغب بتطبيقها وكذلك عدم وجود ربط وتعاون بين الجهات التربوية مثل وزارة التربية وكليات التربية في الكويت وكذلك المركز الوطني لتطوير التعليم. بالإضافة إلى عدم إشراك المتخصصين وأهل الميدان التربوي في هذه الجهود لذا أصبحت جهود مبعثرة لم تحقق النتائج المرجوة.

الحل من وجهة نظري هي أن تجتمع هذه الجهود تحت خطة علمية واضحة لإصلاح التعليم وتكون بمجهود جماعي يشترك فيه الجميع من متخصصين ومعلمين وحتى الطلبة وأولياء أمورهم بحيث تكون هناك خطة إصلاح طويلة المدى ذات أهداف محددة تبدأ من مرحلة رياض الأطفال وتنتهي في الصف الثاني عشر (أي 14 سنة دراسية تقريبا) بحيث لا تتأثر بتغير وزير أو مسؤول فالجميع يعمل لإنجاز هذه الخطة على أن يتم تقييمها سنويا لمراجعة مدى تحقق هذه الأهداف. أما العمل الفردي فمهما بذلت الجهود فستظل من وجهة نظري ” جهود مبعثرة”.

 
الدكتور: أحمد الشلال

أستاذ مساعد في كلية التربية الأساسية

[email protected] 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock