مساهمات العرب والمسلمين العلمية لعام 2016.. محدودة جدًا
لاتزال المساهمات التي يقدمها العرب والمسلمين في مجالات البحث العلمي المختلفة محدودة وذات تأثيرات غير واسعة النطاق. وإن كان هناك من هؤلاء من يفاجئنا كل فترة ببحث أو اكتشاف علمي مميز.
وهؤلاء هم أبرز الباحثين والعلماء العرب الذين قدموا مساهمات علمية في عام 2016.
عمر ياغي
ابتكر باحثون في قسم مختبر لورانس بيركلي الوطني للطاقة (مختبر بيركلي)، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، بقيادة العالم الأردني الأصل عمر ياغي، نوعًا من حقائب العرض النانوية التي تمكننا من رؤية العينات البيولوجية الكيميائية الجديدة متناهية الصغر، والتي كان يصعب رؤيتها ودراستها في الماضي.
ونشرت هذه الورقة البحثية يوم 18 أغسطس (آب) في مجلة ساينس العلمية، ويمكن أن تساعد في الكشف عن تفاصيل هيكلية الجديدة لمجموعة من الجزيئات الصعبة- بما في ذلك مركبات كيميائية معقدة وأدوية محتملة جديدة- عن طريق تثبيتهم داخل هياكل قوية معروفة باسم الأطر المعدنية العضوية.
وقال عمر ياغي، وهو عالم المواد في مختبر بيركلي وأستاذ الكيمياء في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، الذي قاد فريق البحث »أردنا إثبات أن أي من هذه الجزيئات، مهما كانت معقدة، يمكن إدراجها وتحديد بنيتها داخل هذه الحقيبة متناهية الصغر التي قمنا بتخليقها«.
وعمر ياغي هو عالم كيمياء أميركي أردني الأصل، من مواليد عمان عام 1965، وهو حاصل على المرتبة الثانية في قائمة أفضل وأشهر العلماء والمهندسين في الفترة بين1998 و2008. حصل على الدكتوراه في الكيمياء عام1990 من جامعة إلينوي، والتحق بجامعة هارفار، ثم انضم إلى هيئة التدريس في جامعة ولاية أريزونا.
هدى يحيى زغبي
هدى يحيى الزغبي (62 عاما) كانت هي الأنثى الوحيدة الفائزة بجائزة هذا العام ضمن جوائز (the brainthrough prizes)، لعملها في الأمراض العصبية. هذه الجوائز التي جرى الإعلان عنها في حدث ضخم يوم الثالث من ديسمبر (كانون الأول) بمدينة ماونت في بولاية كاليفورنيا الأميركية، حيث انضم مشاهير وادي السيليكون إلى مشاهير هوليوود لتكريم أولئك الذين قدموا الجديد والمهم في مجالات علمية ملفتة مثل علم الدماغ وأصل الحياة وموجات الجاذبية.
هذه الجوائز هي أغنى الجوائز العلمية على وجه الأرض، والتي تصل قيمتها لكل فائز ثلاثة ملايين دولار، أي أكثر من ضعف قيمة جائزة نوبل التي تصل إلى 1.2 مليون دولار. وهي تمول من قبل رجل أعمال التكنولوجيا الروسي يوري ميلنر وزوجته جوليا ميلنر، ومؤسس »فيس بوك« مارك زوكربيرج وزوجته بريسيلا تشان، ومؤسس جوجل سيرجي برين وزوجته السابقة، آن جسيكي من مؤسسة «23»andMe، ومؤسس موقع (علي بابا) جاك ما، وزوجته كاثي تشانغ.
وبالعودة إلى زغبي، فقد ساعدت في اكتشاف الأسباب والآليات الوراثية لمرضين من أمراض الدماغ النادرة المعروفة باسم الرنح النخاعي المخيخي (spinocerebellar ataxia) ومتلازمة ريت (Rett syndrome).
المرض الأول السبب في هو جين، ويسبب آثارًا على التوازن والتنسيق، وهو مرض قاتل. ويعد عمل زغبي على هذا المرض مهم جدًا للمساعدة على تقديم نظرة ثاقبة عن مرض الزهايمر والشلل الرعاش. وبالنسبة لبحث زغبي المتعلق بالمرض الثاني أو متلازمة ريت، والذي يحدث عند الفتيات اللواتي يبدون في صحة جيدة عند الولادة ولكن بعد ذلك يفقدن المهارات وتنشأ النوبات الرعشية لتصل إلى نقطة تصبح معها الحياة اليومية صعبة، فقد وفر نظرة ثاقبة تتعلق بمرض التوحد والإعاقة الذهنية.
الزغبي شاركت في عدة أوراق بحثية متخصصة هذا العام، وهي عالمة لبنانية أميريكة من أسرة مسلمة، اشتهرت كثيرًا بعد اكتشافها الجينات التي تسبب متلازمة ريت.
كامران وفا
لم تكن زغبي هي المسلمة الوحيدة التي ربحت في مهرجان الجوائز، لكن هناك أيضًا عالم آخر مسلم، فبالنسبة للجوائز الخاصة بمجال العودة إلى ما كان عليه أصل الكون، ذهبت جوائز هذا العام إلى ثلاثة من العلماء النظريين لما أحرزوه من تقدم جدي في نظرية الأوتار، وهي تلك النظرية المزعومة وغير المثبتة المتعلقة بوصف كل شيء، وما قد تعنيه بالنسبة إلى الثقوب السوداء والكون.
من بين هؤلاء الثلاثة كان كامران وفا، عالم الفيزياء الإيراني الأمريكي في جامعة هارفارد وأحد المنظرين الرائدين في العالم فيما يخص نظرية الأوتار، وقد كتب أكثر من250 مقالة علمية، وهو معروف جيدًا بأعماله المشتركة المتعلقة بتطوير وسيلة لحساب الديناميكا الحرارية الخاصة بالثقب الأسود، وتسليط الضوء على بعض أعمال ستيفن هوكينج.
تم التعرف على وفا عالميًا عبر العديد من إسهاماته العميقة والرائدة في نظرية الحقل الكمية، والثقالة الكمية، ونظرية الأوتار والهندسة. وفا حاصل على العديد من الجوائز منها وسام ديراك، وجائزة » »Eisenbud الخاصة بالرابطة الأميركية للرياضيات وجائزة داني هاينمان للفيزياء والرياضيات من الجمعية الفيزيائية الأمريكية، وغيرها. انتخب عضوا في الأكاديمية الوطنية للعلوم، فضلًا عن الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم.
جاكي يينغ
جاكي يينغ هي واحدة من هؤلاء المسلمات اللواتي قررن تحقيق المزيد والمزيد من النجاح في حياتهم، بعيدًا عن النظرة الشائعة في المجتمعات الإسلامية حول النساء بأنهن كائنات ضعيفة.
ولدت في تايبيه عام 1996 وانتقلت إلى نيويورك من سنغافورة – التي قضت فيها سنوات التعليم الأولى وتحمل جنسيتها- مع عائلتها عندما كانت في سن الـ15. تخرجت بدرجة البكالريوس في الهندسة الكيميائية من إحدى جامعات نيويورك عام 1987، ثم حصلت على الماجستير والدكتوراه، وفي سن الـ35 أصبحت أصغر أستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 2001.
الآن، تحتل منصب المدير التنفيذي لمعهد الهندسة الحيوية وتقنية النانو، ولها منصب في المجلس الاستشاري لمجتمع الهندسة البيولوجية، وكذلك في المجالس الاستشارية العلمية الجزيئية، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا.
تحت قيادتها لمعهد الهندسة الحيوية وتقنية النانو عام 2016، تمكن فريقان بحثيان من تحقيق إنجازين؛
الأول تمثل في تطوير مادة يطلق عليها ((supergelator التي يمكنها معالجة تسرب النفط. وأوضح الفريق البحثي أن هذه المادة يمكنها تنظيف بقع الزيت بشكل فعال وسريع، وهي مصنوعة من جزيئات صغيرة عضوية قابلة للذوبان بشكل عالي، والتي تمثل ألياف النانو جرى تشكيلها بصورة شبكة ثلاثية الأبعاد، لتمثل ما يشبه مصيدة لجزيئات النفط.
الإنجاز الثاني تمثل في تمكن الباحثون من تخليق مادة جديدة يمكنها أن تقتل بكتيريا إيشيريشيا كولاي المعوية في غضون30 ثانية، وذكرت يينغ في هذا الخصوص أن »التهديد العالمي الناجم عن مقاومة البكتيريا للأدوية زاد من الحاجة الماسة للمواد الجديدة التي يمكن أن تقتل وتمنع نمو البكتيريا الضارة«، وأضافت أن »لدينا مواد مضادة للميكروبات جديدة يمكن أن تستخدم في المنتجات الاستهلاكية والرعاية الشخصية لدعم ممارسات النظافة الشخصية الجيدة ومنع انتشار الأمراض المعدية«.
واصف فاروق
فاز واصف فاروق، الأستاذ المساعد في كلية الهندسة الكيميائية وهندسة المواد ((NUST، بجائزة البحث البارز (المواهب الخضراء) ضمن المنتدى الدولي للإمكانيات العليا في التنمية المستدامة في ألمانيا. فاروق هو صاحب مشروع «دمج تكنولوجيا الطحالب الدقيقة الحيوية مع محطات الطاقة التي تعتمد على الوقود الأحفوري لتحسين التقاط CO2 في إنتاج الوقود الحيوي»، وهو المشروع الرابح من قبل لجنة التحكيم.
وعقد حفل توزيع الجوائز تحت إشراف الوزارة الألمانية الاتحادية للتعليم والبحوث (BMBF) بمشاركة محكمين مختصين. وتقدم جائزة المواهب الخضراء سنويًا لتشجيع شباب الباحثين الذين يحاولون تقديم حلول مبتكرة من أجل مستقبل مستدام. ويجري اختيار الفائزين من خلفيات أكاديمية متنوعة.
فاروق هو باحث باكستاني من مواليد 1981.