جامعة الكويت

تقييم طلبة الجامعة أساتذتهم عبر مواقع التواصل … بين «الشخصنة» والموضوعية

الدارسون شددوا على ضرورة توسيع مساحة الحرية أمامهم للتعبير عن آرائهم

  • يوسف الشريف: تقييم الطالب لأساتذته يفيده في اختيار المقررات
  • ضاري المطيري: من حق الطالب تقييّم أستاذه
  • زعل الظفيري: بعض الطلبة قد يظلم في تقييمه أستاذ المقرر وبعضهم يبالغ في الثناء
  • عبدالرحمن العجمي: على الطالب أن ينتقي بكل موضوعية الكلمات والمصطلحات في تقييمه
  • خليفة الفضلي: العملية التعليمية تحتاج إلى مثل هذا التفاعل
  • حسين السعدون: الطالب لا يستفيد من التقييم الذي يقوم به في كل فصل
  • فواز العجمي: تقييم الطلبة يجب أن يكون مهنياً ومبنياً على معايير
  • نوف العنزي: الطالب لا يسأل عادة عن الخلفية العلمية التي يتمتع بها الدكتور
  • منصور العتيبي: للدكتور الحق في أن يشكو الطالب حال تجاوز في تقييمه

انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل لافت الحسابات الطلابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات البرمجية، التي تختص بتقييم أساتذة الجامعة، وهي قنوات غالباً ما يتم إنشاؤها بشكل تطوعي من بعض الطلبة لإبداء رأيهم في أساتذتهم والتعليق على أسلوب تدريسهم وفلسفة تقديمهم للمحاضرة الجامعية بهدف تمكينهم من الاختيار الأفضل بالنسبة للمحاضر الذي يتناسب معهم.
والملاحظ في هذه الوسائط تركيز الطلبة في سؤالهم أو تقييمهم على مدى سهولة إمكانية منح الدكتور درجة الامتياز (A) وهو معيار يجد البعض أنه غير عادل في تقييم الأستاذ الجامعي المجد والمثابر في تدريسه، في حين قد نجد بعض الطلبة قد يبدي تقييمه بناء على موقف شخصي حدث مع أستاذ المقرر، وليس تقييماً يبنى على معايير حقيقية.
ورغم الفائدة التي تقدمها مثل هذه الوسائل فإن البعض يجادل في مساحة الحرية المتاحة للطالب في إبداء وجهة نظره في أستاذه، خصوصاً وأن المتتبع لهذه القنوات الإلكترونية قد يلحظ أحياناً بعض التعليقات أو الأوصاف التي قد تتسبب بإزعاج الأستاذ الأمر الذي قد يترتب عليه نفور الطلبة من مقرره.

بداية رأى الطالب يوسف الشريف أن «إمكانية تقييم الطالب لأساتذته عبر مواقع التواصل الاجتماعي لها فائدة مهمة على اختيار الطالب للمقررات المطروحة بحيث يختار الأستاذ الذي يجد أنه الأنسب لشرح المادة العلمية والتفاعل الإيجابي داخل قاعة الدرس، مبيناً أن هذا التقييم قد يترتب عليه أثر سلبي على الأستاذ فيما لو استخدمه الطالب بشكل تخطى فيه الحدود ومن الممكن أن يتسبب في نفور الطلبة من الأستاذ الجامعي».
وأشار الشريف إلى أن «نظرة الطلبة تختلف في تقييمهم للأساتذة ومن الممكن أن تجد طالباً يعطي تقييماً إيجابياً لأحد الأساتذة في حين تجد طالباً آخر يقدم تقييماً سلبياً عنه».
من جهته، أشار الطالب ضاري المطيري إلى أن «عملية التقييم ليست فقط مهمة للطالب بل أيضاً مهمة على مستوى الأساتذة، فعندما يتعرف الأساتذة على وجهة نظر طلابهم من الممكن أن يعملوا على إعادة النظر مرة أخرى فى أسلوب شرحهم وتفاعلهم في قاعة الدرس والتعاطي بشكل أفضل مع العملية التعليمية» مبيناً أن «الطالب من حقه أن يقيّم أستاذه الجامعي كون أن الأساتذة هم أيضاً يقيمون الطلبة».
بدوره، رأى الطالب زعل الظفيري أنه «من الصعب الأخذ برأي الطلبة في مثل هذه الأمور فنظرتهم تختلف في تقييمهم للأساتذة وهو اختلاف طبيعي في نظرتنا وتقييمنا لأي شيء» مبيناً أن «بعض الطلبة قد يظلمون في تقييمهم أستاذ المقرر فيما يقوم يمدح البعض الآخر ويبالغ في الثناء وهو الأمر الذي يسبب مشاكل للطلبة الآخرين»، لافتاً إلى أنه «من النادر أن نجد تقييماً موضوعياً من الطلبة لأساتذتهم».
من جانبه، قال الطالب عبدالرحمن العجمي إن «وسائل التواصل الاجتماعي تخدم الطلبة ولها دور حيوي ومؤثر في دراستهم لاسيما على مستوى النصائح والخبرات التي يتبادلها الطلبة فيما بينهم»، مشيراً إلى أنه «لا توجد أي إشكالية في تقييم الطلبة لأساتذتهم ومعرفة طبيعة تدريسهم، فمن حق الطالب أن يبحث عن أعلى درجة ليرفع فيها معدله الدراسي»
ودعا «الطلبة إلى الموضوعية خلال انتقاء الكلمات والمصطلحات التي يستخدمونها في تقييمهم دون أن يتعدوا الحدود».
بدوره أوضح الطالب خليفة الفضلي أن «النقد البناء الموجه من قبل الطالب مهم في مسألة التقييم حتى نتمكن من معالجة بعض الجوانب السلبية التي قد توجد»، مبيناً أن «العملية التعليمية تحتاج إلى مثل هذا التفاعل حتى يساهم أيضاً في تحسينها».
من جهته، قال الطالب حسين السعدون «لا يستفيد الطالب من التقييم الذي يقوم بعمله في كل فصل عبر موقع الجامعة وذلك لأنه لا يعرف نتيجة هذا التقييم»، مبيناً أن «معرفة الطالب تقييم زملائه الآخرين عبر تويتر أو أي وسائل أخرى مهم جداً له، لكن أحياناً قد يكون سلبياً»، مشدداً على أهمية أن يكون التقييم موضوعياً ولا يتخطى الحدود.
من جهته، أوضح أستاذ الإعلام في جامعة الكويت الدكتور فواز العجمي أن«وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت من الأمور المفيدة في حياة الطالب اليومية والدراسية في حال استغلها بشكل إيجابي، ومن بين الخدمات المفيدة التي تقدمها هذه الوسائل إمكانية أن يسأل الطالب عن دكتور المقرر وهذا الشيء إيجابي إذا استغل بشكل جيد، والإيجابية تتمثل في أن الطالب يأخذ خبرة زملائه ومن درسوا عند هذا الدكتور وبالتالي يستطيع الطالب أن يختار الدكتور الذي يتناسب مع ظروفه وإمكانياته».
وبين العجمي أن «الإشكالية تكمن في عدم وضوح معايير الاختيار والتقييم لدى الطالب، فقد نجد بعض الطلبة يمدحون دكتوراً معيناً وبعض الطلبة يقولون بأن هذا الدكتور غير مناسب أو شديد نوعاً ما، وبالتالي نتمنى على الطلبة حرصاً على بقية زملائهم أن يكون التقييم مهنيا له معاييره التي تفيد الطالب، فمثلاً عندما يقول الطالب لزملائه لا تأخذوا المقرر الدراسي عند هذا الدكتور الفلاني لأنني رسبت عنده!، ففي هذه الحال يجب أن يبين الطالب سبب ذلك الأمر وأن يشرح لزملائه لماذا رسب بشكل موضوعي».
بدورها، أشارت مدرس العلاقات الدولية في قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتورة نوف العنزي إلى أنه «لا يمكن أن ننكر مدى أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية ولاسيما في حياتنا الأكاديمية».
ولفتت العنزي إلى أن «الطلبة باتوا اليوم يستخدمون هذه الوسائل لتقييم أساتذتهم بفضل سرعة انتشار المعلومة فيها»
وأشار إلى«أهمية أن يوجد مثل هذا التقييم وتبادل الآراء حتى نتمكن من إعادة تقييم للعملية التعليمية ومعالجة المشاكل إن وجدت».
وأضافت العنزي أن «هذا التقييم أحياناً قد لا يكون منصفاً ويبتعد عن الموضوعية، وبالتالي نجد أن المشكلة في مسألة التقييم تكمن في المعايير التي يستخدمها الطالب، فعادة لا يسأل الطالب عن الخلفية العلمية التي يتمتع بها الدكتور ومدى استخدامه للمناهج الحديثه ومواكبته للتطور التعليمي في التدريس وإنما يركز على مدى إمكانية الحصول على درجة الامتياز بأقل التكاليف الممكنة، وبالتالي قد نجد أحياناً معايير غير منصفة من قبل الطالب في تقييمه للدكتور الجاد الذي يستخدم المناهج الأجنبية وأحدث الوسائل في تعليمه».
من جانبه، أكد أستاذ القانون الجزائي في كلية الحقوق بجامعة الكويت الدكتور منصور العتيبي أن«تقييم الطالب للدكتور في أي وسيلة من وسائل النشر يندرج تحت حق حرية الإنسان في التعبير وهو حق مكفول في الدستور، فكما أن للمواطن الحق في تقييم مجلس الأمة فإن له الحق أيضاً في تقييم أساتذته الجامعيين».
ورأى أن «الأصل في عملية التقييم هو الحق والحرية في التعبير وإبداء ذلك، إذ بإمكان الطالب أن يبدي تقييمه لأستاذه ويوضح فيما لو كان متشدداً في مسألة الحضور أو يقدم اختبارات مفاجئة، أو يوضح للطلبة طريقة عرضه للمادة العلمية وغيرها من الأمور التي تأتي في إطار الموضوعية».
وأشار العتيبي إلى أن «المشكلة تحدث عندما يكون هناك تعبير من قبل الطالب قد يشكل جريمة سب أو قذف تجاه الدكتور أو أن ينسب أقوال أو أفعال لم يقلها، وبالتالي يجب على الطالب ألا يتجاوز الخطوط الحمراء وأن تكون لديه قوة بصر ينظر إلى ما وراء الكلمة التي يقولها وما هي تبعاتها، فمثلاً لا يجوز أن يقول الطالب أني لا أحب الدكتور الفلاني ويتهمه في أمور وإن كانت حقيقةً موجودة، كالقول بأن الدكتور ضعيف المستوى أو القول بأنه لا يفهم منه، فهذه الكلمات تضايق الدكتور، كما أنه ليس كل شيء حقيقي من الممكن قوله، فإذا كان أحدهم يعلم بأن الدكتور مصاب بمرض معين أو عنده مشاكل عائلية فلا يجوز له بأن ينشر ذلك».
وبين أنه «في حال نشر الطالب مثل هذه المعلومات وتجاوز في تقييمه إلى النطاق الشخصي بسوء نية وتعمد بتشويه سمعة الدكتور الأمر الذي قد يؤثر على عملية التسجيل ويتسبب بخسارة الدكتور للطلبة وتعطيل السير العام في المرفق فإن للدكتور الحق بأن يشتكي على الطالب، كما أنه إذا جاء التقييم بسوء نية بإمكان الدكتور أيضاً أن يشتكي على المسؤول الذي قدم خدمة التقييم سواء كان في حساب في تويتر أو تطبيق إلكتروني خاص، فالمالك لهذه التطبيقات مسؤول وعليه عبء في أن يمنع وقوع الجرائم».
وأضاف العتيبي «وفي حال قدم الطالب تقييماً مبالغاً فيه كقوله بأن هذا الدكتور الفلاني يتعمد تقديم أسئلة تعجيزية، ففي هذه الحال نرى بأن ما قاله الطالب جاء بحسن نية ولا يتبين لنا وجود جريمة وبالتالي لا نستطيع أن نرفع عليه قضية جنائية لكن لا يمنع أن يكون هناك تعويض إذا أثبت الدكتور أن هناك ضرراً لحقه بسبب ذلك».
ودعا العتيبي الطلبة إلى ضرورة الاستخدام الأمثل لهذا الواقع الافتراضي وأن يكون عالماً افتراضياً نظيفاً يخلو من المشاكل الموجودة في واقعنا الحقيقي، موجهاً النصيحة للطلبة بأن يلتزموا باحترامهم للآخرين وللتعليمات والنظم حتى لا يقعوا في مشاكل».
وشدد في الوقت نفسه على أن «يكون لمقدمي خدمات التقييم في مختلف التطبيقات دور فعلي رقابي بحيث يعملون على إزالة الإساءات إن وجدت في تقييم الطلبة لأنهم يتحملون مسؤولية ذلك».

المصدر: الراي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock