المعايير العالمية لمعلمي اللغات الأجنبية في القرن الواحد والعشرين
من حق كل ممارس لمهنة تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها أو ينوي مباشرتها أن يعرف معايير معلمي اللغات اللغات الأجنبية، و من حق القائمين على المؤسسات التعليمية كذلك أن يعلموا تلك المعايير العالمية التي يختارون أطرهم التعليمية على أساسها، إذ أصبح من المسلمات أنه لا يمكن لأي نظام تعليمي أن يرتقي فوق مستوى معلميه. فما معايير هؤلاء المعلمين الذين لا يرتقي النظام التعليمي فوقهم؟!
سيستعرض المقال أربعة معايير عالمية وضعت ضوابط وخصائص لمعلمي اللغات الأجنبية والتي يمكن إنزالها بالطبع على معلمي العربية لغير الناطقين بها وهي: معايير ACTFI و معايير الإطار الأوروبي المشترك لتعليم اللغات الأجنبية CEFR ومعايير الاتحاد العالمي لتعليم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية TESOL و المعايير الأسترالية AFMLTA.
أولاً: معايير ACTFL لإعداد معلم اللغة الأجنبية
وتم وضع ستة معايير هي:
المعيار الأول: اللغة واللغويات والتقابل
ويشمل:
إظهار الكفاءة اللغوية، ويركز على التمكن من مهارات التواصل في الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة.
فهم اللغويات، ويقصد به معرفة المعلم لعناصر ومكونات النظام اللغوي وطبيعة اللغة المستهدفة ومتغيراتها وتطوير نفسه فيها بكل مكوناتها ( النحو والصرف والدلالة والصوتيات…).
التقابل اللغوي، ويركز على معرفة أوجه التشابه والاختلاف بين اللغة المستهدفة واللغات الأخرى.
المعيار الثاني: الثقافة والأدب
ويشمل:
الفهم الثقافي، ويتضمن الاطلاع على ثقافة اللغة وتحليلها ودمج منتجاتها في العملية التعليمية.
إظهار الفهم للنصوص الأدبية والثقافية.
دمج ميادين علمية أخرى في التعليم كأن يدمج المعلم معلومات من فروع أخرى من المعرفة في تعليمه الثقافة المستهدفة.
المعيار الثالث: نظريات تعلم اللغة والممارسات التعليمية
ويشمل:
فهم اكتساب اللغة، وإنشاء فصول دراسية داعمة.
تطوير الممارسات التعليمية التي تعكس مخرجات اللغة وأنواع المتعلمين من خلال فهم المعلم لنظريات نمو المتعلم والتعليم، وفهم العلاقات بين نماذج التعليم المختلفة ومخرجات اللغة وتعديل المواد التعليمية لتناسب مستوى الطلاب اللغوي وخلفيتهم المعرفية.
المعيار الرابع: دمج المعايير في المنهج والتعليم
ويشمل:
فهم ودمج المعايير في التخطيط، ويركز على فهم المعلم للأهداف والمعايير في ضوء معايير تعلم اللغات الأجنبية ودمجها في المنهج.
دمج المعايير في تدريس اللغة.
اختيار وتصميم المواد التعليمية.
المعيار الخامس: تقويم اللغات والثقافات
ويشمل:
معرفة نماذج التقويم واستخدامها استخداما مناسبا، ويركز على معرفة المعلم بالتقويم التكويني والختامي واعتقاده باستمرارية التقويم، واستخدامه أدوات قياس تناسب الأعمار والمستويات المختلفة وتقيس الأداءات المتنوعة.
التأمل في التقويم بحيث يفكر في نتائج الطلاب ويحللها ويستخدمها في تطوير العملية التعليمية.
يكتب تقارير عن النتيجة، بحيث يفسر ويكتب تقارير عن نتائج أداء الطلاب وتعرض على المسؤولين والمتابعين ويعطيهم الفرصة لمناقشتها.
المعيار السادس: التنمية المهنية
ويشمل:
مواكبة التطور المهني، بحيث يلتحق بفرص التطوير الذاتي على مستوى كفاءته اللغوية والثقافية وتنعكس بالتالي على أدائه.
معرفة قيمة تعلم اللغات الأجنبية وأهمية تعلمها.
ثانيا: معايير الإطار الأوروبي المشترك لتعليم اللغات الأجنبية CEFR
وتم وضع ثمانية معايير هي:
المعيار الأول: الجانب الشخصي
أن يتمتع بالدافعية والذكاء والقدرة على التغيير وحب ما هو مقدم عليه والرغبة الملحة في مساعدة المتعلمين.
المعيار الثاني: فهم الإطار الأوروبي
بحيث يستمد منه سبل التخطيط والتدريس والتقييم من وجهات نظر مختلفة وترابط مستوياته جميعها. لا مجرد النظر إليه بأنه مجموعة من ستة مستويات للكفاءة فقط.
المعيار الثالث: المحتوى والوعي اللغوي
ويشمل المعرفة بأنظمة اللغة الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية ومهاراتها الأربعة، وأوجه التشابه والاختلاف بين اللغة المتعلمة واللغة الأم ونظريات اكتساب اللغات وتعلمها.
المعيار الرابع: المنهجية والتقويم
معرفة أنواع التقييم وطرائق تطبيقها وتطبيق التقييم التأملي بأنواعه الثلاثة ( القبلي ـ أثناء العملية التدريسية ـ البعدي) ورفع التقارير عن أداءات المتعلمين والمدرسين.
المعيار الخامس: البحث العلمي
وهو من أفضل الوسائل في تطوير مهارات المعلم والإجابة عن التساؤلات التي تختلج أفكاره.
المعيار السادس: المواد الدراسية ومصادر التعلم
وهو إلمام المعلم بأنواع المواد التعليمية ومصادرها وترتيبها بما يتوافق واحتياجات المتعلمين.
المعيار السابع: الإدارة الصفية
بحيث يكون الصف بيئة مشجعة للعملية التعليمية وتدعم الجانب المادي والمعنوي.
المعيار الثامن: إدارة صفوف المحتوى واللغة المتكاملة
بحيث يقدم اللغة كمكون متكامل تبعا لخصائصها وصفاتها المتميزة مستخدما طرائق تدريسية متعددة الجوانب تتوافق وطبيعة اللغة.
ثالثا: معايير الاتحاد العالمي لتعليم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية TESOL
وهي معايير أعدّها الاتحاد العالمي لتعليم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية Teaching English to Speakers of Other Languages (TESOL) و التي يجب أن تتوفر في معلمي اللغة الثانية وقد وضع هذا الاتحاد خمسة معايير هي:
المعيار الأول: اللغة
وينتظم فيه عنصران:
اللغة كنظام: وترتكز مؤشراته على معرفة المعلم بمكونات اللغة، وبتكامل نظامها، وتطبيق المعرفة الصوتية، والصرفية، والنحوية ، والدلالية ، ومعرفة أثر السياق على اللغة، ومساعدة المعلمين على تطوير الكفايات الشفهية والقراءة ومهارات الكتابة، والمعرفة بالبلاغة وتراكيب الخطاب، والكفاءة اللغوية في اللغة بحيث يمثل نموذجا جيدا للمعلمين.
اكتساب اللغة وتطورها: وتركز مؤشراته على فهم نظريات اكتساب اللغة وتطبيقاتها، وفهم النظريات والبحوث التي توضح اختلاف تطور تعلم القراءة والكتابة في اللغة الأولى عنه في اللغة الثانية، وإدراك أهمية لغة المتعلمين الأولى واستخدام مهاراتهم فيها كأساس لتعلم اللغة.
المعيار الثاني: الثقافة
ويركز على:
فهم المعرفة بقيمة الثقافات والمعتقدات في تعليم وتعلم اللغة، ومعرفة الصراعات الثقافية والأحداث والأحداث الرئيسة التي يمكن أن تؤثر على المتعلمين، ومعرفة الاختلافات الثقافية بين المتعلمين.
المعيار الثالث: تخطيط وتنفيذ الدرس وإدارة الفصل
ويركز على:
التخطيط لتعليم اللغة باعتبارها لغة ثانية في ضوء معايير محددة، وإنشاء بيئة داعمة في الفصل الدراسي، وتخطيط خبرات تعليمية مختلفة بناء على تقويم الطالب في اللغة وكفاءته في اللغة الأولى، ونمط تعلمه، وخبراته في تعليمه الرسمي السابق ومعارفه، وكذلك توفير الاحتياجات الخاصة للطلاب المنقطعين عن التعليم الرسمي، والتخطيط لتدريس يراعي التقويم ويتضمن موضوعات لعلاج مشكلات الطلاب التعليمية.
تقديم أنشطة ومواد تعليمية تتكامل فيها مهارات اللغة (استماع وتحدث وقراءة وكتابة) وتنمية استماع الطلاب وتحدثهم لأغراض أكاديمية واجتماعية وتدريس القراءة والكتابة في ضوء معايير تعلم اللغة.
استخدام المصادر والتكنولوجيا بفاعلية في التدريس، واختيار وتعديل المواد التعليمية اللغوية المناسبة للعصر، والمناسبة لنمو الطلاب اللغوي، وتنوع هذه المواد لتشمل الكتب والوسائل البصرية المساعدة، ومواقع الإنترنت والبرامج وأجهزة الحاسوب.
المعيار الرابع: التقويم
ويركز على:
فهم أغراض التقويم واستخدام نتائجه بشكل مناسب، والقدرة على استخدام أدوات التقويم المختلفة، والتمييز بين الاختلافات اللغوية للطلاب، وتمييز الموهوبين وأصحاب الاحتياجات اللغوية الخاصة منهم.
تقويم الكفاءة اللغوية بحيث يفهم المتطلبات القومية لتخريج الطلاب من برامج تعليم اللغة، وفهم الاستخدام المناسب لتقويم مرجعي المحك للطلاب.
تقويم الفصول الدراسية، بحيث يستخدم أدوات التقويم المعتمد على الأداء والمهام لقياس تقدم الطلاب، واستخدام التقويم مرجعي المحك، واستخدام أساليب متنوعة لقياس التعلم المعتمد على المحتوى، وإعداد الطلاب لاستخدام التقويم الذاتي، واستخدام مقاييس تقدير أداء مختلفة لتقويم لغة الطلاب.
المعيار الخامس: التنمية المهنية
ويركز على:
المعرفة بأبحاث تاريخ تعلم اللغة باعتبارها لغة أجنبية، و طرائق تدريسها، والقدرة على أجرأة هذه الأبحاث.
إشراك المعلم في المنظمات الكبرى المهتمة بتعليم اللغة كلغة أجنبية، و الاشتراك في الدورات التدريبية، والتواصل مع الزملاء وأولياء الأمور.
رابعًا: المعايير المهنية لتدريس اللغات والثقافات بحسب المعايير الأسترالية AFMLTA
وهي هيئة مهنية وطنية تمثل المعلمين من جميع اللغات في أستراليا وقد وضعت ثمانية معايير:
المعيار الأول: النظرية التربوية والممارسة.
المعيار الثاني: اللغة والثقافة.
المعيار الثالث: فنيات تدريس اللغة.
المعيار الرابع: الأخلاقيات والمسؤولية.
المعيار الخامس: العلاقات المهنية.
المعيار السادس: الوعي السياسي الأوسع.
المعيار السابع: الدافعية والتعزيز الذاتي والتطور المهني.
المعيار الثامن: الخصائص الشخصية. (تعليم جديد)