كتاب أكاديميا

فاطمة سيد محمد تكتب : التسرب في التعليم

بسم الله الرحمن الرحيم:قال تعالى في كتابه الكريم :} يرفعِ الله الَّذين آمنوا منكم والَّذين أوتوا العِلمَ درجاتٍ{58) المجادلة آية 11(– أولا ما هو التسرب في التعليم، وما هي أسبابه ؟أراه من منظوري الشخصي شلل في تفكير الانسان.. لحظه جلوس ابليس على عقل الانسان أو لنقل جلوس الانسان نفسه على عقله؟توقف الفرد عن الدراسة غالباً ما يكون بإرادته، بعيدا عن الشرائح التي تضطر للتخليّ عن الدراسة من أجل إعالة أُسرِهم المحتاجة أو تلك الدول الفقيرة التي تكون فيها أعداداً لا تحصى من التسرب التعليمي ويأتي الجهل الفكري فيها بالمرتبة الاولى .– لنتمسك بأول فصل من حديثنا هذاألا وهو الطالب ذو الطبقة المتوسطة والذي لديه “أغلب احتياجاته” ولا ينقصه من المأكل والملبس ما يكون سداً لتعليمه، وتلك هي أهم احتياجات الفرد لتكتمل حياته على أفضل نحو من غيره، ومع هذا نرى كثير من الافراد الجاهلين بالفرص الثمينة التي بين أيديهم ويتسربوا عن التعليم فيتوقف عند حد معين لا يكمل من بعدها مشوار تعليمه حيث إنه يرى لا فائدة من التعليم والدراسةوبالطبع تكمن نواتج هذا التفكير من بعد عدة أسباب سأتعمق بها “قليلا”. “التفكير العقيم أولى مُسببات التسرّب التعليمي”. – من المؤسف إننا نشهد إلى يومنا هذا إحصائيات كبيره بأعداد الأُميين في المجتمع العربي والشرقي عموماً، وسببه قلة الوعي وأزمة البطالة التي تدركها خاصتا بعض الدول العربية مما يترتب على الشاب التفكير بأن مستقبله التعليمي مجهول ولا جدوى من تعبه وسهره لنيل الشهادة والتي للأسف يضنها البعض ليست إلا سوى “ورق أبيض صافي” لا معنى ولا فائدة منها.حتى إننا كدول عربيه و”البعض منها” لا يفتخر بخريجيها ودعمهم معنوياّ ودراسياً أو حتى أقل الإيمان، فكرياً.. حيث إن الكثير من الانجازات والمشاريع العلمية التي قاموا بها الطلاب ولم تلاقي أي ترحيب أو دعم أصبحت في النهاية مقبره مهجورة لا أحد يلتفت إليها أو يلقي عليها بعضٍ من كلمات الشكر والتقدير. حتى إن كثير من الطلاب ذو المشاريع والانجازات العلمية الإبداعية التي لم يلاقوا لها أي دعم، شعروا وكأنهم عالّه على المجتمع والعلم. فلا يفكر الطالب هنا بتكملة تعليمه إلا بالخارج والتي يزعم بأنها أفضل من ناحية الدراسة والشهادة المضمونة والتي للأسف تعتمدها الدول الخليجية أكثر من شهادات الدول العربية، والاهم من هذا هو الدعم والتشجيع لطلابهم ولإبداعاتهم، وهذه أُولى أسباب التسرب العلمي عند المجتمع العربي.اما بعض تلك الطبقات الدُنيا من الناحية الاقتصادية والتي لا تستطيع تغطية التكاليف الدراسة في الخارج خاصتاً وبعد إنخفاض أسعار النفط و الازمة المالية التي نعيشها، فيتوقف الطالب عند حد درجة الشهادات البسيطة والتي لا تكفل حتى ربع معيشة الفرد والسبب يرجع إن الدولة لا تساهم في تشجيع الفرد على تكملة دراسته في دولته والتي من الغريب إنها لا تعتمد بعض شهاداتها أو إنها تُفضل الشهادات الأجنبية عن شهاداتها! وهذا كله يرجع سلباّ على قرارات الطالب من ناحية تكميله للتعليم وتسربه وابتعاده عن التعليم نهائياً.- أسباب التسرب في التعليم كثيره ومتعددة، ومتشابهة إلى حدٍ ما من دوله لأخرى .. لا تختلف عنها ولا تزيد من دوله لأُخرى، لكن يجب الحد من هذه الآفة بنصّ عقوبات على كل من يتسرب من التعليم طوعاً أو بالإكراه ، ففي بريطانيا مثلاً تصل هذه العقوبة الى نزع الحضانة ، أو بغرامة مالية عالية ، أو حتى السجن أحياناً!.ومن تلك الأسباب التي تؤدي إلى تسرب الطالب من التعليم : 1- ” كثرة المُغالاة في عقوبات إدارة المدرسة للطالب”إن المعلم والصرح التعليمي هما سلاح ذو حدين للطالب، إما ان ينجذب إليهما وهذا يعتمد على أسلوب المعلم وسياسه المدرسة في طرق التعليم، أو أن يتراجع سلبياً للوراء بسبب أداء المعلم والمريب في التعليم أو مبالغة إدارة المدرسة في الترهيب والعقوبات لهم مما تجعل الطالب يتخذ قرار الانسحاب الكُلي من التعليم .من الخطأ أن يشعر الطالب في المدرسة بالقيود وإنه تحت النفوذ والتي تنفره من التعليم، ولا عزاء “لبعض” المعلمين وطريقتهم الجافه بالتعليم وترهيب الطلبة خلال الفصل الدراسي مما يجعل الطالب يخاف أن يحظر للمدرسة، حتى إنه يتعقّد من الدراسة بسبب خوفه من المعلم .2- ” التنمر”والذي قد يتعرض له الكثير من الطلاب وبسبب هذه الظاهرة السلبية حُرِم الكثير من الطلبة من تكملة تعلميهم، وهذه ظاهره بحد ذاتها يجب التوعية لها وإرشاد الطلاب المتعرضين للتنمر كيفية الرد والتعامل مع المتنمرين من الطلبة وأن توضع إدارة المدرسة جلسات يجتمع بها الاخصائي الاجتماعي مع الطلبة المتنمرين لحل مشاكلهم النفسية والتي تؤدي بهم للتنمر على غيرهم من اقرانهم الطلبة ، فالتنمر ظاهره نقص في الطالب تعرضه لأن يكون عنيفاً مع غيره من الطلاب وخاصتاً مع من هم أصغر منه سناً.- ويعود ذلك الفعل في غالبية الأحيان رد فعل بسبب أهله وغضبهم عليه وضربه، تؤديه لخروج غضبه الداخلي بالطلبة الاصغر منه لسد النقص الكامن بداخله. 3- “نقص الوعي الفكري عند الوالدين”مما يتشكل في عدم اهتمامهم لدراسة أبنائهم وتكملتهم للتعليم وتسربهم عن العلم والشهادة وهذه أخطر الظواهر التي قد يمر بها الطالب من عدم اهتمام ومراجعه من وليّ الأمر مما يتكوّن عند الطالب لامبالاة للدراسة والتخلي عنها بشكل عام ، حيث انه لا يرى أي تشجيع من ولي امره فهذه أكثر فتره يحتاج بها الطالب لوالديه لتوعيته وإرشاده للصواب4- “العوز الاقتصادي”وتكون منتشرة أكثر في الدول الفقيرة والتي تتسبب في حرمان الفرد من حقه في التعليم ليتكفل في المساعدة والإعالة من خلال البيع أو أن يدخل في سوق الاعمال الحرة و التي يخرج من خلالها لقمة عيشه هو وأسرته وللأسف هذه الشرائح كثيره ومنتشرة حتى بيننا نحن يا “دول الخير”.– للحد من التسرب في التعليم :“الاكثار من الوسائل التعليمية الترفيهية”، حيث لا يشعر الطالب بالملل والروتين المُكرر في كل يوم- أن يقدّم كل صرح تعليمي لطلابه نشاطات ترفيهيه تعليميه تقلل من حد شرود الطالب الذهني وضغوطات الامتحانات و الواجبات المدرسيةفتح مراكز نشاطات ترفيهيه للطالب داخل الصرح التعليمي يمكنه من خلالها ممارسة هواياته ومنها يعمل لعقل الطالب “Refresh” حتى يدخل الفصل الدراسي وهو مرتاح نفسيا وعقله صافي من كل ضغط و متهيأ دراسياً والاهم من هذا كله عدم نفوره من روتين التدريس وابتعاده كُلياً عن الدراسة والتسرب منها بسبب الضغط والمجهود النفسي الذي يعانيه خلال فترة تعليمهفالمجالات التي ترفه عن الطالب خلال تواجده في الصرح التعليمي كثيره، لكن المشكلة تكمن في نظرة الدولة لتلك المشاريع والتي أؤكد بأنها ستشكل تغيير في نسب إرتفاع التسرب التعليمي إلى هبوط ملحوظحيث إن الطالب يجد من خلالها كل احتياجاته وفي النهاية العقل كذلك يريد حاجته من الراحة ، فليس من المنطق أن يعمل العقل 8 إلى 9 ساعات في اليوم متواصلة دون الشعور بالاسترخاء والراحة بين تلك الفترة الطويلة، حيث إنني أرى قصور كبير في تلبيه احتياجات الطلبة من ناحيه الترفيه عنهم داخل الصرح التعليمي والذي يتواجدون به نصف يومهم، لكل منّا طاقه محدودة يجب مراعاتها خاصتاً وإن الطالب يحتاج للتحمية بين كل فتره وفتره أثناء الدراسةفهذا شيء يرفع من مستوى تعليم واستيعاب الطالب لدروسه ودخول المعلومات الدراسية في رأسه بشكل أسرع من أن تكون المعلومات متراكمه وراء بعضها البعض من دون أي فرصه لأخذ راحة لعقل الطالب من خلال الانشطة الترفيهية أو التثقيفية ولضمان عدم شعوره بالخمول والشرود الذهني وصعوبة التركيز والفهم. – للدول العربية إمكانيات كبيره في فتح تلك المجالات الترفيهية للطالب لكن لا يوجد أي تشجيع لتأسيسها لو إننا نقتدي في الصرح التعليمي الاجنبي من حيث فتح السبل الترفيهية والتعليمية للطالب تمسكاً بهم ولعدم نفورهم والتي من خلال تلك الأنشطة يستطيع مشاركة هواياته وعدم النفور والتسرب من التعليم بسب الضغوطات وصعوبة الاستيعاب، فعلى الدولة التمسك بطلابها وتشجيعهم على نيل أعلى الشهادات وهذه الخطوة تبدأ عند إعطائهم ما يحتاجون إليه خلال تواجدهم للدراسة ، فالحديث من غير دافع لن يأتي بالنفع العام والذي تحتاجه الدولة من الطالب. وهذه تجارب يجب أن يضعها ولي امر الطالب بين عينيه بعدم مسايرة الابن مهما كان عنيد في استقلاليته وتركه نحو التسرب العلمي فالطالب في تلك الفترة لا يعرف ماذا يريد ، يعيش في دوامه الاستفهامات، يريد من يرشده سواء من خلال الاهل أو المعلمفالمعلم هو العكازة الثانية التي يسند الطالب عليها من بعد اهله فمن دونهم “سيقع وقوع يؤلم مستقبله.”فعلى عاتق المعلم دور كبير وعظيم في توعية الطالب نحو مستقبله وكيفية تمسكه بدراسته ومستقبله وان لا يقف أي عائق مهما كان كبير في وجه تعليمه وأن يسرد له جميع مخاطر التسرب التعليمي التي سيحس بألمها عندما يكبر ويصبح عائل وشهادته التي ستتكفل بمعيشته لم يحصل عليها. – ويجب اخيراً على وزارة التربية والمدراس فتح باب الندوات للطلبة وأولياء أمورهم في كيفيه الحد من التسرب في التعليم ومخاطرة مستقبلاً على الفرد والمجتمع وتشجيع الطالب للدراسة ونيل أعلى المراتب والشهادات وان الدولة في احتياج دائم لهم ولشهاداتهم وطاقاتهم الكامنة بداخلهم، فالدولة ذي الهامه العالية تأتي من بعد أبنائها الطلبة ذو الطاقات العالية الذين يتكفلون في بناء وتعمير الدولة، وهم أفضل من أن تأتي العمالة الأجنبية وتعمّر دوله أنت لك الحق الاكبر في تعميرها بدلاً عن الغرباء.- ختامها :قضية التسرب في التعليم قضية سائدة في المجتمعات وهي مشكله كبيره ومنشره بشكل ملحوظ في جميع الدول، ويجب عدم التهاون فيها فهي تعبّر عن عقول ميّته عن التنمية لا فائدة منها وتسبب في ارتفاع نسب الأميه والبطالة وللأسف أجزم بأن جميع الطلاب لديهم طاقات شبابيه صارخه لكنها نائمه في سبات عميق تحتاج لمنبه ليصحيهالا يوجد تشجيع للطالب ولا مراكز توعيه لهم فعقل الطالب يتشتت من ضغط الواجبات والامتحانات بدون فتره راحه أو رُكن ترفيهي له خلال فتره تعليمه مما يجعله يتسرب عن التعليم كي يشعر بقليل من الهدوء النفسي بعيدا عن ذلك الضغط والضجيج الذي لا يتحمله عقلهفالطالب في الاخير يحتاج للدعم من دولته وسندها له.  فاطمة سيد محمد@fatmax22 


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock