كتاب أكاديميا

أهمية تمكين معلمين المكتبات من آداء دورهم بالعملية التعليمية | فواز الحسيني

رغم اهتمام وزارة التربية وجهودها التنموية في تنمية العملية التعليمية وأحداث نقلة نوعية في تطوير التعليم تجاهلت الوزارة دور المكتبة المدرسية في تحقيق أهداف التعليم من إكساب المهارات والقيم وصولاً إلى التطبيقات العملية للمنهج التعليمي عبر تدريب الطلبة على استخدام المعلومات ومصادر التعلم، والذي يعتبر اتجاه كل وزارات التعليم حول العالم، مما أسهم ذلك التجاهل لظهور بعض القصور الذي يتمثل بعدم قدرة الطلبة على كتابة البحوث واستخدام مراجع المعلومات ومصادرها ووسائل التعلم الذاتي في مراحل التعليم العالي، وتسبب ذلك باعتماد الطلبة على مكاتب إعداد البحوث بينما كان بالسابق تتمتع مخرجات التعليم بقوة علاقاتها مع المكتبات العامة والمدرسية، مما أسهم ذلك بوجود مخزون ثقافي عالي ساعد في تنمية العملية التعليمية. 

وفي مطلع التسعينيات بدأ اهتمام الوزارة بالتراجع نحو الاهتمام بهذا المجال نتيجة المتغيرات المتعلقة في استحداث مقررات دراسية، وبعد إقرار كادر المعلمين الأخير قررت الوزارة باستبعاد التخصص من العملية التعليمية وتحويله إلى محور الخدمات التربوية المساندة دون النظر للأطر العلمية والتجارب العالمية، مما أفقد التخصص وصف وظيفي وكادر مالي، حيث استبدل مصطلح معلم مكتبة إلى اخصائي معلومات رغم وجود توصيف التخصص من ضمن قائمة وظائف التدريس لدى ديوان الخدمة وأيضاً في قائمة الخدمات المساندة دون النظر للتوجهات الحديثة المعمول بها عالمياً. 

“الشكل الجديد للمكتبات”
في المؤتمرات الأخيرة لجمعية المكتبات الأمريكية كان هناك اتفاق عالمي على تمكين المكتبات من القيام في دورها وفق رؤية عالمية جديدة بأنها هي من تقود تنمية التعليم، وتم البدء في ترجمة تلك التوصيات وبدأ العديد من الدول بالعمل وفق المفهوم العالمي الجديد وكذلك بدأ العديد من المنظمات العالمية في سن تشريعات وقوانين جديدة حول المعلومات ومنها القرار الأوروبي الصادر حول آليات جديدة تساعد في فتح المعلومات أمام الباحثين دون أن يكلف ذلك الباحثين أموال مقابل الحصول على مصادر المعلومات. 

“الدراسات العلمية التربوية” 
هناك العديد من الدراسات العربية والأجنبية حديثة النشر تشير إلى أهمية تفعيل دور المكتبة المدرسية، بل أن هناك توجهات حديثة نحو استبدال مصطلح مكتبة بالمصطلحات الجديدة مثل مراكز الوسائط المتعددة ومراكز وسائل التعليم ومراكز مصادر التعلم ومراكز مصادر المعلومات. وجميع تلك المسميات تم البدء في تطبيقها لدى بعض وزارت التربية والتعليم بالعالم. 

“انعكاسات تدني الاهتمام بالمستقبل الوظيفي للمكتبات” 
رصد مؤخراً نسبة تسرب عالية من أخصائي المعلومات بعد تخرجهم من كليات التربية، وذلك نتيجة تدني المميزات المالية والوظيفية لهم مقارنة بنظرائهم من مخرجات كليات التربية من الأقسام والتخصصات التعليمية.
رصد عزوف ملحوظ حول دراسة التخصص مما جعل كثير من الطلبة يستبدل التخصص أثناء دراسته في كليات التربية نتيجة عدم وجود توصيف وظيفي مستقر، وعدم وجود بيئة عمل محفزة،بعد فقدانهم الوصف الوظيفي كمعلمين.

 

تسرب العديد من أخصائيين المعلومات نتيجة اتساع نطاق المعلومات وتدفق المعرفة مما سبب ذلك مضاعفة كبيرة للجهود التي يقومون بها في عمليات الضبط البلوجرافي والفهرسة والاستخلاص ومعالجة المعلومات والتكشيف والإجراءات الكثيرة للمهنة.

يعاني أخصائي المعلومات بعد تدني أجورهم من ازدياد المهام على طبيعة عملهم بعد وجود أعداد كبيرة من مراكز المعلومات والمنشأت الثقافية دون وجود اهتمام في تحسين أوضاعهم المالية والمسميات الوظيفية وتباعد درجات السلم الوظيفي وتأخر عمليات الترقيات وتداخل الاختصاصات المهنية. 

ما هي نتائج تحويل أخصائيين المعلومات الى معلمين؟ 

– تحويل المدرسة إلى بيئة الحوسبة السحابية في خدمة التعليم لبناء وتسويق وإدارة المقررات عبر الإنترنت.

– تسريع إجراءات تجويد التعليم للوصول الى أعلى مستويات الجودة.

– إمكانية رفع القدرات والمهارات المتعلقة بالتعلم الذاتي والإبداع لدى المتعلمين عبر التدرب على تطبيقات برنامج triz، وقياس تلك الاختبارات.

– سد الفجوة بين المهارات والمعارف والقيم وربطها عبر برامج تطبيقية للوصول إلى أعلى نتائج المناهج الدراسية.

“التطلعات ” : 
– تمكين أخصائيين المعلومات في تنمية البيئة التعليمية وتفعيل دورهم في تحقيق مهارات القرن 21.
– تمكين تخصص المكتبات والمعلومات من تدريس مواد علمية غير اختيارية في جميع المراحل التعليمية. 

 

– تمكين تخصص المكتبات من تأهيل الطلبة في بداية العملية الدراسية وتدريبهم على المهارات التي تخدم تحقيق أهداف المناهج الدراسية.

 

– تمكين المكتبات المدرسية من لعب دورها الحديث بأن تكون مركز بحث ومعمل فاب لاب وحاضنة للموهوبين وبيئة جاذبة للتعلم، واستخدام بعض التقنيات الحديثة مثل: الهلوجرام وغيرها في تجسيد الواقع الإفتراضي للمعلومات مثل برامج الزيارة الافتراضية عبر استخدام تلك التقنيات التكنلوجية.

 

– تمكين معلمين المعلومات من دورهم في نشر الوعي الثقافي والمعلوماتي لدى الطلبة ومعالجة الظواهر المعلوماتية مثل: الإشاعة الإلكترونية وحقوق الملكية وتحليل مصادر المعلومات، والتأكد من وثوقها والتعامل معها وفق منهجية علمية وإجراءات المتعلقة بالتعامل مع المعلومات ومصادرها ووسائلها المتنوعة.
 

– تفعيل دور المكتبة عبر استثمار حصص الاحتياط وكذلك تمكينها من سد الفجوة اللغوية التي يعاني منها الطلبة مثل: الأخطاء الإملائية وتدني مهارات القراءة والمطالعة مما يدعم جهود قسم اللغة العربية في معالجة ذلك.

– تفعيل دور المكتبة في تنشيط البيئة التعليمية عبر قيامها في أحياء المسرح الثقافي والتعليمي بالبيئة الدراسية وإعادة النشاط الحر كما كان بالسابق.

فواز الحسيني

طالب – التربية الأساسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock