“الهيئة التنفيذية” : ضرورة استذكار الدروس المستفادة من الغزو العراقي الغاشم
في بيان لها بمناسبة الذكرى السادسة والعشرون له
أصدرت الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت بياناً بمناسبة الذكرى السادسة والعشرون للغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت ، أكدت فيه على ضرورة استذكار الدروس المستفادة من هذه الأزمة التي كادت أن تعصف بالوطن لولا رحمة الله ولطفه أولاً ويقظة أبناء الكويت وتمسكهم بوحدتهم الوطنية والتفافهم حول قيادتهم الشرعية.
وفيما يلي نص البيان:
يعد الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت الحبيبة في 2/8/1990 الحدث الأبرز في تاريخ الكويت بل والمنطقة العربية بالكامل ، حيث قامت قوات النظام العراقي الغاشم بتحطيم كافة المواثيق والأعراف الدولية والقيم والمبادئ الإسلامية والعربية عندما تسللت غدراً للحدود الكويتية معتدية على استقلال أراضيها طمعاً في ثرواتها ومقدرات شعبها الكريم الذي ساند الشعب العراقي الشقيق ووقف بجواره مقدماُ له الدعم المادي والمعنوي على مدار حربه مع إيران وبعد انتهاء الحرب من أجل إعمار العراق وإصلاح ما أفسدته سنوات الحرب.
لقد قابل النظام العراقي الغاشم الإحسان بالإساءة والجميل بالنكران فتنصل لكافة القيم والمثل وسار خلف نزواته وتطلعاته البائسة فقام بغزو الكويت ليلاً ظناً منه بأن الأمر سيمر بسلام واستسلام من الكويت وشعبها ومباركة من حلفاء الشيطان الذين زينوا له ذلك الفعل الغادر ، ولكن تلك الطموحات الزائفة تحطمت على صخرة وحدة الشعب الكويتي والتفافه حول قيادته وتمسكه باستقلال أراضيه ورفضه القاطع للعدوان الغاشم ومقاومته بشتى السبل والوسائل.
واليوم ونحن نستقبل الذكرى السادسة والعشرون للغزو العراقي الغاشم يجب أن نتذكر الصور المشرفة للصمود والمرابطة والتضحية لأبناء الشعب الكويتي في الداخل وما نتج عن ذلك من دماء روت أرض الكويت الطاهرة ونماذج بطولية فريدة استطاعت إلحاق الخسائر المادية والبشرية بالقوات المعتدية ، وفي الخارج كان للدبلوماسية الكويتية بقيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ/ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي كان وزيراً للخارجية آنذاك – تحركات قوية ومؤثرة نتج عنها خلق موقف دولي رافض للغزو الغاشم كان له عظيم الأثر بعد إرادة المولى جل شأنه في تحرير الكويت.
كما لا يغيب عنا تحركات مؤسسات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت بمختلف فروعه في الخارج وما نظمته من مسيرات ومؤتمرات في دول العالم كان لها بالغ الأثر في تسليط الضوء على عدالة القضية الكويتية وحقنا في وحدة واستقلال أراضينا وتحريرها من القوات الغاصبة.
وما أكثر وأعظم الدروس المستفادة من هذه الذكرى ولكن أهم تلك الدروس هو أن الوحدة الوطنية لأبناء الكويت باختلاف توجهاتهم والتفافهم حول قيادتهم السياسية هما دائماً وأبداً العامل الأهم في حفظ وطننا الغالي من أية أزمات مهما كان حجمها ، فأبناء الكويت قادرون بوحدتهم وقيادتهم السياسية الحكيمة على تجاوز أحلك المواقف والأحداث لتخرج الكويت منها أقوى وأعظم مما كانت ، وما أحوجنا اليوم لاستحضار تلك الروح الوطنية التي اختفت معها كافة مظاهر الفرقة والاختلاف وقت الغزو لتستكمل الكويت مسيرة البناء والنهضة والتنمية.