لقاءات أكاديميا

عبدالهادي العجمي : نعتزم طرح درجة الدكتوراه في تخصصين العام المقبل

قسم التاريخ في «الآداب» الأكثر قبولاً من الطلبة … لا يتوافق مع احتياجات سوق العمل
الراي 

أعتبر رئيس قسم التاريخ في كلية الآداب في جامعة الكويت الدكتور عبدالهادي العجمي، أن «القسم يلقى قبولاً كبيراً من الطلبة»، مبينا أن «هذا القبول لا يتوافق مع احتياجات سوق العمل»، مشيرا الى أن «القسم رفع في وقت سابق معدلات القبول، كما أصبح التحويل إليه هو الأصعب في الجامعة، حيث يتطلب ما نسبته 3.33 في المئة».
وقال الدكتور عبدالهادي العجمي، في لقاء مع «الراي»، أن «دور الجامعة يتمثل في تصدير عقول قادرة على مستوى معين من التفكير»، لافتاً إلى أن سوق العمل ليس هو الضابط الوحيد في معيار التعليم، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «القسم يحظى بالعديد من الخريجين الناجحين في كل قطاعات الدولة، وهم يحققون مستويات عملية عالية».
ولفت إلى أن القسم يطرح حالياً درجة البكالوريوس في التاريخ، وهو تخصص يغطي 3 حقب زمنية، التاريخ القديم والاسلامي والحديث، وأيضاً تخصص مساند في مجال الآثار وهو تخصص اختياري للطالب، ويعتبر من التخصصات المهمة بسبب حاجة البلاد للآثاريين، كما أن لدى القسم برنامج الماجستير وهو برنامج نشيط وحيوي، ويطرح فيه فرعان هما: التاريخ الاسلامي والتاريخ الحديث، أما درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث والإسلامي، فقد تمت الموافقة عليه من قبل القسم والكلية وبمراجعة محكمين من الخارج، وتبقت موافقة الجامعة، ومن المحتمل خلال العام المقبل أن يتم الاعلان عنه من قبل كلية الدراسات العليا.
وأوضح أنه خلال الـ 3 سنوات الأخيرة، برز قسم التاريخ في الجامعة كأكثر قسم نشط من خلال نشاطات استثنائية وعالية جداً، ليس فقط على مستوى جامعة الكويت، بل على مستوى الجامعات الخليجية من حيث كمية النشاطات التي ينفذها.
وأشار العجمي إلى تمتع الطلبة بدرجة عالية من الاخلاق والاحترام ومثل هذه الصفات ليست موجودة في الجامعات الأخرى، فمستوى الاحترام والاخلاق الذي يقدمه طلبة الجامعة للاساتذة غير موجود في جامعات كثيرة جداً وحتى العالمية منها… وإلى نص اللقاء:

ماذا عن قسم التاريخ في كلية الآداب في جامعة الكويت؟
– القسم هو جزء من كلية الآداب، والتي تعتبر من أقدم الكليات في جامعة الكويت، وهي تمثل أم الكليات التي تأسست منذ بداية انطلاق الجامعة، وبالتالي قسم التاريخ يعتبر من أقدم الأقسام في الجامعة، ويقدم منذ تأسيسه مقررات مرتبطة بتأسيس الهوية الكويتية وأين تقع الكويت في العالم العربي والإسلامي والإنسانية عموماً.
ويدرس القسم مقررات عامة لجميع الطلبة من مختلف التخصصات، مثل مقرر تاريخ الحضارة العربية، وأيضاً طرح مقرر تاريخ الكويت وهو مقرر إلزامي على طلبة الجامعة، وهذا مهم لأي شخصية تقود المجتمع الكويتي.
وخلال الـ 3 سنوات الأخيرة برز قسم التاريخ في الجامعة كأكثر قسم نشط من خلال نشاطات استثنائية وعالية جداً، ليس فقط على مستوى جامعة الكويت، بل على مستوى الجامعات الخليجية، من حيث كمية النشاطات التي يقوم بها، والقسم يتميز بأنه نظم مؤتمرين في كل عام، في حين أن كل كلية تنظم مؤتمر في كل سنتين، وهذا معدل استثنائي غير موجود في الجامعة، علماً بأننا نقوم بتنظيم المؤتمرين من دون دعم الجامعة.
كما أن قسم التاريخ الوحيد الذي يقوم برحلتين دوليتين في كل عام، للاطلاع على التاريخ ورصد المواقع الاثرية ولانتاج كتاب علمي عن الدولة التي زارها، وهذه الرحلات تكون على نفقة الاساتذة والطلبة، وذلك من أجل التعلم والتعليم، وهذا أمر مهم جداً لأنه يغير الصورة النمطية التي قدمت عن الاستاذ الجامعي في انتظاره الدائم لدعم الدولة، فالاساتذة متحمسون جداً للعلم ويدفعون من جيبهم الخاص.
كما أن الأثر العلمي الذي تركته هذه الرحلات على الطلبة مهم جداً لاسيما عندما يكون العلم بالمشاهدة وليس فقط عن طريق السماع، وهذه استراتيجية تعليمية جديدة قدمها القسم من أجل أن ندعم العملية التعليمية.
وحرصنا خلال الرحلات بالنشاط الإعلامي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وقد أنشأنا «هاشتاق» لكل رحلة لتقديم المعلومات والصور القيمة عن المواقع التاريخية التي نتواجد فيها، فنحن كقسم ليس مطلوب منا فقط تدريس الطلبة بل أيضاً علينا دور تجاه المجتمع، ووجدنا أن وسائل التواصل من أهم الأدوات لإيصال رسالتنا وقد عملنا في رحلتنا إلى اسبانيا «هاشتاق» دخله اكثر من 200 ألف شخص وقد كان هذا الهاشتاق مليء بالمعلومات القيمة عن الاندلس، تم طرحها بمشاركة الطلبة والاساتذة ولقيت تفاعلاً كبيراً على مستوى الخليج والعالم العربي.
ومن نشاطات القسم المهمة، تنظيمنا لعدد من المؤتمرات التاريخية مع الاهتمام بتاريخ الكويت، وقد عملنا مؤتمراً عن دور الكويت في نشر التعليم في العالم العربي والاسلامي، وقمنا أيضاً بتنظيم مؤتمر «عصر مبارك الكبير» وقد كان هذا المؤتمر من أهم المؤتمرات، حضره عدد من الشخصيات وقدمت فيه أوراق متعددة بما يقارب 13 ورقة، وكل الباحثين كانوا كويتيين، وهي أعلى نسبة مشاركة للكويتيين، لأننا عادة نشكو من العزوف في مشاركة الباحثين الكويتيين في المؤتمرات.
كما قمنا بتنظيم مؤتمر آخر تحت عنوان «الاسطورة في التاريخ»، بالإضافة إلى مؤتمر عصر الشيخ عبدالله السالم والذي جاء تحت رعاية وزير الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الاحمد، وقد لقي هذا المؤتمر صدى كبيرا.
وأسس الطلبة في القسم نادي طلابي تحت اسم النادي التاريخي وهو نادي نشط ويتحرك بشكل جميل لخدمة المعرفة، وقد تميز القسم خلال الفترة الماضية بعمل المحاضرات العلمية «السيمنار» يطرح من خلالها الابحاث المميزة في مجال التاريخ، وقد تم تقديم ما يقارب 40 ورقة بحثية خلال السنة الواحدة وهذا يعتبر نشاطا عاليا جداً.
وماذا عن المتحف الموجود في القسم؟
– يوجد في القسم متحف خاص مبسط وهو مشروع أولي ليكون متحفاً بشكل أكبر في المستقبل، ويتضمن هذا المتحف الواقع في مبنى القسم على العديد من الآثار الحقيقية أو النسخ المعتمدة من المتاحف الأخرى، ونحن بهذ الصدد ندعو أي شخص يمتلك آثارا معينة التبرع للقسم ليتم عرضها للطلبة، ونستفيد فيها في العملية التعليمية.
هل هناك نظام معين لاختيار الطلبة في الرحلات التي ينظمها القسم؟
– عملنا نظاما دقيقا لهذه المسألة كي نخرج من العشوائية في الاختيار، حيث نقوم في البداية بوضع إعلان عن الرحلة، بعدها وبكل حيادية نستقبل الطلبات ويتم رفض الطلبة الحاصلين على الإنذارات، والاولوية تكون على حسب المعدل لكن عادة نأخذ أغلب الطلبة المتقدمين.
هل قمتم بمطالبة الإدارة بتقديم الدعم المادي لكم؟
– حاولنا، لكن نتفهم مشكلة الإدارة، ففي ظل ميزانية الجامعة الحالية والتقليص من الصعب أن نطلب… نحن واقعيون ونعرف متى وكيف نطلب.
● ما التخصصات التي يطرحها القسم؟
– يطرح القسم درجة البكالوريوس في التاريخ وهو تخصص يغطي 3 حقب زمنية، التاريخ القديم، والاسلامي، والحديث، ولدينا تخصص مساند في مجال الآثار وهو تخصص اختياري للطالب، ويعتبر من التخصصات المهمة بسبب حاجة البلاد للآثاريين، وقد وضعنا هذا التخصص بالاتفاق مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
كما أن لدينا برنامج الماجستير وهو برنامج نشيط وحيوي ونطرح فيه فرعين هما: التاريخ الاسلامي والتاريخ الحديث، أما درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث والإسلامي فقد تمت الموافقة عليه من قبل القسم والكلية وبمراجعة محكمين من الخارج، وتبقت موافقة الجامعة، ومن المحتمل خلال العام المقبل أن يتم الاعلان عنه من قبل كلية الدراسات العليا.
● ما أهمية تخصص التاريخ في سوق العمل؟
– قضية الاهتمام بسوق العمل مسألة ملحة، ولذلك فتحنا في القسم تخصصاً مسانداً للطلبة وهو تخصص الآثار، كما إننا قد رفعنا معدلات القبول، وأيضاً أصبح التحويل إلى قسم التاريخ هو أصعب تحويل في الجامعة بحيث يتطلب ما نسبته 3.33، وذلك بسبب أن القسم يلقى قبولاً كبيراً من الطلبة وهذا القبول لا يتوافق مع احتياجات سوق العمل.
وعندما نتحدث عن علاقة سوق العمل بالتعليم يجب أن نؤكد على أن دور الجامعة هو أن تصدر عقول قادرة على مستوى معين من التفكير أما توظيف المعرفة في العمل فهو يتطلب مهارات، ولذلك فإن سوق العمل ليس هو الضابط الوحيد في معيار التعليم، وللعلم فإن لدينا في القسم العديد من الخريجين الناجحين في كل قطاعات الدولة وهم يحققون مستويات عملية عالية.
● ما أهم المشاريع التي يتطلع القسم إلى إنجازها مستقبلاً؟
– نتطلع إلى تنظيم رحلة علمية خلال شهر 8 إلى أوزبكستان وطاجيكستان، علماً بأن الرحلة إلى طاجيكتسان جاءت بدعوة من قبل رئيس الدولة إمام علي، وهذه الرحلات هي بمثابة دعاية للسياحة العلمية في الدول، كما إننا نخطط خلال السنة المقبلة وتحديداً في شهر فبراير في تنظيم رحلة إلى الحجاز بدعوة من قسم التاريخ في جامعة أم القرى لزيارة المناطق التاريخية الإسلامية في مكة والمدينة والمناطق التي شهدت فيها أحداث السيرة النبوية بالإضافة إلى المناطق الأثرية.
● هل تواجهون مصاعب معينة؟
– نواجه الكثير من المصاعب، لكن علينا دائماً أن نتحدث بصورة إيجابية، فالمصاعب التي نواجهها هي مصاعب تقليدية وليست صعوبات خطيرة، وفي نهاية المطاف يجب أن نتفهم الامكانيات الادارية وما الذي من الممكن أن تقدمه الجامعة، علماً بأننا نحظى دائماً بتشجيع وتعاون من قبل عمادة الكلية، ونحن في القسم ووفق الامكانيات المتاحة لدينا استطعنا عمل شيء جيد ونحتاج إلى الاستمرار في هذا التميز.
هل هناك نية لتدريس مقررات القسم باللغة الإنكليزية؟
– نرفض تدريس اللغة الإنكليزية في القسم ونحن ضد التوجه في تغيير اللغة في كلية الآداب، لأنه من الخطأ أن تدرس المقررات بلغة غير العربية، فالمقررات الدراسية في الكلية لابد أن تدرس باللغة الوطنية لأنها جزء من هوية المجتمع وفي النهاية حين تدرسها بلغات أخرى لا تنتج متعلما ناطقاً باللغات الأخرى، بل تنتج نصف متعلم، فلا هو يتقن لغته ولا اللغة الاخرى، بينما الأمر السليم هو أن نقوم بالتدريس بلغتنا الاساسية واذا احتاج الطالب دراسات معينة بإمكانه أن يقوم بذلك.
● هناك تذمر قد نجده من بعض الأساتذة تجاه الطلبة… كيف تجدون ذلك؟
– فكرة التذمر من الطلبة قد نجدها خاصة عند كبار السن وهو أمر طبيعي، لأننا في السنوات الاخيرة قد نلاحظ وجود ضعف في مستوى بعض الطلبة نتيجة لتغير أنماط التعليم، لكن في الواقع هناك العديد من الطلبة الممتازين لاسيما في الدراسات العليا وهم ينافسون أقرانهم في الجامعات الاخرى، وطلبة البكالوريوس ايضاً جيدون جداً مقارنة بطلبة البكالوريوس في الجامعات التي رأيتها في أميركا وبريطانيا، لذلك ليس من الجيد التذمر، نعم ان هناك طلبة سيئين لكنهم أقلية، أما الأغلبية فهم جيدون ومستعدون للتعاون.
وهناك ملاحظة يجب أن أشير لها وهي أن طلبتنا على درجة عالية من الاخلاق والاحترام وهذا الأمر ليس موجوداً في الجامعات الأخرى، فمستوى الاحترام والاخلاق الذي يقدمه طلبة الجامعة للاساتذة غير موجود في جامعات كثيرة جداً وحتى العالمية منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock