قسم السلايدشو

شهادات جامعية للبيع… في تركيا!


الراي

شبكات التزوير تروّج للحلم… «غالبية من تشاهدهم في مراكز عليا في مجتمعك اشتروا شهادات جامعية»

الشهادة تصل إلى باب البيت في غضون أسبوع لمن دفع ثمنها عبر الشحن الجوي السريع
الشهادات متضمنة أختام سفارة الكويت لدى الدولة التي تتواجد فيها الجامعة
هناك إمكانية لخصم خاص إذا طلبت أكثر من شهادة
المروجون يؤكدون أن زبائن كويتيين اشتروا منهم شهادات في مختلف التخصصات
أصحاب حسابات شبكات التزوير سوريون يعملون في تركيا
الشايع: نحارب هذه الظاهرة وضد أي ممارسات تضر بمستوى التعليم«حقق حلمك من دون دراسة، فإن أغلب من تشاهدهم في مراكز عليا في مجتمعك قاموا بشراء شهادات جامعية أوصلتهم لمراكزهم تلك، لا تتردد في شراء شهادة قد تغير حياتك»… بهذه الكلمات التي يطغى عليها الاستهتار بقيمة العلم، تروّج العديد من شبكات التزوير، عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بضاعتها الرديئة، فتقدم للزبائن فرصة لا تخطر على البال ولا يمكن أن تمر حتى كالرؤيا في المنام، وهي الحصول على شهادة جامعية بمختلف التخصصات ومن مختلف الجامعات، في مختلف الدرجات، في الدبلوم والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه. وللحصول على إحدى هذه الشهادات ما عليك سوى أن تدفع مبلغاً مالياً معيناً، يعتمد على نوعية الشهادة التي تريدها، وفي غضون أسبوع واحد فقط، ومن دون تكبد لأي عناء، ستصلك الى باب البيت أو حيث كنت، متضمنة كافة الأختام المختصة بسفارة الدولة التي تتواجد فيها الجامعة التي تريدها!.
«حسابات» تعمل ليل نهار في الترويج لنفسها في إعلانات تمتلئ بها صفحات ( تويتر والانستغرام)، وهي في تزايد كبير، تحاول بقدر الإمكان أن تجتذب أكبر عدد من الزبائن لها، لما تقدمه من عروض مغرية تغني الطالب عن سهر الدراسة وتعبها!، والمتتبع لفضاء التواصل الاجتماعي يجد أن هذه الحسابات تحرص على متابعة العرب والخليجيين تحديداً، لاسيما الكويتيين منهم.
وتعتمد طريقة التواصل مع هذه الحسابات من خلال وضع أصحابها رقما خاصا كخط ساخن يستقبل فيه المزوّر الاتصالات عبر «الواتس أب» و»الفايبر» أو حتى المكالمات الهاتفية، ليتم بعدها الاتفاق على نوعية وسعر الشهادة وطريقة الحصول عليها، وتتنوع هذه الحسابات في العروض التي تقدمها للزبائن، فمنها من يقدم عروضه في كافة التخصصات ومن كافة الجامعات، ومنها من يحصر نفسه فقط على جامعات معينة.
وتختلف أسعار الشهادات من مروّج إلى آخر، فلدى أحد المروّجين يصل سعر شهادتي البكالوريوس والماجستير إلى 650 دينارا، والدكتوراه إلى 800 دينار، مع إمكانية أن يكون هناك خصم خاص إذا طلبت أكثر من شهادة، على أن يتم دفع 200 دينار كعربون، ويتم دفع الباقي عند الانتهاء من الشهادة وتصديقها خلال أسبوع واحد فقط، ليستلمها بعد ذلك الزبون عن طريق الشحن الجوي السريع، أو من خلال الحضور الشخصي إلى تركيا.
«الراي» اقتفت أثر هذه الحسابات في عالم التواصل الإجتماعي وتواصلت مع عدد منهم، متخذة صفة زبون يبحث عن شهادة! وقد أكد أكثر من حساب على أن العديد من الزبائن الكويتيين قد تواصلوا معهم واشتروا منهم شهادات في مختلف التخصصات.
وتحصلت «الراي» من خلال هذه الحسابات على شهادتين إحداهما لكويتي وأخرى لسعودي على أنهما شهادتان من إحدى الجامعات المصرية، حيث يعمد العديد من هؤلاء المروّجين على نشر هذه الشهادات لكسب ثقة الزبون والتأكيد له على قدرتهم لاستخراج مثلها له، وقد تبين من خلال التواصل مع عدد من هذه الحسابات أن أصحابها سوريون يعملون في تركيا.
وفي محاولة للتأكد من صحة استخراج مثل هذه الشهادات من إحدى الجامعات المصرية، توجهت «الراي» الى الملحقية الثقافية الكويتية في مصر وتقديم عينتين من الشهادات التي تحصلت عليها من هذه الحسابات إحداها لكويتي تسلمها من إحدى الجامعات المصرية المعترف بها في الكويت، حيث تم التواصل مع الملحق الثقافي الكويتي في القاهرة الدكتور شايع الشايع، والذي أكد أن هاتين الشهادتين مزورتان وليستا كتلك الشهادات التي تصادق عليها الملحقية الثقافية، وذلك لورود العديد من المعلومات المغلوطة فيهما والتي لا ترتبط بالجامعة المذكورة في الشهادة، فإحدى الشهادات تذكر بأن الطالب قد تخرج في كلية الإعلام من هذه الجامعة في حين لا توجد هذه الكلية على أرض الواقع، والشهادة الأخرى منح فيها صاحبها درجة امتياز وهي درجة قلما يتم تحقيقها في هذه الجامعة.
وقال الشايع ان «الملحقية الثقافية الكويتية في مصر تحارب هذه الظاهرة وضد هذه الممارسات التي تحاول أن تنحدر بمستوى التعليم»، مبيناً أن أي شهادة يتم تصديقها من الملحقية هي الشهادة المعتمدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock