شاب هندي لم تمنعه الإعاقة البصرية من تأسيس شركة تساوي الملايين!

بعمر الـ 23 عامًا، أصبح الشاب ورجل الأعمال الهندي “سريكانث بولا” الرئيس التنفيذي لشركة تبلغ قيمتها أكثر من 7.5 مليون دولار أمريكي (حوالي 28 مليون و125 ألف ريال سعودي). هذا الإنجاز الكبير استحق أن يُذكر ليس لنجاح الشركة بحد ذاتها، إنما لقدرة رجل الأعمال الشاب على شق الطريق وسط الصعاب على الرغم من معاناته من الإعاقة البصرية.

فقد وُلد بولا فاقدًا للبصر تمامًا. عند ولادته، العديد من الناس نصحوا والديه بالتخلي عنه لتربيته الشاقة التي تتطلب جهدًا كبيرًا، ونظرًا لكونهم فقراء وغير متعلمين ويتقاضون 20 ألف روبية سنويًا (300 دولار أو 1125 ريال سعودي). لكن والدي سريكانث اختارا تربيته في بيئة محبة إيجابية على الرغم من كل الظروف الصعبة.
الأبوة والأمومة المثالية التي حصل عليها سريكانث أهلته ليُصبح الرئيس التنفيذي لشركة Bollant للصناعات في مدينة حيدر أباد التي تُوظف المعاقين جسديا لتصنيع حلول تغليف للمستهلك صديقة للبيئة مصنوعة من أوراق الشجر والورق المعاد تدويره. وتمتلك الشركة أربع وحدات تصنيع في ثلاث ولايات جنوب الهند: ولاية أندرا براديش، ولاية تيلانجانا، وولاية كارناتاكا.
لم يكن الأمر سهلًا على شاب معاق مثل سريكانث أن يشق طريقه في عالم الاستثمارات المليء بالتحديات الصعبة، خاصة وأنه رُفض من قبل مدرسة القرية لتلقي التعليم فيها، ما جعل والداه يُلحقانه بمدرسة خاصة تهتم بالتعليم الأكاديمي للأطفال. وخلال المرحلة الثانوية، وجد سريكانث معلمًا قام بتحويل الدروس إلى مقاطع صوتية له ومساعدته في اجتياز الامتحانات النهائية.
وعلى الرغم من أنه أبلى حسنًا في امتحان القبول لكلية في IITs، التابعة للمؤسسات التكنولوجية في الهند، إلا أنه واجه رفضًا من إدارة الكلية بسبب الإعاقة البصرية لديه. لكنه نجح في استعمال سجلاته الأكاديمية الممتازة للحصول على القبول من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وتخرج منه عام 2012م. وعاد إلى الهند بعد فترة وجيز ة ليبدأ بتأسيس شركته الخاصة وتشغيل الناس الذين كافحوا مثله في الحياة. حيث قام بتأسيس شركة Bollant بالشراكة مع أستاذ الاحتياجات الخاصة “سوارنالاثا”، والذي ينسب سريكانث إليه الفضل في نجاحه بحياته ويعتبره الصديق والمرشد الأول خلال طريقه.
ويُعلق سريكانث على نجاحه قائلًا: (الرحمة لا تُعطي النقود لأحد، وإظهار التعاطف من البشر لا يجعل الناس أغنياء). أما عن حلمه، فهو يأمل بافتتاح مصنعه الخامس والذي سيتم تشغيله بالكامل على الطاقة الشمسية، ولا يزال يجمع الأموال لتحقيق هذا الحلم.

(ابونواف)