أ.د.فيصل الشريفي يكتب : جامعة الكويت و«التطبيقي»… «تبع منو»؟
أ. د. فيصل الشريفي
الظاهر أن إنشاء الجامعات ليس له علاقة ببرنامج عمل الحكومة وخطة التنمية، ولا بالدراسات الأكاديمية والعلمية التي تخرج من الجسم التربوي، فهذا ما حدث مع موقع الشدادية الذي تغير بقدرة قادر إلى جامعة صباح السالم، والحل ينسحب على مشروع قانون إنشاء جامعة جابر، ناهيك عن ضبابية قرار فصل التعليم عن التدريب.
لم أستغرب من تخصيص موقع الشدادية لجامعة صباح السالم بدلاً من تسليمه لجامعة الكويت، فالهدر المالي وسوء التخطيط لم يقتصر على هذا المشروع، فالأمثلة لا تعد ولا تحصى، لكن المستغرب أن يتخذ هذا القرار وبهذه الكيفية غير المبررة أكاديمياً ولا مهنياً، فالمباني وكل الأوامر التغييرية التي كلفت الدولة مئات الملايين تمت بمباركة الحكومة لتتناسب ومتطلبات الكليات والأقسام بجامعة الكويت الحالية. الأكثر استغرباً من تخصيص الموقع لجامعة أخرى هو توجه الحكومة لإعطائها للقطاع الخاص لإدارتها، وهنا بودي كما غيري معرفة المقصود بالقطاع الخاص؟ وهل هم ملاك وأعضاء مجالس إدارات الجامعات الخاصة الحالية أم مجموعة جديدة من المستثمرين؟ أم ماذا؟
عذراً ولطفاً وكل كلمات الاعتذار إن كان القطاع الخاص هو المقصود بإدارة هذه الجامعة، فهو لم ولن يستطيع إدارة جامعة بهذا الحجم، فالواقع يثبت أن الجامعات الخاصة لم تصل إلى المستوى العالمي، ولم تدخل ضمن قوائم التصنيف الدولية، فكيف السبيل إلى ذلك، وهم ما زالوا يعتمدون على ندب أعضاء هيئة التدريس من جامعة الكويت والتطبيقي في التدريس والإدارة.
إن كانت الحكومة جادة في إنشاء جامعة أو جامعات أخرى فعليها أن تبدأ “صح” عبر تمكين جامعة الكويت من الانتقال إلى مبناها الجديد، وأن تسند مواقعها القديمة إلى الجامعات المزمع إنشاؤها، مع التأكيد على أن مواقع جامعة الكويت الحالية تتسع لأكثر من جامعة متخصصة إن استغلت بالشكل الصحيح.
وإن كانت الحكومة جادة في تنفيذ خطة التنمية في شقها التربوي فعليها تشكيل فريق عمل من أهل الميدان من الأكاديميين المميزين ومن كل التخصصات ليضعوا التصور الأولي لشكل تلك الجامعات، والأهداف المطلوبة منها بناءً على حاجة الدولة من المخرجات، وبالتنسيق مع سوق العمل الخاص والعام.
عندما نتحدث عن تدخل الساسة بالتعليم لا يكون المقصود منه المناصب الإدارية فقط بالرغم من أهميتها وأثرها في إصلاح الاختلالات التعليمية، بل علينا أن نمد نظرنا إلى ما هو أهم وألا نفرط بجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، مع يقيننا بأن هذا الوضع لن يتغير بالمنظور القريب.
حكاية التطبيقي هي الأخرى تصلح أن تضم لحكايات ألف ليلة وليلة، فبعد سنوات من الانتظار والترقب وبعد المخاض العسير جاء قرار مجلس إدارة الهيئة التاريخي الذي توسمنا فيه الخير، لكنه لم يستطع الصمود أمام تسريب خبر من مصدر حكومي مجهول وعلى لسان وزارة المالية، لذلك “اللي يقول إن التعليم مستقل عن السياسة أقول خله يروح الفلوجة”. ودمتم سالمين.