أزمة القبول والأبحاث والأساتذة الأجانب .. أبرز أسباب تدني مستوى جامعة الكويت
رغم تقدّم جامعة الكويت في تصنيف quacquarelli symonds العالمي (QS) من المركز 30 العام الماضي الى المركز 24، فانها ظلّت خارج قائمة افضل 20 جامعة عربية مما يجعل التساؤل مطروحا، ما اسباب انخفاض مستوى الجامعة؟
ويعتمد التصنيف على عدة معايير لعل التمعّن بها يجعل انخفاض مستوى جامعة الكويت ليس بالأمر الغريب، ففي ظل أزمة قبول القت بظلالها على كل الانشطة الجامعية بدءا من التدريس وانتهاء بالبحث العلمي، ليصبح تأثيرها سلبيا في مستوى الجامعة في اي تصنيف للجامعات. فالجامعة تستقبل ما يفوق طاقتها بـ 12 الف طالب وطالبة، حيث تبلغ طاقتها الاستيعابية بمواقعها الحالية 25 الف طالب فقط، بينما يقارب عدد طلبتها حاليا 38 الفا، مما يؤثر سلبا بلا شك في العملية التعليمية في الجامعة، فلا السعة المكانية قادرة على استيعاب هذه الزيادة، ولا الكادر البشري وعلى رأسهم الهيئة التدريسية قادرة على تلبية متطلبات هذه الزيادة من ناحية التدريس، فهذه الزيادة بلا شك تؤثر سلبا في المستوى العلمي والبحثي للجامعة، ولعل ابرز هذه التأثيرات ارتفاع معدل بقاء الطالب فيها، فما عاد غريبا ان يبقى طالب لمدة 5 الى 6 سنوات في الجامعة حتى وإن كان بمستوى دراسي جيد، فأزمة القبول وارتفاع اعداد الطلبة تلعب بمكانة حجر عثرة امام تخرجهم.
الانتاج البحثي
ففي اولى الخطوات يعتمد التصنيف المذكور على الانتاج البحثي لتقييم الجامعات، بينما جامعة الكويت اعترفت في تقرير قياس ادائها للعام الجامعي 2014 – 2013 كأحدث اصدار لتقييم الاداء، والصادر عن مكتب نائب مدير الجامعة للتخطيط، ان البحث العلمي تراجع بنسبة 18% عن العام السابق، وليست ازمة القبول ببريئة من ذلك، حيث ان التقرير عزّى هذا التراجع الى انشغال الاساتذة بالتدريس بالاعباء الاضافية التي اقرت لاستيعاب الاعداد المتزايدة للطلبة، بينما لم تتخط نسبة الاساتذة المشاركين في الانتاج البحثي لاجمالي عدد اعضاء هيئة التدريس 32% فقط، هذا فضلا عن تصريحات متفرقة لمسؤوليها عن تراجع البحث العلمي بسبب الاعباء التدريسية للاساتذة واثر ازمة القبول السلبي على هذا الجانب.
وكانت جودة الابحاث من ضمن المعايير المستخدمة في التصنيف لتقييم الجامعات، الا ان جامعة الكويت وفق تقريرها المذكور لم تحصل على تقدير ممتاز الا لما نسبته 27% من ابحاثها بينما حصل 45% من إجمالي الابحاث العلمية في الجامعة على تقدير جيد جدا، و16% جيدا، و12% من الأبحاث حصل على مستوى ضعيف.
ومن المعايير الاخرى التي يعتمدها التصنيف لتقييم الجامعات، نسبة اعضاء هيئة التدريس الى الطلبة، وهي بلا شك نسبة مرتفعة، فمن جهة تستقبل الجامعة اعدادا تفوق طاقتها الاستيعابية وتتزايد هذه الاعداد بسرعة، بينما الزيادة في عدد اعضاء هيئة التدريس تبدو بطيئة، مما يعني ان نصيب عضو هيئة التدريس من الطلبة مرتفعا عن المعدل المعقول، حيث بلغت النسبة العامة في الجامعة 24 طالبا لكل استاذ في العام المذكور، بينما كانت مرتفعة في بعض الكليات عن هذا المستوى فقد بلغت في 37 طالبا لكل استاذ في الاداب و36 طالبا لكل استاذ في التربية و33 طالبا لكل استاذ في العلوم الاجتماعية.
ويعتمد التصنيف في تقييمه على السمعة التوظيفية لمخرجات الجامعات، ففي حالة جامعة الكويت، بلغت نسبة توظيف مخرجات الجامعة وفق التقرير 73%، بينما احتياج سوق العمل لهذه المخرجات كان 47% فقط، اما بالنسبة لرضا المؤسسات التوظيفية عن خريج جامعة الكويت فقد كانت الجامعة قد حققت نتائج جيدة حيث بلغت نسبة الرضا 29 % ممتاز و57% جيد، و14 % فقط ضعيف.
ويجد التصنيف في نسب الطلبة الاجانب في الجامعات معيارا لتقييمها، الا ان لجامعة الكويت ضوابط محددة لقبول الطلبة الاجانب كونها الجامعة الحكومية الوحيدة في البلاد، بالتالي فإن فئات محددة من الاجانب يستطيعون الالتحاق بها كابناء الدبلوماسيين، والمنح الثقافية والمتفوقين، مما يجعل نسبة الطلبة الاجانب منخفضة مقارنة بجامعات اخرى بالمنطقة يبدو التحاق الاجانب من دول اخرى بها سهلا.
الأساتذة الأجانب
ويعتبر عدد الاساتذة الاجانب منخفضا مقارنة بالجامعات الاخرى، وهو من ضمن معايير التقييم، فرغم ان الجامعة تنتدب اساتذة من جامعات عربية وعالمية، فان عددهم يبدو ضئيلا مقارنة باعداد الاساتذة الكويتيين، خصوصا ان الجامعة تملك ضوابط محكمة في عمليات التعيين، حيث ان الغالبية العظمى لتعيينات الجامعة للاساتذة تتم عبر الابتعاث، فنادرا ما تعيّن الجامعة استاذا من خارج الطلبة الذين تبتعثهم.
ويبدو ان جامعة الكويت ستبقى في مراحل متأخرة مقارنة بنظيراتها في المنطقة، بسبب ازمة القبول، التي تتفاقم وتبدو ازمة متراكمة، حيث ان الاعداد تتزايد من جهة عاما بعد آخر، بينما المستمرون من الطلبة في الجامعة يبقون مدة اطول فيها لحين التخرج، الا ان الآمال معلقة على استلام مباني مدينة صباح السالم الجامعية\الشدادية لتخرج جامعة الكويت من عنق الزجاجة وتجعلها تتنفس من الاعداد المتزايدة كي تستعيد مكانتها العلمية.
المصدر | القبس