نواب: ‏تدني جامعة الكويت يعود لاختيار أكاديميين ليسوا أكفاء .. وتحتاج لغربلة حقيقية

جاء تصنيف جامعة الكويت خارج أفضل 20 جامعة عربية صدمة للعديد من الأكادميين ونواب الأمة الذين تأسفوا على ما وصل إليه التعليم في الكويت بعدما كانت الجامعة قبلة للتعليم أصبحت اليوم في وضع متدني عن غيرها من الجامعات العربية، داعين إلى وقفة جادة لإنقاذ التعليم في الكويت من هذا المستوى كونه أساس أي تقدم. 

بداية قال النائب خليل الصالح لا شك أن المؤسسة التعليمية في الكويت تعرضت منذ سنوات طويلة إلى الكثير من التغيرات وهذه التغيرات تلقي بظلالها على مستوى الأداء، ويبقى أن الجهة التي صنفت جامعة الكويت خارج أفضل 20 جامعة عربية يدعونا إلى الوقوف على جامعة الكويت، فتلك الجامعة في السنوات في السابق كانت من أفضل الجامعات خصوصا في كليات مثل الطب أو الهندسة. 

وأضاف: هذا التصنيف يشير إلى أن هناك خلالا في المؤسسة التعليمية وتحتاج إلى غربلة حقيقية بمعنى الكلمة، وتلك الغربلة التي أشرت أليها تعني أن أساس التعليم المتمثل في هذا المعلم أو الدكتور الذي يقدم علمه للطلبة، والجزء الأخر من العملية هي قضية الرقابة من الجهاز الحكومي. 

وتابع: الجامعات التجارية يدفع الطالب فيها مبلغ من المال ويأخذ شهادة جامعية، لافتا إلى أن تقييم الطالب يأتي بعد الشهادة، منوها إلى أن المخرجات التعليمية جميعها متراكمة بعضها البعض، فإذا طالب ثانوية عامة لن يستطيع أن يقوم بواجبه في الجامعة بسبب أن هناك مناهج في المراحل السابقة لم تكن بالمستوى الجيد للطالب، الأمر الذي ينعكس سلبا على مستوى الطالب في الجامعة. 

وقال الصالح: لدينا مشكلة حقيقية في التعليم، وعلى الرغم من أن جامعة الكويت جامعة قديمة جدا، إلا أنها لم تحصل على فرصة للتطوير، متسائلا لو قارنا جامعة الكويت مع الجامعات الخاصة فما هو موقعها بالنسبة إلى تلك الجامعات؟ 

وأضاف: جامعة الكويت من الجامعات القوية في تخريج الطلبة في كليات الطب والهندسة، ولا يستطيع الطالب أن يخرج من الجامعة دون أن يكون مجتهد وتعب في دراسته من أجل الحصول على النجاح، مشيرا إلى أن هناك العديد من الطلاب فصلوا وهناك العديد منهم لم يكملوا الدراسة. 

وقال: أعتقد أن قوة الجامعة تقاس بالعلماء الذين تخرجوا من جامعة الكويت، وعندما لا نجد بحث واحد علمي مقدم في أحد العلوم والمشاركة به على المستوى العالمي فهذا خير دليل على أن مستوى التعليم في الجامعة متدني. 

وأضاف: الطالب عقب تخرجه يريد أن يعيش حياته الطبيعية وينسى كل ما هو متعلق بالعلم، لافتا إلى أن التصنيف مؤشر وإنذار للمؤسسة التعليمية بأن تعيد تقييم عملها، وإن كان هناك تدني وتأخر في مستوى التعليم في الكويت فلابد من الإصلاح، فالإصلاح ليس بعيب. 

ولفت إلى أن العيب في أن يضع الشخص رأسه في الرمل ويقول ” ما فيني شيء”، ونقول على العكس في التعليم ” بلى” وهذا المؤشر جرس إنذار من أجل إعادة تقييم أسباب الخلل الذي أدى إلى تراجع الجامعة إلى هذا المستوى. 

وأشار إلى أنه لا يوجد تطوير في الجامعة لعدة أسباب أولا المنشأت في الجامعة لم تتغير منذ قرابة 18 سنة، والجانب التشريعي به القصور لعدم وجود محاسبة حقيقية لمن تسبب في هذا التأخير، وأعتقد أن هذا المؤشر إيجابي لإعادة تقييم الوضع التربوي. 

ودعا القياديين إلى الإجتماع مع الخبرات السابقة ويتحدثون بصوت عالي عن الأسباب التي أدت إلى انحدار وتدني التعليم لهذا الحد، مشددا على أهمية أن تعيد المؤسسة التنفيذية في الدولة حسابتها حول أسباب الخلل الموجود. 

وقال كانت الكويت في السابق قبلة لطلاب العالم للدراسة فيها والآن نرى العكس بل إن أبناء الكويت يدرسون في الخارج بسبب الخلل الموجود في التعليم بشكل عام، مشددا على أهمية أن يكون هناك وقفة تقييم حقيقية لما به مستوى التعليم التربوي والجامعي، خاصة وأن أساس أي مجتمع متقدم هو التعليم الجيد. 

بدوره أكد النائب كامل العوضي على أهمية الارتقاء بالمستوى التعليمي في جامعة الكويت خاصة وأنه يعود بالسلب أو الإيجاب على مخرجات التعليم في البلد.

وقال العوضي في تصريح لـ” سرمد نيوز”: من المؤسف أن يصدر تقرير عالمي يقول بأن جامعة الكويت خارج أفضل 20 جامعة عربية، فهذا الأمر إن صح فهو شيء محزن أن يحدث في دولة مثل الكويت.

وأضاف: من المفترض أن يوجه هذا السؤال إلى وزير التربية والتعليم العالي الدكتور بدر العيسى، لافتا إلى أن هذا المستوى الذي وصلت إليه الجامعة يعود إلى اختيار أكاديميين ليسوا بالمستوى المطلوب لشغل بعض المناصب في الجامعة الأمر الذي أدى إلى تلك النتيجة المؤسفة.

وتابع: سأوجه سؤالا برلمانيا إلى الوزير العيسى حول هذا التقرير وعن الأسباب التي أدت إلى وصول جامعة الكويت إلى هذا المستوى؟

المصدر | سرمد