قسم السلايدشوأخبار منوعة

كيف تتعامل مع موت شخص عزيز ؟

 

ليس هناك على هذه البسيطة ما هو أصعب من الموت وفقدان شخص عزيز إلى الأبد، حيث يمثّل هذا الأمر تحديًا صعبًا للغاية يجهل الكثيرون كيفية التعامل معه، نظراً لتدفّق العديد من المشاعر المختلطة التي تترافق مع الإحساس بالخسارة.

من الجدير بالذكر أنّه لا يوجد طريقة محدّدة للتعامل مع موت شخص عزيز، ليس هناك طريقة صحيحة وأخرى خاطئة، فلكلّ شخص ظروفه ومشاعره التي تختلف عن غيره، وما هو مناسب لأحدهم، قد يكون غير مقبول لآخر. لكن، من المهم أن يدرك الشخص الذي يجد نفسه في مثل هذا الموقف أنّه ليس وحيدًا، وفي حال احتاج للمساعدة أو الدعم المعنوي، فهناك دائماً من يقف إلى جانبه.

سنتعرّف في مقال اليوم على عدّة طرق تسهم في تجاوز الحزن والتعامل مع موت شخص عزيز.

 

 

1- تقبّل مشاعرك

 

لعلّ هذه الخطوة هي الأهم على الإطلاق في تجاوز أيّ نوع من الحزن أو المحن التي يمرّ بها الفرد. لاشكّ أن فقدان شخص عزيز هو أمر صعب للغاية، ومن الطبيعي أن تشعر بالحزن والاستياء، لذا لا تغضب من نفسك أو تجلد ذاتك لأنك تحسّ على هذا النحو، ليس هذا وحسب، تجنّب ترديد عبارات مثل: “يجب أن أتجاوز هذا الأمر” أو “يجب أن أبقى قوياً” وتجاهل من يقولها لك. تذكّر أن الحزن والحداد على وفاة شخص قريب إلى قلبك هو شعور إنساني طبيعي تماماً، وليس مدعاة للإحراج، قد تتضمن المشاعر التي ترافق الحزن على موت شخص عزيز:

 

إنكار الموت.

 

الصدمة أو تخدّر المشاعر.

 

المفاخرة والحديث المتواصل حول كيف كان يمكن إنقاذ المتوفى.

 

الشعور بالندم إزاء تصرّفات سابقة تجاه المتوفى.

 

الاكتئاب.

 

الغضب.

 

تقبّل هذه المشاعر بحيادية يعتبر نصف الحلّ ويسهم بشكل كبير في تلاشيها وتجاوزها بسرعة.

 

2- خذ وقتك للتعافي من مشاعر الحزن

 

من الطبيعي أن تسعى إلى إبعاد الحزن من خلال إشغال نفسك بأمور أخرى، وهو أمر جيّد بلا شكّ، لكنه قد لا يكون فعّالاً في بعض الأحيان. فالحزن والغضب لابدّ أن يتسلّلا مجددًا إليك، وكلّما تجاهلت هذه المشاعر أكثر، أخذت منك وقتًا أطول لتعالجها. لذا احرص في الأيام القليلة الأولى بعد حادثة الوفاة أن تأخذ ما يكفيك من الوقت لتتعامل مع هذه المشاعر، سواءً من خلال أخذ إجازة من عملك أو مدرستك أو جامعتك، أو من خلال تخصيص بعض الوقت لتقضيه مع العائلة والأصدقاء والحصول على الدعم منهم.

فكّر بطرق إيجابية تتذكّر بها الشخص الرّاحل

 

ستسمع كثيرًا جملاً مثل: “الحياة لا تتوقف على أحد”، أو “لابدّ للحياة أن تستمرّ”، لكن هذا لا يعني أن تنسى هذا الشخص الراحل وكأنه لم يكن. احرص على أن تبقيه حيّاً في ذاكرتك وقلبك من خلال استرجاع أوقاتك السعيدة معه، وتذكّر دومًا أنّ هناك سببًا وراء شعورك بالحزن على وفاته، ألا وهو أنه كان بالفعل شخصاً مميزاً ذا حضور إيجابي في حياتك، حاول ألاّ تنسى هذه الحقيقة في خضّم حزنك على موته.

 

4- تقبّل المساعدة والعون من الآخرين

 

قد لا تصدّق أحدهم عندما يقول لك: “ستنسى حزنك مع مرور الوقت”، لكن تذكّر أنّه يحاول مساعدتك وحسب. استمع إلى مشاعر الآخرين ولا تشعر بالغضب والاستياء إن لم تتفق معهم. من الصعب التعامل مع وفاة شخص عزيز، ولكنّ الأصعب هو التعامل مع الشخص الذي فقد عزيزًا. فالجميع من حوله سيتساءلون عمّا يجدر بهم فعله، وعن التصرّف الصحيح الذي يتعين عليهم القيام به، بيد أنّه لا يوجد شيء صحيح أو خاطئ، ويحقّ لك في النهاية أن تشعر بالألم والحزن.قد يحاول الكثيرون مساعدتك على الخروج من حالة الحزن التي  تعيشها من خلال إشغالك ببعض الأعمال المنزلية كالطبخ مثلاً، فلا تتضايق منهم وتقبل محاولاتهم على أنها طريقتهم الخاصة في التعبير عن حبهم لك وللشخص الراحل.

في حال شعرت بأنك غير قادر على التعامل مع العدد الكبير من المعزّين أو أفراد العائلة الذين يحاولون مساعدتك، لا تتردّد في أن تطلب البقاء وحيداً والحصول على بعض الوقت بمفردك، حتى تجد نفسك مستعدّاً لتخطّي الأمر.

 

5- اقضِ وقتاً مع العائلة والأصدقاء

 

إذا فارق شخص عزيز عليك الحياة، فسيكون الحزن جماعياً حيث سيجتمع أقرباء الراحل وأصدقاؤه محاولين تجاوز هذا الألم معاً. ستذكّرك مثل هذه العلاقات بأنك لست وحيداً وهناك من يشاطرك ألمك، كما ستساعدك على التعبير عن مشاعرك لأشخاص يفهمون تماماً ما تشعر به، لأنهم يعيشون تلك الأحاسيس أيضاً حيث يمكنك القيام بما يلي:

 

تحدّث عن قصص تمتلكها وتشاركتها مع الشخص الراحل.

 

عبّر عن مشاعرك بصدق حتى وإن آلمك التحدّث عنها.

 

تشارك مع عائلتك وأصدقائك وجبة طعام أو نشاطًا رياضيًا أو هواية كان الشخص الرّاحل يستمتع بها.

 

حاول بالتعاون مع عائلتك وأصدقائك القيام بعمل خيري إحياءً لذكرى المتوفى.

 

6- اعتني بصحتك

 

هنالك علاقة وطيدة بين الصحة الجسدية والصحّة العقلية، ممّا يعني أنّ تراجعًا في أحدهما سيؤدي إلى تراجع في الآخر. مهما كنت حزينًا على موت شخص عزيز عليك، احرص على تناول وجبات صحية، القيام بالتمارين الرياضية والحصول على قسط كاف من النوم، حتى وإن لم تراودك الرغبة في القيام بأي من الأمور السابقة. صحيح أنّ القيام ببعض التمارين الرياضية قد لا يبدو أمرًا مناسبًا في مثل هذا الوقت، لكنه مع ذلك وسيلة جيدة لتشغل عقلك وتنسى أمر الفقدان لبعض الوقت.

في الأخير لابدّ من التأكيد مجدّدًا أنه لا وجود لطريقة صحيحة للحزن أو التعامل مع موت شخص عزيز. البعض قد يلجأ للبكاء الحادّ في حين يفضّل البعض الآخر التزام الصمت. قد يلجأ أحدهم لإشغال نفسه بمختلف الأمور في الوقت الذي ينسحب شخص آخر من كلّ النشاطات الحياتية. لذا تذكّر دومًا أنّ لك الحقّ في تحديد ما تشعر به، وأنت وحدك من يقرّر الوقت المناسب للمضي قدمًا في حياتك. خذ وقتك لتجاوز حزنك، والأهم من ذلك كلّه، تقبّل مشاعرك كيفما كانت بعيداً عن الأحكام وجلد الذات. فتقبّل الأحاسيس هو أوّل خطوات التعافي والشفاء من الألم.

 

 

المصدر:

مواقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock