(أمة اقرأ) تجمع ٢٠ مليون درهم تكفي لطباعة مليوني كتاب
بلغت حصيلة حملة «أمة تقرأ» من التبرعات نحو 20 مليون درهم، تكفي لطباعة مليوني كتاب، وفق الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي العطاء، طارق القرق، الذي دعا الأفراد والمؤسسات إلى الإسهام في الحملة لاستكمال المبلغ المتبقي لبلوغ المستهدف بجمع 50 مليون درهم لطباعة خمسة ملايين كتاب، وتأسيس 2000 مكتبة في دول العالم الإسلامي، ودعم البرامج التعليمية للمؤسسات الإنسانية.
وقال القرق لـ«الإمارات اليوم» إن الحملة ستتولى طباعة الكتب، وترجمتها إلى اللغة الخاصة بكل دولة يتم توزيع الكتب فيها، لتحقيق الاستفادة الأكبر من الحملة.
كما أكد كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي، الدكتور أحمد عبدالعزيز الحداد، أن التبرع لحملة «أمة تقرأ» بمثابة وقف خيري لصاحبه، داعياً الأفراد والمؤسسات إلى التبرع للحملة، لما في ذلك من خير عظيم للإنسان في كثير من دول العالم.
وقال الحداد لـ«الإمارات اليوم» إن «أمة تقرأ» حملة خيّرة تسهم في نشر المعرفة، وإخراج الناس من حيز الأمية التي هي معيبة في كثير من الأمم، مشيراً إلى أن الشريعة الإسلامية شريعة علم وهداية حيث كان الأمر الإلهي «اقرأ» أول تشريع فيها: «اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم»، وفي هذه الآيات من الدلائل الكثيرة على القراءة والكتابة والعلم مما لا يخفى، ولذلك كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يعبر عن نفسه ويقول: «إنما بعثت معلماً».
ولتحقيق هذه البعثة جعل كل وسيلة تنفع الناس من الصدقة الجارية التي يجري للإنسان أجرها ونفعها في حياته وبعد مماته، كما قال عليه الصلاة والسلام: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له»، فالصدقة الجارية بنشر العلم من أعظم الصدقات، وكذلك هي من العلم الذي ينتفع به، فمن يُرِد الخير لنفسه بهذه الصدقة الجارية فليسهم في هذه الحملة، وإذا كانت هذه الحملة محددة بوقت فإن الذي ينبغي للموفق أن يبادر للمسارعة فيها حتى لا يفوته خير كثير بفواتها، لاسيما في شهر رمضان المبارك الذي تتضاعف فيه الحسنات ويتنافس فيه المتنافسون.
ودعا المؤسسات الحكومية والخاصة وأفراد المجتمع كافة، إلى القيام بدورهم المجتمعي والحضاري، الذي يمثل الوجه المشرق لدولة الإمارات، والمشاركة في الحملة لاستكمال المبلغ المستهدف، قبل نهاية الموعد المحدد في «يوم زايد الإنساني»، الذي يوافق 19 من رمضان.
وأوضح القرق أن حملة «أمة تقرأ» تعد أكبر حملة رمضانية معرفية لجمع التبرعات بهدف توفير خمسة ملايين كتاب من دولة الإمارات إلى العالم، وأطلقت الحملة في إطار توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومن قبل مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وبالشراكة مع مؤسسة دبي العطاء، و«الهلال الأحمر الإماراتي» و«المدينة الإنسانية الدولية».
وتابع أن الحملة تأتي بعد طرح قانون القراءة الوطني للدولة في شهر مايو الماضي، حيث أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن الدولة «ستصبح رائدة في المنطقة في إصدار قانون لتشجيع ودعم القراءة».
وذكر القرق أن جمع التبرعات الخاصة بالحملة يتم عبر طريقتين، الأولى تبرع الأفراد والمؤسسات بمبالغ مالية لطباعة كتب جديدة، وتقدر كلفة طباعة الكتاب الواحد بـ10 دراهم، فيما تتمثل الطريقة الثانية في تبرع طلاب المدارس، وأفراد المجتمع بالكتب المستعملة في جميع أنحاء الدولة.
وأشار إلى أن الحملة وضعت خطة لتوزيع خمسة ملايين كتاب، من بينها دعم مخيمات اللاجئين بمليوني كتاب، وتجهيز مكتبات في 2000 مدرسة في العالم العربي والإسلامي، وإمدادها بمليوني كتاب، فيما سيتم دعم البرامج التعليمية التي تقوم بها المؤسسات الإنسانية الإماراتية في العالم العربي والإسلامي بمليون كتاب.
ولفت إلى أن الحملة تتم بقيادة مؤسسة دبي العطاء، بالشراكة مع مؤسسات أخرى تندرج تحت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بالإضافة إلى «الهلال الأحمر الإماراتي»، وتتولى «دبي العطاء» مهمة جمع الكتب المستعملة وجمع التبرعات محلياً، كما أنها ستتولى طباعة ونشر الكتب وتجهيز المكتبات في البلدان النامية.
وأضاف القرق أن الحملة شهدت فعاليات عدة، منها مشاركة المدارس، من خلال جمع الكتب المستعملة من الطلاب، إضافة إلى إنشاء منصات تفاعلية في خمسة مراكز تسوق في جميع أنحاء الدولة، تعمل طيلة فترة الحملة، لتزويد الزوار بفرصة للتبرع بالمال ورفع مستوى الوعي حول الحملة، كذلك إتاحة الفرصة لمن يرغب من أفراد المجتمع في كتابة إهداءات شخصية للأطفال المستفيدين في مخيمات اللاجئين والدول المحتاجة ما يعزز مشاعر التعاطف والتعاضد والعطاء.