كتاب أكاديميا

ماجد أبورمية يكتب : التعليم في الكويت أزمات لا تنتهي

بقلم: ماجد أبورمية
عندما تريد أن تقيم أي دولة في العالم فانظر أولا إلى مستوى التعليم فيها، فإذا كان على ما يرام فاعلم أنها تسير إلى الأمام.

ونحن في الكويت مع شديد الأسف نعاني عدة اختلالات في العملية التعليمية ككل من أبرزها مناهج تعتمد على أسلوب الحشو ولا تواكب متطلبات العصر. كما أن اجر المعلم لا يعادل نهائيا ما يبذله من مجهود. كما أن تدني راتب المعلم يضعه في مكانة اجتماعية غير لائقة، ولهذا لابد ألا يقل راتب المعلم عن راتب المهندس أو الطبيب لأن المعلم يربي الأجيال وتعد مهنته من اهم المهن، والمطلوب كذلك رفع نسب القبول بكليات التربية ليكون لدينا المعلم القادر على العطاء بكل كفاءة واقتدار لأن من يدخل كلية التربية عن اقتناع بمجموعه العالي من الطبيعي انه يؤمن برسالة التعليم ومن ثم سيبدع فيها، أما من يدخلها اضطرارا لتدني مجموعه فهو لن يعطي هذه المهنة ما تستحقها لأنه لم يدخلها عن اقتناع. وهذا الكلام يجرنا لمشكلة أخرى تطل علينا سنويا، وهي عدم استطاعة جامعة الكويت استيعاب كافة مخرجات الثانوية العامة من المواطنين. نحن بالطبع ندرك ضيق السعة المكانية المحدودة للجامعة ولكن ما نود ذكره هنا للحكومة أين هي من جامعة الشدادية التي مازالت تبنى رغم مرور الكثير من السنوات وكلما اقترب الانتهاء وقعت الحرائق حتى لا يخرج هذا المشروع للنور.
وكل ما نخشاه ان يكون الهدف من عرقلة مشروع جامعة الشدادية يصب في صالح الجامعات الخاصة. خاصة ان هناك تصريحات من الحكومة خرجت منذ فترة تفيد بأنها ستتوجه للابتعاث الداخلي بمعنى أن تدفع الحكومة بطلابنا للجامعات الخاصة المحلية بدلا من إرسال أولادنا للتعليم في الخارج.
ومن الطبيعي أن الجامعة ستتكفل بكل نفقات اولادنا بالجامعات الخاصة، ونحن هنا لا نحاكم النوايا ولا نتهم أحدا بالفساد بل نحكم على التصرفات، فتلك الإنفاقات التي تريد ان تنفقها الحكومة للجامعات الخاصة دون مبرر تثبت عكس ما تدعيه من شح مواردها عقب انهيار سعر النفط.
وفي الأخير من حقنا أن نسأل الحكومة: هل يجوز ان تقوم الدولة ببناء الجامعات للدول المحتاجة وفي الوقت نفسه تعجز عن استيعاب أولادها في جامعتها اليتيمة؟
[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock