د.خالد العازمي لـ”أكاديميا”: خريجي التربية الفنية بصماتهم واضحة في جميع مؤسسات الدولة
التربية الفنية من الأقسام التي تعبر عن الحياة بكل أبعادها.. وملكة التعبير في الإنسان
خاص | أكاديميا
يعتبر قسم التربية الفنية من الأقسام التي تعبر عن الحياة بكل أبعادها وملكة التعبير في الإنسان، هي الحياة ويتخذ هذا التعبير شتى الأنواع وشتى المستويات ابتداءً من العمل اليدوي إلى أعلى المهارات الإبداعية، لذا فالتربية الفنية تقوم بترقية العقول والأحاسيس لدى الطلبة والطالبات وتدعيم القيم المرتبطة بالذوق العام وتهذيب النفس وحب العمل.
التربية والفنية هي تعديل لسلوك الطالب أو إضافة سلوك من خلال قيامه بممارسة نشاط فني مثل: الرسم والتصوير والتشكيل وغيرها من مجالات الفن، والتربية الفنية مجال خصب للمتعلم لتفريغ طاقاته وتلبية رغباته عن طريق ممارسة النشاط الفني من رسم وتشكيل ونحت.
“أكاديميا” التقت الأستاذ المساعد في قسم التربية الفنية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور خالد الهيلم العازمي وحاورته للتعرف منه على أهم ما يميز الأشغال المعادن والدراسة بالقسم، فإلى التفاصيل:
• في البداية عرفنا بقسم التربية الفنية؟
– إن قسم التربية الفنية يعد واحد من أهم الأقسام العلمية في كلية التربية الأساسية، ولقد وجد بغرض إعداد معلم التربية الفنية القادر على التدريس في مراحل التعليم العام بالدرجة الأولى، وبداية العمل كان الخريجي يتجهون إلى التدريس حسب مطالبات سوق العمل إلى أنه وبسبب وفرة المعلمين في مجال التدريس ومع تطور البرامج الدراسية وتطور أهداف كلية التربية الأساسية أصبح يمكن للطالب بأن يلجأ إلى أي جهة عمل أخرى غير وزارة التربية، فأصبح لدينا خريجين في مختلف الأماكن والوزرات والمصالح الحكومية، ومنها في المجلس الوطني للثقافة والفنون ووزارة الإعلام، وهناك زملاء يعملون من خريجي الكلية في المسرح وهناك من اتجه إلى أعمال خاصة.
• ماذا عن أهداف قسم التربية الفنية؟
– من أهم الأهداف التعريف بالقيم الجمالية والفنية لمكونات البيئة والحرف الشعبية والعمل على تطويرها بأفكار ابتكارية وفقاً لقدرات المتعلمين، والتعرف على خامات البيئة وعلاقتها بأساليب التنفيذ في الفنون التشكيلية والعمل على ترشيد استهلاكها، وتنمية قدرات الطلاب على الذوق الفني للقيم الجمالية وتعودهم على إبداء الرأي، بالإضافة إلى تنمية الناحية العاطفية والوجدانية عن طريق مزاولة العمل الفني الذي يساعد على رفاهة الحس والتكيف مع البيئة المحيطة، وتدريب الحواس على الاستخدام غير المحدود والاتجاه للابتكار والإبداع.
والعمل من أجل العمل وهو اكتساب الفائدة من تحقيق قيمة العمل التربوي والعمل على تنميته، وإكساب الطلاب القدرة على سرعة الملاحظة والتمييز والإتقان، وإكساب المتعلمين ثقافة متنوعة عن طريق التعرف بالقيم التشكيلية العالمية، واكتشاف الطلبة الموهوبين فنياً ورعايتهم، والمشاركة في تجميل البيئة والمجتمع، وتعويد الطلاب على العمل بالخامات المختلفة والتركيز على خامات البيئة لربط الطالب ببيئته ووطنه، وكذلك استثمار أوقات الفراغ في إنتاج الأعمال الفنية المختلفة.
• ماذا عن الإقبال على القسم؟
– بالنسبة لتوافد الطلبة للدراسة فإن القسم ينمي القدرات الابتكارية والابداعية للطالب، وهو ليس بقسم ثانوي، بل إنه من الأقسام الأساسية والحيوية، لأن من أهداف القسم هو تنمية التفكير الابتكاري وتنمية التفكير الإبداعي والتي تحتاج إلى خامة معينة لديها معايير وقدرات خاصة، والتي تحتاج إلى تنمية وتطوير في المستقبل فقط لإخراج الفن والإبداع الذي يتأمله الناس، وهذا يحتاج من الطالب أن يكون عنده مخزون معرفي وبصري ولديه معلومات ومهارات تساعده على الابتكار.
• ما هي معايير اختيار الطالب للدراسة في التربية الفنية؟
– قسم التربية الفنية من الأقسام التي تطلب اجتياز اختبار القدرات للدراسة فيها، وينقسم اختبار القدرات إلى جزئين الأول منهما: عمل رسم ذات طبيعة صامتة ويقيس لدى الطالب قدراته على نقل الأشكال الموجودة أمامه على اللوحة، كما يقيس مدى نقل هذا الشكل بالنسب المتوازية مع الأشكال المحددة حوله على أن يرعى خلالها الأبعاد والمسافات لتلك الأشكال.
كما أنه يقيس أيضاً مدى قدرة الطالب على اتخاذ الأشكال وارتباطها ببعض ووحدة العناصر، وإمكانية الطالب في تحقيق التجسيم للأشكال المرسومة.
– أما الجزء الثاني من الاختبار فهو عبارة عن سؤال تصميم شعار أو بوستر معين ينقل فيه رسالة معبرة وواضحة، وهذا الاختبار يقيس عند الطالب قدرته في طرح الأفكار واختيار أنسبها للموضوع المراد التعبير عنه في اللوغو أو البوستر، كما أن هناك معايير لاختيار البوستر وهي التضاد اللوني لنقل الرسالة واختيار حجم الخطوط والألوان الموجودة على البوستر، بالإضافة إلى قدرته على التلوين، واختياره لعناصر البوستر والأشكال، وكل هذه المعايير تأخذ بعين الاعتبار أثناء تصحيح اختبار القدرات لدى الطالب، وتجمع درجات الاختبار قياس مدى قدراته للدراسة في القسم.
• ما أهم المعوقات التي تواجهكم في عملكم؟
الحمد لله أنا شخصياً لا أحبذ كلمة معوقات بل أنها تحديات ومن الممكن أن تواجه أي قسم، ونحن نتغلب عليها بتعاون جميع الأساتذة وتضافر جهود الجميع وإدارة الهيئة معنا، ومن أهمها احتياج القسم لأجهزة ومعدات خاصة في ظل زيادة أعداد القبول عام بعد آخر، كما أن القسم أيضاً في حاجة تعيينات جديدة من الأساتذة خاصة وأن القسم يستعين بما يقارب 10 منتدبين من الخارج.
• وماذا عن أشغال المعادن المستخدمة في الأشكال الفنية؟
– تعتبر الأشغال المعدنية التي يقدمها قسم التربية الفنية ضمن مقرراته من المواد المهمومة بعصرنا التراث القديم ليواكب الفكر الإنساني المتجدد والمتطور في عصرنا الحديث، كما أن هذه المادة تتعامل مع مجموعة من الخامات المتنوعة والتي تتيح للطالب الدراسي منطلقاً إبداعياً جديداً في تنفيذ أعماله ولوحاته ومجسماته، كما تستخدم المعادن والخامات ويسهل تشكيلها واستخدامها ومنها النحاس والرصاص وغيرها من المعادن المتآلفة لتشكيل لوحة فنية كلها مستوحاة من التراث الشعبي الكويتي، وتجلت فيها بوضوح الأبواب المعدنية القديمة وبعض الرموز الشعبية القديمة والمخطوطات والخامات المستخدمة في تنفيذ هذه الأعمال عبارة عن مجموعة من الخامات المتآلفة والمنسجمة مع بعضها، وهذه الخامات بترابطها تدخل نطاق الكل لتنتج لنا عملاً فنيا متكاملاً فهناك مثلاً خامات المعادن والخشب والأحجار الطبيعية والفسيفساء ممكن أن تشترك في عمل فني متكامل ولا نستطيع فصل خامة عن أخرى، ومعنى ذلك أن مادة الأشغال المعدنية هي الوحيدة التي يمكن أن تستخدم كل الخامات في عمل واحد وهذا في حد ذاته نوع من أنواع الإبداع.
• ما الذي يكتسبه الطالب أثناء الدراسة بالقسم؟
– تعد الرؤية الفنية من أهم المحاور ويمثل روية الطالب للأشياء الواقعية وتفصيله وينمي لدية التحكم في الرسم ورؤية المنظور النسبي الثابت بين الأشياء وموضوعات الرؤية الفنية تكون لطلاب الابتدائية العليا والإعدادية يرسمون الطبيعة أو طبيعة صامتة أو دراسة لأي أداة من أدواتهم مثل المقلمات والمساطر وأدواته المدرسية، أما طلاب الثالث الإعدادي وطلاب الثانية فيعطون موضوعات مثل دراسة ورقة نبات أو ريشة طائر أو قطعة حجر أو طبيعة صامتة وغيرها.
التعبير الحر: كذلك هذا المحور مهم لدى الطلاب لأنه يطلق خيال الطالب وإبداعه لدى أي موضوع يطرح للرسم فهناك طلاب ذو أسلوب واقعي وهناك طلاب ذو أسلوب ذاتي، لكن في النهاية كل واحد يعبر عن الموضوع المطروح ويعتمد هذا المحور على قوة خطوط الرسم وتعبير الألوان ومن موضوعات هذا المحور الأعياد الوطنية والطبيعة والتراث وموضوعات المسابقات الفنية.
التصميم الابتكاري: هذا المحور لا تقل أهميته عن المحورين السابقين فهو يعلم الطالب أساسيات التصميم فكل شيء حولنا بمرحلة تخطيط وتصميم مبدئي على ورقة ثم أصبح بالصورة النهائية، ويعتمد التصميم أساساً على الأدوات الهندسية فموضوعات التصميم كثيرة ونشطة للطالب كتصميم غلاف كتاب أو بطاقة تهنئة أو شعار للمدرسة أو للمعرض أو إعلان سياحي أو لمنتوجات تجارية أو سجادة عن طريق تكرار وحدة زخرفية ويجب أن يتناسب الموضوع مع عمر الطالب حيث السهولة والتبسيط وغيرها من الموضوعات.
التشكيل الفني: وهو محور مهم جداً لكونه يكمل المحاور السابقة ودروس هذا المحور تكون باستغلال الخامات المختلفة من البيئة أو الخامات المستهلكة وغيرها لعمل أشكال فنية يمكن أن تكون لها قيمة وظيفية أو جمالية، وفي هذا المحور نحاول إشغال خيال وفكر الطالب لعملية التوليف بالخامات والمعالجات المختلفة لنكون عمل فني جيد باستخدام أبسط الأشياء ويجب أن يراعى عمر الطالب وكمثال على موضوعات التشكيل استغلال خامات الكرتون ونشارة الخشب وسعف المخيل لعمل مجسمات مثل منزل مسجد قلعة وغيرها.
• ما مجالات خريج قسم التربية الفنية؟
– يمنح الخريج شهادة جامعية في أحد التخصصات المهنية والحرفية في مجالات الفنون التشكيلية المختلفة التي تؤهلهم للعمل في العديد من المؤسسات والشركات في سوق العمل المحلي، وإعداد خريج واعي لتطور الفكر الإبداعي وذو شخصية متمكنة مهارياً في عدد من المجالات الفنية تغطي جوانب مهنية يستفاد منها في مجالات متعددة في سوق العمل المحلي، وإعداد مربي معلم قادر على قيادة التعليم في المراحل التعليمية المختلفة بكفاءة تربوية عالية مبنية على التدريب المهني الحرفي للتعليم والقادر على العطاء المبني على المعلومات والثقافة والمعرفة التي تؤهله أن يكون معلم.
• ماذا عن المشاريع المستقبلية؟
– قسم التربية الفنية رائد في الأعمال الفنية ولديه القدرة والإمكانات والتطلعات نحو التطوير لضم العديد من التخصصات الفنية، حتى فهو بمثابة كلية ككليات الفنون الجميلة، والتربية الفنية وغيرها من الكليات الممثلة في الجامعات العربية.