نوال الكندري : طلبة في الجامعة مثقفون في التكنولوجيا أكثر من بعض الأساتذة !
ما يبعث على السرور أن نجد في كل عام زيادة في عدد المشاركات في المناظراتهذا الجيل من الطلبة سيكون متميزاً وسنراه مع مر السنوات يخدم المجتمع في أفضل المراكز وبكفاءة عاليةلغة الحوار وطريقة الإنصات تحسّنت كثيراً وتميز الطلبة بالمهارة في أسلوبهم من خلال التحدث مع الفرق الأخرىيحز في الخاطر أن نجد طلبة يصحّحون للدكاترة كلماتهم ومعلوماتهمبينت رئيسة اللجنة العليا لمناظرات جامعة الكويت الدكتورة نوال الكندري، أن «اهتمام الجامعة في عمل المناظرات الطلابية يهدف إلى صقل مواهب الطلبة، وتنمية ثقافتهم مع التركيز على إتقانهم لفن الحوار والإنصات والتحدث بطلاقة، والتعامل مع الرأي الآخر وتقبله بكل مرونة واحترام»، مشيرة الى أن «المسابقة حققت أهدافها على أرض الواقع من خلال ملاحظتها في كل عام وجود فرق واضح في مدى الاستفادة منها بين الجموع الطلابية، وتغير في مهارات الطلبة وتطلعاتهم وإطلاعهم الكبير على البحث في المجالات الأخرى في التخصصات المختلفة، وبدأنا نرى اهتماماً منهم في تثقيف أنفسهم في المجالات التي تخص المجتمع والرأي العام والقضايا المطروحة في الساحة المحلية في الكويت»، مشيرة إلى أن «هذا الجيل من الطلبة سيكون جيلاً متميزاً وسنراه مع مرّ السنوات يخدم المجتمع في أفضل المراكز وبكفاءة عالية».ودعت الكندري في لقاء مع «الراي» إلى ضرورة أن يغير بعض الأساتذة من طريقة تدريسهم لتتواكب مع التقدم التكنولوجي في التعليم، معربة عن أسفها من وجود بعض الأساتذة الذين لا يهتمون باستخدام التكنولوجيا وعادة ما تكون طريقة التدريس لديهم جداً قديمة وأحياناً ما تكون معلوماتهم أيضاً قديمة، حتى باتت ثقافة بعض الطلبة أعلى من الأستاذ نفسه، وهذا الشيء «يحز في الخاطر» في أن نجد طلبة يصححون لبعض الدكاترة كلماتهم ومعلوماتهم، ونرى هؤلاء الطلبة يجتهدون ويبحثون عن المعلومة والاستفادة من التكنولوجيا بشكل أكبر من بعض الدكاترة الذين أهملوا هذا الجانب بسبب أن «ما لهم خلق»… والى نص اللقاء:• ما الهدف الأساسي الذي أردتم تحقيقه من خلال تنظيم مسابقة المناظرات في جامعة الكويت؟– هدفنا من خلال هذه المناظرات إلى صقل مواهب الطلبة، وتنمية ثقافتهم مع التركيز على إتقانهم لفن الحوار والإنصات والتحدث بطلاقة، والتعامل مع الرأي الآخر وتقبله بكل مرونة واحترام.وما يثلج الصدر أن لدينا طلبة متميزين، ونحاول أن نكسبهم خبرات، لنصنع منهم كفاءات تخدم المجتمع.• هل لمستم أثر تحقيق النجاح على الطلبة في عمل هذه المناظرات؟– لمسنا هذا الأثر بشكل كبير، وبتنا نرى في كل عام وجود فرق واضح في الاستفادة من هذه المناظرات بين الجموع الطلابية، وتغير في مهارات الطلبة وتطلعاتهم وإطلاعهم على المجالات الأخرى في التخصصات المختلفة، وبدأنا نرى اهتماماً منهم في تثقيف أنفسهم في المجالات التي تخص المجتمع والرأي العام والقضايا المطروحة في الساحة المحلية في الكويت، حيث إن أغلب القضايا التي تطرح في المناظرات هي القضايا الساخنة في الساحة المحلية، فتجدهم يهتمون بهذه القضايا قانونياً ودستورياً حتى وإن كانت تخصصاتهم بعيدة عن هذا المجال كما حدث في مناظرات القانون الدستوري والتي فاز بها فريق طالبات من كلية العلوم الاجتماعية.كما أننا وجدنا أن لغة الحوار وطريقة الإنصات تحسنت كثيراً، وتميزهم بالمهارة في أسلوبهم من خلال التحدث مع الفرق الأخرى.هذا الجيل سيتميز وسترونه مع مر السنوات يخدم المجتمع بأفضل المراكز وبكفاءة عالية، ونحن دائماً ما نقول للطلبة أنهم جيل المستقبل وبرلمان الكويت، فالجامعة لا تخرج طلبة فقط بل متحدثين وقادرين على المناقشة العقلانية في مختلف المجالات.• هل وجدتم أن هناك ضرورة لتعميم تدريس المنطق والتفكير النقدي في مختلف الكليات؟– مثل هذه المواد موجودة في الجامعة وهي تتبع كلية الآداب أو العلوم الاجتماعية ومن يريدها يأخذها اختياريا، وهذه ميول شخصية بالنسبة للطالب.• لماذا لا تعملون دورات في التفكير النقدي؟– فكرة جداً جميلة، لكننا نحاول أن نزود الطلبة في دورات، وهي بمثابة مناظرات مصغرة فيها ورش تشمل جميع الطلبة، نقوم بعملها قبل المناظرات بفترة طويلة حتى يتمكن الطلبة من التهيؤ الجيد، كما نقوم بعمل ورش للمدربين لتدريب الفرق، وأيضاً ورش أخرى للمحكمين، ففي كل عام نحاول أن نجدد ونثقف المحكمين حتى لا يظلم أحد.• هل لك أن تحدثينا عن كيفية اختيار الفرق وطبيعة عمل المناظرات؟– نحن لدينا مسابقتان للمناظرات إحداهما على مستوى جامعة الكويت وأخرى على مستوى الجامعات الكويتية، ففي البداية نقوم بإرسال تعميم إلى مختلف الكليات للمشاركة بمسابقة المناظرات، وتقوم الإدارات بتجميع الفرق أو من خلال اجتهاد الطلبة، حيث يتكون الفريق من 4 طلاب، 3 أساسيين وواحد احتياط بالإضافة إلى المدرب، وتكون بعد ذلك ورش إلزامية للمشاركين، علماً بأنه من المسموح للفرق المشاركة في المسابقات السابقة، المشاركة مجدداً في المنافسات القادمة.أما بالنسبة للقضايا التي يتم التناظر على أساسها فهي قضايا يتم اختيارها بشكل سري، وتعرض في المسابقة في أول 20 دقيقة، وغالباً ما تكون مواضيع ساخنة تطرح في الساحة المحلية مثل قانون التجنيس وقانون منع الاختلاط، ونحاول دائماً ألا نتطرق في الأمور الدينية، بل يكون اهتمامنا في مواضيع قانونية وسياسية.ونحن الآن نعمل على تهيئة طلبة الثانوية، حيث يوجد لدينا تعاون مشترك مع وزارة التربية في تهيئة طلبة الثانوية كي يشاركوا في دوري المناظرات في الجامعة في حال دخولهم الحياة الجامعية ليكونوا على مستوى وكفاءة أفضل، وقد قمنا بعمل مسابقات وورش، وحقق 3 طلاب كويتيين جائزة أفضل متحدثين في مسابقة أقيمت في قطر.• ذكرتِ في أحد تصريحاتك ضرورة تغيير الاساتذة لطريقة تدريسهم… ماذا كنت تقصدين من ذلك؟– العالم من حولنا يتطور في كل يوم، وفي طريقة التدريس نرى أن هناك تطورا وتقدما والتوجه هو الذهاب إلى تحقيق الأفضل، لكن نجد أن طريقة التدريس لدى بعض الدكاترة جداً قديمة وأحياناً ما تكون معلوماتهم قديمة، حتى الدكاترة يحتاجون إلى تثقيف وتطوير في المعلومات، وأصبح بعض الطلبة ثقافتهم أكثر من الأستاذ نفسه، وهذا الشيء «يحز في الخاطر» أن نجد طلبة يصححون للدكاترة كلماتهم ومعلوماتهم، إننا نرى اليوم هؤلاء الطلبة يجتهدون ويبحثون عن المعلومة والاستفادة من التكنولوجيا بشكل أكبر من بعض الدكاترة الذين أهملوا هذا الجانب بسبب أن «ما لهم خلق».فاليوم نجد أن المحاضرة تفتقد إلى تطور التعليم، وهي بالتالي بحاجة إلى إدخال برامج وأنشطة لتكون أكثر تفاعلاً، وليتحول الطالب في نشاطه كالنحلة، عليه الاهتمام في الاستخدام الإيجابي لوسائل التواصل وطرق التعليم الحديثة والاكتساب منها.• ما هي تطلعاتكم المستقبلية؟– لقد حاول جاهداً العميد السابق لشؤون الطلبة في الجامعة الدكتور عبدالرحيم ذياب أن يفتتح مركزاً للمناظرات في الجامعة، وهو مركز متكامل تابع للعمادة يستقصد تنظيم كل الأنشطة المتعلقة بالمناظرات من خلال تنظيم ورش لتعليم فن المناظرات وتدريب المدربين والمحكمين.ولله الحمد إجراءات إنشاء هذا المركز تسير كما ينبغي وقد تم التوقيع عليه، ونحن بانتظار إنشائه قريباً، علماً بأن هذا لن يعطل عمل المناظرات خلال الفترة الحالية، بل نحن مستمرون في ذلك.• هل هناك ملاحظات ترغبين في توجيهها للطلبة المهتمين في فن المناظرات؟– مما يبعث على السرور أن نجد في كل عام زيادة في عدد المشاركات من قبل الطالبات، كما أن هناك مؤسسات تعليمية للتو أنشئت تريد أن تشارك في هذه المسابقات، وما يمكن أن نقوله للطلبة هو أن يهتموا أكثر في تثقيف أنفسهم وتزويدها بالمعلومات من خلال القراءة والاستماع، لأن هذه الثقافة تمثل ذخيرة وثروة لهم ستبقى مدى حياتهم.