لا بعثات داخلية من دون اختبار قدرات موحّد | كتب: بدر البحر
نشرت جامعة مرمرة التركية في مطلع هذا الشهر بياناً مفصّلاً بالأدلة، ردت فيه على الاتهامات الزائفة التي طالت الرئيس أردوغان بتزوير شهادته البكالوريوس، اتهامات من غير أي سند قانوني أو رسمي أو تاريخي، حيث أفادت الجامعة بأنه تخرج بجدارة في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية.
ما يهمنا في هذا البيان أنه أشار إلى جزئية أن أردوغان تمكّن من الفوز بمقعد في جامعة مرمرة بعد نجاحه في «امتحان القبول المشترك بين الجامعات التركية». وهنا تتجسّد المساواة في ذلك البلد منذ عقود مضت بين المتقدمين للدراسة الجامعية، بحيث لا يتسرّب للتعليم الجامعي الغشّاشون وأصحاب المستوى الرديء، فعندما لا تتوحد الاختبارات يستطيع الغشّاشون والضعفاء أن يتسللوا إلى الجامعات التجارية التي تستقطب الطلبة لمجرد الحصول على الأموال، من خلال اختبارات قدرات شكلية، تماماً كما وصف لي أحد أولياء الأمور الأسبوع الماضي الغش ورداءة وسهولة اختبار القدرات التي اجتازها ابنه في إحدى الجامعات الخاصة التي تنشر إعلانتها على صفحة كاملة بالجرائد بين الحين والآخر! مقارنة باختبارات جامعة الكويت، التي لم يستطع ابنه اجتيازها.
نقول هذا بعد انكشاف فضيحة تسرب الاختبارات وأجوبتها التي انتشرت عبر وسائل التواصل، ووصلت إلينا، كما وصلت إلى عشرات الآلاف من الطلبة، التي أكدها أساتذة عدة عبر حساباتهم الشخصية، وكذلك الدراسة التي أعدها نائب مدير جامعة الكويت للتخطيط الاستراتيجي د.عماد خورشيد، حيث كشفت اختبارات القدرات الأكاديمية تعثر المتفوقين في الثانوية، باعتباره دليلاً واضحاً على تفشّي الغش.
إنه ليحزننا أن نرى دولاً، نصفها ونصف أنظمتها بالمارقة، كالنظام السوري، يلقي أمنها الجنائي القبض على مديري صفحات إلكترونية سربت نماذج الاختبارات، وفي مصر احتمال إقالة وزير التربية ودعوة الشباب للتظاهرات، بسبب تسرب الامتحانات، وفي الجزائر تكاد تسقط الحكومة، ونحن هنا وبعض المسؤولين يفتخرون بالنتائج ويهنئون، والأهالي يفرحون بغش أبنائهم، وكأن التسريبات المعلنة لا تعني أحداً!
نحن إذ نعد العدة لمواجهة كارثة تسرب الاختبارات بالطرق القانونية، فإننا نطالب بتوحيد اختبارات القدرات لجميع الجامعات الخاصة التي منحتها الدولة بعثات داخلية بإشراف أكاديمي من جامعة الكويت، بحيث يمنع منح بعثات داخلية لأي جامعة خاصة، ما لم تلتزم باختبار القدرات الموحّد.
* * *
إن أصبت، فمن الله. وإن أخطأت، فمن نفسي والشيطان.
بدر خالد البحر
المصدر: القبس