صيام اللاعبين المسلمين بأوروبا .. حق منقوص خلال “اليورو”
تحل بطولة كأس الأمم الأوروبية “يورو 2016” التي تنطلق الجمعة 9 يونيو/حزيران، بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، وهو ما يشكل تحدياً للاعبين المسلمين في المنتخبات الأوروبية.
نجوم الكرة العالمية المسلمون منهم من يحاول صيام الشهر كاملاً، وبعضهم الآخر يحاول قضاءه فيما بعد، وهذه ليست المرة الأولى التي يتكرر فيها تزامن حلول رمضان مع البطولات العالمية الكروية الكبرى، فقد حدث ذلك في بطولة يورو 2012، وكأس عالم 2014 التي أقيمت في البرازيل، علماً أن رمضان الجاري سيكون الأطول منذ 33 عاماً.
وتُقام مباريات البطولة في فرنسا في الساعة الثالثة عصراً، والسادسة، والتاسعة مساءً، علماً بأن الإفطار في فرنسا يكون في التاسعة إلا خمس دقائق، وهو موعد أذان المغرب، وذلك يعني أن المباريات ستقام في وقت الصيام، وحتى المباراة الأخيرة ستنطلق بالتزامن مع موعد الإفطار، وهو ما سيصعب معه تناول الأطعمة قبل لحظات من بداية اللقاء.
وفي هذا الصدد خرجت فتاوى الإفطار؛ منها ما أباح الإفطار؛ عملاً بأن خوض المباراة يعتبر “واجباً وطنياً”، وأن اللاعب المفطر يمكنه التعويض في أيام أخرى، في حين قالت بعض الفتاوى الأخرى إن الأمر محسوم، وإنه لا يجوز تماماً الإفطار من أجل مباريات كرة القدم.
وفي السياق، أعلن الجهاز الفني للمنتخب الفرنسي عدم السماح للاعبيه بالصيام أثناء الشهر الفضيل، نظراً إلى المتطلبات البدنية لبطولة أوروبا.
ويعد المنتخب الفرنسي من أكثر المنتخبات الأوروبية التي تضمّ لاعبين مسلمين، إلا أنّ اللاعبين اتفقوا على عدم الامتناع عن الأكل أو الشرب خلال البطولة؛ لضمان عدم الهبوط في المستوى البدني، إذ يسعى “ديوك فرنسا” إلى إحراز لقب البطولة للمرة الأولى منذ العام 2000.
ومن المنتخبات الأخرى التي ستواجه هذه المعضلة يبرز المنتخبان الألباني والتركي، وقد أعلن المدرب الإيطالي جياني دي بياسي، المدير الفني للمنتخب الألباني، ترك الحرية للاعبين من أجل اتخاذ القرار.
ويعد النجم الألماني مسعود أوزيل، وهو من أصول تركية، من أبرز اللاعبين المشاركين في البطولة، وقد صرح أوزيل في تصريحات إعلامية أنه لن يصوم رمضان خلال اليورو، قائلاً: “الجو سيكون حاراً جداً، ولدينا تدريبات ومباريات قوية”.
بدوره أكد أردا توران نجم فريق برشلونة الإسباني ومنتخب تركيا “إصراره” على الصيام في شهر رمضان الكريم، وعدم الإفطار خلال البطولة.
أما لاعبا المنتخب البلجيكي مروان فلايني، وموسى دمبيلي، الثنائي المسلم، فلم يعلنا حتى الآن قرارهما بشأن صيام رمضان من عدمه خلال مباريات أمم أوروبا.
وأكد أمير كويوفيتش مهاجم المنتخب السويدي لكرة القدم أنه سيؤجل صيامه في شهر رمضان إلى ما بعد نهاية “يورو 2016″، مبيناً: “عندما أعود إلى السويد سوف أستأنف الصوم”.
وكانت دراسات طبية بخصوص تأثير الصيام في اللاعبين من الناحيتين البدنية والصحية، تباينت حول النتائج النهائية، فهناك من أكد بأن تأثير الصيام في لاعبي كرة القدم يكون أقل من التأثير في رياضيين آخرين، في حين دعت أخرى إلى ضرورة استغلال اللاعبين لرخصة الإفطار تفادياً لخطر تأثر جسمهم كثيراً بالفقدان الكبير للمياه، ما قد يشكل خطراً على صحتهم، في وقت تختلف مواقف المدربين حول أداء فريضة الصيام.
الدكتور مايكل ديهوج، رئيس اللجنة الطبية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أعد دراسة حول صيام اللاعبين معتمداً على منتخب الجزائر الذي شارك في مونديال البرازيل 2014 الذي تزامن مع شهر رمضان كحالة دراسية.
وقال ديهوج لـ “رويترز”: “قمنا بعرض دراسة مهمة جداً مع اتحاد الكرة الجزائري حول الصيام، وكانت إيجابية جداً”.
وأضاف: “إذا كنت تقوم بالخطوات بذكاء فإنه من الممكن أن تتكيف سريعاً وتحافظ على قدر المياه في الجسم حتى موعد الإفطار؛ نظام تغذية سليم يجعل الجسم رطباً حتى يوم كامل”.
لكن ديهوج استدرك وقال: “لكن لو كنت مسؤولاً عن هؤلاء اللاعبين، لجعلتهم يستخدمون رخصة الإفطار لأنه من الأفضل الحفاظ على معدلات المياه في الجسم”.