كتاب أكاديميا

علي البغلي يكتب: أزمة التعليم العربي عابرة للقارات!


دراسة ألمانية نشرت حديثاً عن أزمة التعليم في العالم العربي أجراها معهد برلين لأبحاث السكان والتنمية.. وهي أزمة كما تقول الدراسة لا تمثل خطراً على دول المنطقة فحسب، ولكنها تشكّل تهديداً لأوروبا! وقد حدد الباحثون القائمون على الدراسة 3 عوامل خطيرة أساسية تؤدي إلى ذلك، بغض النظر عن الأزمات الحالية في المنطقة.. وتتمثل هذه العوامل في المحتويات التعليمية التي لا يتم إعدادها بناء على الاحتياجات الوظيفية، وفي الظروف السيئة لتأسيس شركات صغيرة ومتوسطة، وكذلك في انخفاض معدلات تشغيل النساء..
الدراسة تقول: إن توافر فرص حياتية للشباب في شمال أفريقيا والشرق الأوسط يعد أمراً ضرورياً من أجل الحد من احتمالية «نشوب نزاعات غير متوقعة»، وحذّروا من استمرار التصعيد في المنطقة، ومن ارتفاع أعداد اللاجئين، وكذلك من انتقال النزاعات الموجودة في المنطقة العربية إلى أوروبا حال عدم النجاح في توفير هذه الفرص.. كما أشارت الدراسة أيضاً إلى ارتفاع أعداد الأشخاص الذين بلغوا عمر التوظيف منذ أعوام كثيرة على نحو أكبر من عدد الوظائف المتوافرة، مضيفة أنه على الرغم من ارتفاع نسب التعليم في المنطقة أخيراً، فإن «جودة التعليم» لا تتوافق مع متطلبات القرن الواحد والعشرين إلا بشكل نادر للغاية».. انتهى.
ونحن نهدي هذه الدراسة لقياديينا في الميدان التعليمي والتخطيطي، لنقول لهم إن الكويت مشمولة بهذه الدراسة على الرغم من غناها، ولكن الفساد المستشري في مفاصل الدولة بدأ يغزو التعليم منذ استيلاء القوى الأصولية على ذلك الجسد منذ سنوات! وعلى الرغم من تصريح واعتراف وزير التربية والتعليم د. بدر العيسى، مؤخراً، بأن الوزارة تمكنت من إزالة النهج الذي كان سائداً في العملية التعليمية خلال الفترة الماضية، ثم عاد وقرر بأن الوزارة لا تستطيع السيطرة على ما يطرحه المدرس في القاعات وغيرها، أو المخيمات الكشفية! معترفاً في الوقت نفسه بعدم تقبل المدرسين إدخال التقنيات الحديثة في التدريس.. وعلى ضغوط بعض أعضاء مجلس الأمة على الوزارة لتغيير سياستها للنهوض بالتعليم.. وعلى عدم تفهم مجلس الوزراء وقياديي الدولة الذين يتبع لهم الوزير، عن فصل الجامعات الحكومية على سبيل المثال!.
ونحن لا نلوم أشقاءنا في الإنسانية من الشعوب الأوروبية من التعبير عن خشيتهم من انتقال بلاوي عملياتنا التعليمية المتخلفة إلى دولهم المتقدمة.. وخير مثال على ذلك عدد الشباب المتعلمين الذين انتقلوا بملء إرادتهم لحواضن الإرهاب والتشدد، كالقاعدة وداعش، من الكويت وباقي دول الخليج والعالم العربي.. فلو تلقى هؤلاء تعليماً يواكب العصر، لما انطلت عليهم ترهات التكفيرية الجهادية، وأعملوا في العالم كله، ابتداء من العالم العربي، تقتيلاً وتدميراً باسم الدين، والدين منهم براء.. فهذه اجتهادات فقهائهم المتزمتين التكفيريين، التي محت كل حسنات التعليم الذي نالوه في المدارس. ولا أدري إن كان علينا أن نحزن أو نفرح، فقد أصبحنا نصدر للعالم بالإضافة إلى البترول كل بلاوينا، وآخرها فشلنا في العملية التعليمية!.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

علي أحمد البغلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock