جوري العازمي… كفيفةٌ قهرت 16 ألف عربيّ في القراءة
قرأت 50 كتاباً وتأهلت للنهائيات العربية في مسابقة «تحدي القراءة»
«كفيفة» لم تمنعها اعاقتها البصرية من عشقها لقراءة الكتب منذ سنة السابعة، وخصوصا كتب الخيال العلمي والشعر، ولم تدرك يوما أنها ستحقق انجازا هو بحد ذاته يمكن ان يكون قصة من الخيال.
جوري محمد العازمي، فتاة تبلغ من العمر 15 ربيعا، استطاعت ان تتخطى إعاقتها، وتمكنت من تحقيق المركز الأول على مستوى الكويت بمسابقة «تحدي القراءة العربي»، متفوقة بذلك على 16 ألف طالب عربي مشارك، وذلك بقراءتها 50 كتاباً، وستمثل جوري التي تدرس في مدرسة النور للمكفوفين الكويت في نهائي المسابقة على مستوى الوطن العربي في شهر سبتمبر المقبل.
جوري، من خلال فوزها بهذه المسابقة والتي كان مشهد السجود فيها بعد اعلان النتيجة العلامة الفارقة بهذه الحدث استطاعت ان تحقق هدفين رئيسيين علاوة على رفع اسم الكويت عاليا هما التأكيد بأن الإعاقة لا تمثل عائقا في طريق الإنجاز والابداع، والهدف الآخر هو ان اصحاب الإعاقة يمكنهم ان يتفوقوا بأشواط كبيرة على أقرانهم الأصحاء، وتكون بذلك حققت ما لم يحققه المبصرون.
واكدت جوري لقاء اجرته «الراي» معها ان قضية عدم تكريمها من قبل المسؤولين في الدولة وعلى رأسهم وزير التربية على النجاح، مسألة ثانوية وخصوصا ان هدفها الرئيسي من وراء هذه المشاركة رفع اسم الكويت عاليا، «قد يكون التكريم شيئا مفرحا، ولكن ليس بالضروري، ويكفي ان اهل الكويت قدروني وقدروا هذا الإنجاز، وتكفيني التغريدات وتفاعل المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو امر ليس غريبا على اهل الكويت».
ولفتت إلى أنها تستعد حاليا لخوض التصفيات النهائية التي ستجري في دبي شهر سبتمبر المقبل، بمشاركة الطلبة الأوائل في كل الدول العربية، وانها تأمل ان تكمل دراستها في مجال العلوم السياسية لتعمل في وزارة الخارجية بهدف ان تساهم في ترك بصمة باسمة للكويت. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
• ما طبيعة مسابقة تحدي القراءة العربي؟ هذه المسابقة أكبر مشروع عربي أطلقه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي، عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة 50 مليون كتاب خلال كل عام دراسي.
• كيف كانت طبيعة المسابقة؟ يتنافس الطلبة فيما بينهم علي القراءة باللغة العربية، والمشاركون يتدرجون عبر خمس مراحل في هذه المنافسة تتضمن كل مرحلة قراءة 10 كتب وتلخيصها في جوازات التحدي، وبعد الانتهاء من القراءة والتلخيص، تبدأ مراحل التصفيات وفق معايير معتمدة، وتتم على مستوى المدارس والمناطق التعليمية ثم مستوى الأقطار العربية وصولاً للتصفيات النهائية والتي ستعقد في دبي.
• هل هناك تحديات واجهتها؟ المسابقة انطلقت في الكويت في شهر فبراير اي بعد 4 أشهر تقريبا من انطلاقها الفعلي، ولهذا كان التحدي الحقيقي بالنسبة للطلبة الكويتيين هو قراءة وتلخيص 50 كتابا خلال 3 أشهر فقط، وكان ذلك بالفعل بمثابة تحدٍ مع الذات من اجل إثبات القدرات الشخصية والذاتية.
• كيف كانت اجواء المناسبة؟ كان هناك تعاون فعلي بين الطلبة الكويتيين المشاركين، حيث كان الطلبة الذين وصلوا الى المراكز العشر الأولى كل منهم يتمنى فوز الاخر، ولاننسى ان المدرسة ايضا من جهتها قد خلقت وهيأت كل الأجواء المناسبة لنا من اجل الإبداع في هذه المسابقة.
• هل توقعت الفوز بالمركز الاول؟ لم أتوقع أبدا الفوز بالمركز الاول، وذلك ليس استهانة بقدراتي وإمكانياتي لان ثقتي بنفسي وبالله عزوجل كانت كبيرة جدا، ولا أستطيع ان اصف إحساسي بعد اعلان النتيجة لانها كانت بمثابة الصدمة التي لم استطع التفاعل والتعبير عنها الا بالسجود شكرًا لله عزوجل.
• الكثير يقول انك لم تأخذي حقك بالتكريم لهذا الانجاز من قبل الدولة بالشكل الصحيح؟ في البداية يجب ان يدرك الجميع ان هدفي بالمشاركة والفوز بهذه المسابقة ليس للحصول على التكريم، لانها قضية ثانوية سوف تمر مرور الكرام وتنتهي، ولكن هدفي الحقيقي هو تمثيل وطني الغالي والعزيز، لان الكويت فقط هي من تستحق وتستاهل ولست انا او غيري، لاننا مهما فعلنا وأنجزنا وعملنا لا نوفي حق الكويت علينا، مضيفة «انا لا اطلب التكريم من احد، لان التكريم الوحيد الذي حصلت عليه هو تكريم رب العالمين لي أن أفوز بالمركز الاول».
• ألا تعتقدين ان التكريم في النهاية مسألة معنوية مهمة لإعطاء المزيد من الدافع الإنجاز؟ نعم، قد يكون التكريم شيئا مفرحا ولكن ليس بالضروري، ويكفيني شرفا أني استطعت ان أرفع اسم الكويت عاليا، ويكفيني في المقابل ان يكون اهل الكويت قد قدروني وقدروا هذا الإنجاز، وتكفيني ايضا التغريدات وتفاعل المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو أمر ليس غريبا علي اهل الكويت.
• ما خطوتك التالية؟ حاليا انا استعد لخوض التصفيات النهائية التي ستجري في دبي شهر سبتمبر المقبل، وذلك بمشاركة الأوائل في كل الدول العربيّة، واعمل على التطوير الذاتي والمعلومات الاساسية من أجل ان آخذ الحذر وجميع الاحتياطات اللازمة لان نوعية الكتب والمنافسة التي ستجري لاتزال غير واضحة إلى الان وخصوصا ان القضية ليست مرتبطة بالقراءة والتلخيص وانما في كيفية تنمية المهارات والقدرات العلمية بشكل متنوع وكامل.
• طموحك المستقبلي؟ لقد قام والدي بتربيتي على حب وعشق الكويت، ونتيجة لهذا العشق الابدي اتمنى ان أكمل دراستي في تخصص العلوم السياسية من اجل ان اعمل في وزارة الخارجية بهدف ان اترك بصمة من اجل الكويت في المحافل الدولية، مضيفة «لاقصور بالعاملين في وزارة الخارجية الذين يمثلون الكويت خير تمثيل ولكن لايماني بان الكويت بحاجة دائما الى من يمثلها من الشباب في كل المحافل الدولية».
من اللقاء
كلمة عرفان
تقدمت العازمي بخالص الشكر والامتنان الى كل العاملين في مدرستها، مدرسة النور المشتركة بنات وعلى رأسهم المديرة بيبي الصايغ والمشرفة آلاء الكندري، واعربت عن شكرها للتنسيق والاهتمام الذي ابداه مدير إدارة مدارس التربية الخاصة عبدالله العجمي، قائلة «ما قصروا وكانوا خير عون وسند لي».
… وعتب
أكد محمد العازمي والد «جوري» أن التكريم قضية غير مهمة لابنته، لان الهدف من مشاركتها أن ترفع اسم الكويت عاليا، ولفت الى ان ابنته لم تتلق اي تهنئة او حتى اتصال من وزير التربية، مضيفا «من الأصول ان يكون هناك اهتمام وتكريم من الدولة لأبنائها المبدعين».