المكتبات المدرسية وعالم youtube
أرتقى العالم الحديث لمرحلة من التطور المذهل بفضل التكنولوجيا ووسائل التواصل والاتصال المختلفة الأمر الذي بدورة دفع الانسان الباحث عن المعرفة لايجاد سبل عملية لمواكبة هذا التطور المتسارع والمتغير في كل لحظة تمر من حياة هذا الانسان.
ولعل الشبكة العنكبوتية – الانترنت – احدى أهم وأبرز المنجزات الانسانية في تبادل المعلومات المتنوعة والمتباينة فمن خلال هذه الشبكة العالمية التي تضم ما يزيد عن سبع مليارات صفحة الكترونية استطاعت العديد من المحافل الأكاديمية – الجامعات – بإستغلال هذه الشبكة عبر تأسيس صفحاتها الالكترونية الخاصة بها لتعريف الجمهور المختلف المشارب والهويات المرتاد لهذه الصفحات بما تطرحه من علوم ومعارف وفنون.
ولم تكتفي هذه الجامعات والتي يصنف بعضها بالعريق بتأسيس صفحات تعريفية لها فقط انما تجردت تلك الأكاديميات من تقاليد طرح وتلقين المحاضرة والتي كانت تقتصر في القاعات والورش العملية التي تتبع المبني والمقر الأكاديمي وحسب بل أخذت تلك الجامعات بالتطور التقني بقيامها بتسجيل ونشر المحاضرات بالصوت والصورة عبر قنوات تابعة لموقع المشاهدة الشهير اليوتبوب “YouTube” لمؤسسه تشاد هيرلي والذي يحوي أكثر من خمسين لغة.
ولقد زادت أعداد الجامعات التي تتبنى فكرة القناة النقالة للمحاضرة عن طريق موقع المشاهدة اليوتبوب “YouTube” إلى أن بلغت 300 قناة جامعية تعليمية في الولايات المتحدة الامريكية فقط سواء كان طريقة النقل الحي (البث المباشر) على تلك القنوات أو المحاضرة المسجلة وخصصت تلك الجامعات عدد من العاملين فيها للإشراف على تلك القنوات.
إن استخدام الفيديو ضمن الفصول الدراسية وفي المنازل من شأنه زيادة الحافز على التعلّم لدى الطلبة , كما يساعد المعلمين أيضاً على التجاوب مع الأنواع المختلفة للأساليب التعليمية الحديثة حيث يعزز ويرفد المحتوى الذي يتمّ تدريسه , ناهيك على أن الجيل الجديد من المعلمين يشرك مقاطع الفيديو في مختلف المواضيع العلمية لتسهيل التلقين على الطلبة الذين سوف يحظون بفرصة التعلم والوصول إلى المحتوى التعليمي أينما كانوا ومن أي جهاز يختارونه , وخصوصا مع النمو الكبير الذي يشهده استخدام الهاتف الذكي.
أنني أدعو زملائي أمناء المكتبات المدرسية أو خلافها بتبني ” مباردتي ” المتمثلة بقيامهم بإنشاء مقاطع تعليمية داخل المكتبة تخدم المناهج وتساهم في التحصيل المعرفي لدى طالب المدرسة المعاصر عبر استغلال الكتب والمجلات المتوفرة داخل المكتبة وعرضها عبر موقع اليوتيوب بإعتبارهم جزءا هاما من المنظومة التعليمية في المدرسة.
وعليه فأنني على اعتقاد جازم وخلال هذه “المبادرة” سوف نخلق جيل جديد من امناء المكتبات القادر على التزامن مع التقدم التكنولوجي المتسارع والمساهمة بشكل كبير بتحسين أداء المعلمين والطلبة عن طريق استخدام التكنكالوجيا الحديثه في المنظومة التعليمية مما سيعود بالنفع على المعلمين إدماج التكنولوجيا الحديثة و الاستفادة القصوى منها في ممارستهم لمهنة التدريس والذي سيكون بلا شك ذو قيمة مضافة كبيرة للعملية التعليمية.
بقلم : فهد الحسيني