طلبة «العلوم السياسية» المقررات الاختيارية لا تتوافق مع تخصصنا في الجامعة
الجريدة- أجمع طلبة الجامعة على ضرورة استبدال المقررات الاختيارية بأخرى لها صلة بتخصص مثل الاقتصاد، لارتباطه الوثيق بالدولة والسياسة.
في جامعة الكويت هناك مواد اختيارية، لكنها إلزامية، وهي عبارة عن مواد عامة من مختلف التخصصات، ومنها مواد علمية بحتة، كالإحصاء والفيزياء والكيمياء وعلم الإحياء، وهذه المقررات تكون ضمن مجموعة، ولابد للطالب أن يختار منها، وإن كانت لا تمت للتخصص بصلة.
“الجريدة” استطلعت آراء الطلبة في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، وبالتحديد تخصص العلوم السياسية، عما إذا كانت هذه المقررات تتوافق مع التخصص أم لا، وجاءت التفاصيل كما يلي…
بداية، أكدت الطالبة ياسمين أبا القلوب، أن غالبية المقررات الاختيارية لا تتواءم مع مقررات التخصص، فمثلا الكيمياء لا تخدم التخصص، إضافة الى الفيزياء والرياضيات.
وترى أنه من الممكن استبدال المقررات الاختيارية بأخرى تفيد تخصص العلوم السياسية، وتكون متداخلة معه أكثر، على أن يتم ربط المقررات الاختيارية بالسياسة، مثلا عمل الاستبيانات مرتبط بمقرر الإحصاءز
وأضافت: يجب استبدال المقررات الاختيارية الحالية بأخرى جديدة، كتحليل لغة الجسد، لما لذلك من علاقة بحركات القادة السياسيين ورؤساء دول.
بدورها، قالت الطالبة هناء الكندري إن تخصص العلوم السياسية ليس بحاجة إلى هذه المواد العلمية، التي لا تفيد في العمل ولا في الحياة العملية.
وقالت إن هذه المقررات الاختيارية لا تتناسب مطلقا مع التخصص، وأغلب التخصصات الأدبية تجبر الطالب على اختيار مواد علمية اختيارية لا تعود عليه بفائدة، كمادتي الفيزياء والإحصاء مثلا، مضيفة: يجب إدراج مناهج تفيد الطالب في التعامل مع المشكلات، وكيفية حلولها، ومواد فن التعامل مع الآخرين ومواد للإتيكيت والآداب العامة ومواد للحوار والتفكير.
إلمام بجميع المواد
فيما قال رئيس اللجنة الإعلامية والعلاقات العامة في جمعية العلوم الاجتماعية، عبدالله العتيبي، إنه لابد للطالب الذي يدرس العلوم السياسية أن يكون ملما بهذه المواد علميا وسياسيا.
وتابع: علم السياسة يرتبط بجميع العلوم الأخرى، وعلى رأسها الإحصاء، فهو يساعد على عمل الاستبيانات المتعلقة بمواضيع سياسية، لذا فلابد أن يكون الطالب متمكنا من هذه المواد.
وأضاف: أما عن مقرر الكيمياء، فلو تم استبداله بالكيمياء السياسية، فإنه سيفيد في مجال تخصصه بشكل أكبر، مؤكدا أنه يجب استبدال بعض المقررات مثل “كوكب الأرض”، و”مدخل إلى علم الأحياء” بمقررات يستفيد منها طالب العلوم السياسية أكثر.
من جهتها، قالت الطالبة هيا الدريعي إن هناك مقررات تتوافق مع التخصص، وأخرى اختيارية لا جدوى منها في التخصصات الأدبية، كطالب العلوم السياسية، وذكرت منها: الإحصاء، كوكب الأرض وعلم النفس، وهي ترى أنه من الممكن استبدال تلك المقررات الاختيارية بأخرى لها صلة بتخصص كالاقتصاد، لارتباطه الوثيق بالدولة والسياسية.
تشتيت للذهن
بينما يرى محمد الصليلي، أن هناك بعض المقررات الاختيارية ليس لها أي ارتباط بالمادة العملية التي ندرسها في تخصصنا، ما يترتب على ذلك تشتيت الذهن بمعلومات لن تكون لها أي فائدة بالمستقبل. ورأى أنه يجب أن تتوافق المقررات الاختيارية مع مضمون كل تخصص، كي يكمل كل منهما الآخر، فما دخل الإحصاء والكيمياء بتخصص أدبي، كالعلوم السياسية؟ فهذه المواد لا تحتاج إلى فكر وبحث، بل هي نظريات تطبق بطريقة معينة، أما تخصص العلوم السياسية، فيعتمد كل الاعتماد على البحث والتحليل.
ومن وجهة نظر أخرى، تم الأخذ برأي أحد أساتذة قسم العلوم السياسية في كلية العلوم الاجتماعية د. عبدالله هدية، حيث أيَّد رأي الطلبة، بأن هناك مواد اختيارية ليس لها أي جدوى، وانها بعيدة تماما عن التخصص، لأن مقررات الكيمياء والفيزياء لا يمكن أنه يتعمق فيها الطالب في مجال العلوم السياسية، وأنه من المهم أن يتم استبدالها بغيرها، يكون أقرب للتخصص، فمثلا السياسة من المفيد له أن يدرس مقررات كالقانون والاقتصاد والفلسفة وعلم النفس واللغة والتاريخ.