كتاب أكاديميا

عندما تكون «الطقطقة» أهم من التدريب والتعليموليد عبدالله الغانم

  

اشتكى طلاب الهيئة العامة للتعليم التطبيقي من احتمال تأخير تخرجهم هذا العام بسبب عدم تنظيم الفصل الصيفي لهم كالمعتاد، جراء تخفيض الميزانية السنوية المخصصة للمعهد، وبغضّ النظر عن سبب عدم إقامة الفصل الصيفي في «التطبيقي»، فإنه من غير المقبول الإضرار بأبنائنا وبناتنا وتأخير تخرجهم وإضاعة سنة من عمرهم بلا حق.

وزارات الدولة حاست في شأن تخفيض الميزانية، وبمتابعتي لبعض قرارات الجهات الحكومية السريعة بدعوى تخفيض الميزانية فإني زدت يقيناً بأن كثيراً من تلك القرارات اتصفت بالارتجال والعشوائية وتبرئة الذمة، ولو كانت على حساب المصلحة العامة والفائدة الحقيقية للبلد وأبنائه.

أفضل مثال أضربه بهذا الشأن هو ما أعلنه ديوان الخدمة المدنية عن إلغاء الدورات التدريبية الخارجية لكل موظفي الدولة عن الربع الأخير من السنة المالية، ليوفر للميزانية مبلغ مليوني دينار -قيمة احتفالية ليلة واحدة بالجراغيات- ويحرم آلاف الموظفين من فرص تنمية وتطوير أدائهم ومستواهم الفني، ثم جاء الديوان ايضاً ليعلن عن ايقاف الاجازات الدراسية وبعض شرائح البعثات التعليمية وبجرة قلم، لنتساءل جميعاً هل التنمية البشرية والارتقاء بالتعليم يقعان اسفل اهتمامات الحكومة، ليتم الاستعجال بالقضاء عليهما بدعوى التوفير؟

في المقابل، وفي باب المصروفات التي لا فائدة تنموية حقيقية من ورائها نرى أجهزة الحكومة مازالت تصرف على مناقصات وعقود بمئات الألوف بلا منفعة، ومنها مثلاً جملة من عقود وزارة الإعلام مع شركات الإنتاج الفني، وآخرها عقد مع شركة إعلامية بمبلغ يصل إلى نصف مليون دينار لإعداد برنامج عن التراث الغنائي، وعقد آخر لإنتاج مسلسل بقيمة 350 ألف دينار، وهكذا تروح الفلوس يمين وشمال، ليستفيد منها أفراد معدودون بلا قيمة للمجتمع، ويتضرر أبناء الوطن بالآلاف من إضاعة هذا المال.

ماذا عن قيمة عقود تأجير المباني واعمال الزراعة التجميلية وشراء الورد والهدايا وسلف مكاتب الوزراء وأثاث المسؤولين وأمور أخرى تغرق بها ميزانية الوزارات وتعرفها وزارة المالية ولجنة الميزانيات جيداً.. أليست أولى بإيقاف الهدر العظيم فيها، بدلاً من تعطيل وعرقلة مستقبل الطلبة والطالبات؟

نتمنى من وزارة التربية حل مشكلة الفصل الصيفي للمعاهد التطبيقية باسرع وقت، كما نطالب الافاضل اساتذة التطبيقي بالتعاون مع الهيئة وتقدير وضع الدولة ومستقبل الطلبة والوصول لاتفاق مناسب يحقق مصلحة البلد وابنائه، فليس الآن وقت الانانية والجشع .. والله الموفق.

‏وليد عبدالله الغانم
waleedalghanim.com

المصدر: القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock