قسم السلايدشوالتطبيقي

“أكاديميا” تستطلع رأي الأساتذة بأزمة الشعب المغلقة وميزانية التطبيقي

أكاديميا | (خاص) كتبت: فاطمة الزيد

مشكلة الشعب الدراسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب أزلية، ولكن بالفترة الأخيرة ازدادت هذه الأزمة، مما أثار غضب طلبة كلية التربية الأساسية، حيث أقام الطلبة اعتصاماً دفاعاً عن حقوقهم كطلبة ومن حقهم التعليم في بلادهم.

وتم إثارة الموضوع في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قام بعض الأساتذة بجامعة الكويت بـ “التبرع” بالتدريس بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بالمجان من أجل حل مشكلة الشعب، مما أثار غضب أساتذة التطبيقي، حيث أوضحت رابطة أعضاء هيئة التدريس في التطبيقي وهي الممثل الشرعي للأساتذة بأن الأساتذة منذ عام ٢٠١٤ يدرسون في مختلف الكليات دون مقابل، ولكن الهدف من إثارة الموضوع هو حصول كل من الطالب والأستاذ على حقوقه.

ومن جانب آخر، صرح مدير عام الهيئة د. أحمد الأثري بأن ميزانية الفصل الصيفي موجودة، وتم فهم كلام عميد كلية التربية أ. د. فهد الرويشد بطريقة خاطئة،

ولذلك كان لجريدة “أكاديميا” حوار مع بعض الأكاديميين ومعرفة رأيهم بهذا الشأن. 

 

تقشف حكومي على حساب التعليم

 

في البداية قال عبدالله العازمي – عضو هيئة تدريس في كلية الدراسات التكنولوجية-: “مشكلة الشعب الدراسية مشكلة ممزوجة بعدة أمور، لذلك أرى أن الكثير تأخذه العاطفة ويبدأ باللوم دون معرفة حقيقة ما يجري، ولعل يثبت كلامي ردود أفعال الناس على كلمة عميد كلية التربية الأساسية أ. د. فهد الرويشد حين قال: “ما عندي ميزانية”، فذهب الكثير بالنيل منه والتعدي عليه على الرغم من أن ما قاله صحيحاً، فهو يعمل وفق ميزانية يتم تحديدها من إدارة التطبيقي، وإدارة التطبيقي تقسم الميزانية وفق ما يقر لها من ميزانية عامة من قبل وزارة المالية. فالخلل يبدأ من أعلى الهرم، والحل بلا شك هو أن لا تتقشف الحكومة على حساب التعليم وحساب مستقبل الطلبة، وأن تعمل جاهدة لتوفير الميزانية الكاملة التي تسهل إجراءات تعليمهم”.

وأوضح العازمي بخصوص نداءات التطوع: فمن وجهة نظري البسيطة أن لها شقين. الأول، أن فعلاً هناك من انتفض لنصرة الطلبة ورأى أن هذا واجب وطني ومستعد أن يتقدم لمنفعتهم، ويشكرون عليه. والثاني، هو محاولة البعض للتكسب الإعلامي وأن يحصل على بعض “البهرجة”. وهذا ما اعتبره أساتذة التربية الأساسية مطعناً عليهم ومحاولة لتقليل من أهميتهم وتهميش دورهم. وهم لا يلامون، فهم أول من يحرص على طلبة كليتهم، ولو “حجت حجاجها” فلن يدخروا جهداً في منفعة الطلبة، والدليل أنهم يعملون بالإضافي أزيد من سنة وهم لم يستلموا مستحقاتهم.
ولذلك أقول، شمل جميع المتطوعين بأنهم “متسلقين” ظلم للبعض، وكذلك تكسب البعض إعلامياً على حساب أساتذة التربية الأساسية فيه تجني كبير على مكانتهم وإخلاصهم، وخصوصاً أن التطوع غير مقبول في مؤسسات الدولة لأنه “أجر مقابل عمل”.
وختم حديثه قائلاً: إن الإعلانات العشوائية للتطوع قد تبدو للبعض أن أساتذة التربية الأساسية رفضوا التدريس أو أنهم بخلوا على طلبتهم أو تكاسلوا، وهذا غير صحيح تماماً، ولذلك أتفهم دفاعهم عن أنفسهم، فهم أحرص وأكثر من يهتم لطلبة كليتهم”.

فيروس التطوع

من جانبه ، قال د. يوسف الخزي – عضو هيئة تدريس في كلية التربية الأساسية-: “في بداية كل فصل دراسي جديد تبدأ مشكلة الشعب المغلقة وترتفع بعض الأصوات من خارج أسوار الهيئة لتتهم قيادي وأعضاء الهيئة التدريسية بالمساومة على مصلحة ومستقبل الطلبة، وهذا شيء طبيعي لمن هو خارج أسوار الكلية لجهله بالعديد من الأمور ونعذرهم لجهلهم، ولكن أن ترتفع الأصوات من بعض أخواننا وزملائنا في جامعة الكويت فهذا يحز بالخاطر”
أوضح د. يوسف الخزي بأن بعض الزملاء من جامعة الكويت خرج لنا بوسائل الإعلام وصرح أنه على استعداد للتدريس مجاناً بالتطبيقي، وكأن مشكلة الميزانية والشعب المغلقة نحن المسئولين عنها.
نقول لهم في البداية “الله يعطيكم العافية” وهذه الساعة المباركة عندنا بكلية التربية الأساسية إن أحببتوا أن تدرسوا مجاناً، ولكن قبل تصريحكم بوسائل التواصل الاجتماعي بالتدريس مجاناً، أتمنى لو تدرسون أولاً في مقر عملكم مجاناً، وأتمنى أن تسترجعوا للدولة مخصصات الإضافي للثلاث فصول الماضية مع مخصصات الفصل الصيفي، وتعيشون نفس الواقع الذي يعيشه أخوانكم في الهيئة، ولكن “من يده بالنار ليس كالتي يده بالماء”، أنتم بالجامعة مستلمين حقوقكم كاملة قبل نهاية كل فصل دراسي فرجاءً لا تساومون على وطنيتنا لأننا مازلنا منذ أكثر من سنك نُعتبر متطوعين وندرس مجاناً.

كما وجه رسالة أخيرة للزملاء، قائلاً:
“أخواننا وأخواتنا أمهاتنا وآبائنا أبنائنا وبناتنا.. التقصير ليس منا كأعضاء هيئة تدريسية لأننا منذ أكثر من سنة لم نستلم حقوقنا ولا مخصصاتتا، ومازلنا ندرس بالمجان ومستمرين بأخذ الحد الأقصى من الساعات لأجلكم.
أخواننا وأخواتنا، أمهاتنا وأبائنا، أبنائنا وبناتنا .. لا يوجد صرح أكاديمي في العالم يقبل جميع المتقدمين إلا الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وذلك إيماناً منها بالمساهمة في تطوير هذا البلد، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟”.

تكديس أعداد الطلبة
وأضافت د. دلال الردعان: “أزمة الشعب المغلقة في التطبيقي سوف تتسبب في تكديس أعداد الطلبة في الكليات والتأثير على مستوى التحصيل العلمي في فصول صغيرة يزيد معدل الطلبة بها عن التسعون وأحياناً عن المئة طالب، وهذا بدوره سوف يؤثر سلباً على مستقبل الطلبة وجودة التعليم في كليات الهيئة، وفيما يخص تبرع أساتذة جامعة الكويت للتدريس مجاناً في التطبيقي للمساهمة في حل الأزمة، أنا شخصياً أستنكر رد الفعل هذا وأنوه أن هذا لن يحل الأزمة وأن التكسب هذا مرفوض على حساب مصلحة الطلبة، وللعلم فقط أساتذة التطبيقي قاموا بالتدريس منذ عامين بدون مقابل والتطوع لن يحل الازمة لأنها مشكلة متفاقمة ونشهدها مع بداية كل فصل، وأقرب تشبيه لأزمة الشعب المغلقة في ‫التطبيقي‬ هو أزمة المرور في ‫الزحمة التي تتضاعف كل عام، وأزمة الشعب المغلقة سوف تتفاقم مع قدوم مستجدين العام القادم لذا يجب احتواء الأزمة والتعامل معها والبحث عن حل جذري لها يحفظ كرامة الطالب من التوسلات لتسجيل المواد ويحفظ حقه في التعليم والأمن النفسي في تسجيل مواده بكل أريحية، ونظام والتدخل السريع والفوري من قبل إدارة الهيئة وتفعيل القضية بشكل جدي وإيصال معاناة الطلبة لأصحاب القرار فيما يخص العمل على زيادة الميزانية وعدم بخس حقوق الطلبة، وأوضح ليس من المنطقي كدولة نفطية أن تهدر المليارات كمنح وتبرعات لبناء جامعات خارج الكويت، بينما طلبة الكويت يشحذون الشعب والمقررات ليستكملوا متطلبات تخرجهم وكأن التقصير من الأساتذة وهو في الحقيقة من سوء التخطيط وتقشف الميزانية التي طالت التعليم‏”.

تصريحات أخطأت الجادة
ومن جهة أخرى، استغرب د. خلف العازمي – عضو هيئة التدريس في كلية التربية الأساسية- مشاركة بعض الأساتذة بالتصريحات الإعلامية التي أخطأت جادة الطريق كون حل المشكلة لا يكمن في مسألة التطوع، فقديماً تطوع كثير من أساتذة الهيئة وبصمت دون فرقعة إعلامية، كما صنع غيرهم لغاية في نفسهم انتخابياً أو جمالياً.

هذا من جانب والناحية الأخرى، إن أرادوا التطوع فعلاً فالأولى بهم أن يتطوعوا للجامعة حيث تعاني خفضاً بالميزانية بمقدار ٢٥٪‏ أليس من الأولى في وضع حالة التقشف في البلاد أن يقوم بتدريس الصيفي بلا مقابل؟ فعلام نراهم يقبضون أموالهم قبل انتهاء الفصل الصيفي في حين أن أساتذة الهيئة لم يأخذوا حقوقهم منذ عام ونصف؟”
أضاف د. خلف العازمي أن الصنف الآخر من غير أساتذة الجامعة “بعضهم” ومن تطوع ليدرس بشهادة لا نعلم كيف ومتى ومن غير رقيب يتتبعه مدة دراسته فالأصل أن لا يستعان به متطوعاً أو ملزماً ففاقد الشيء لا يعطيه، وكيف لنا أن نأتمنه؟ ومثاله مثال الطبيب الزائف، ونحن في مجتمعنا ننتقي أطباءنا الأكفاء إذا أردنا العلاج أو التجميل، فهل هناك من يغامر بنفسه عند مجهول؟
الجانب الأخير، أن لكل فرد اختصاصه، ومن أراد التطوع فليتطوع بعمله وليرفض رواتبه التي تمنح من الدولة ليعيدها في خزينة الدولة عندها سنعلم يقيناً صدق نواياه”.

وختم د. خلف العازمي الحقيقة أن حل المشكلة كله يكمن في وعي الحكومة بتوفير الميزانية الكافية للتعليم التطبيقي، فمن غير المقبول أن تجبر الهيئة باستقبال جميع الطلبة المتقدمين ثم تشحّ الحكومة بالأموال.

الإستثمار بالعقل البشري
ومن جامعة الكويت، قال د. شملان القناعي: “بينما تدأب الدول على زيادة المصروفات على العلم والتعليم والاستثمار في العقل البشري والإيمان بقدراته، نرى العكس تماماً حيث تم تخفيض ميزانية كل من جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وعليه نستنكر هكذا تدبير ونعيل على أن تتجه الحكومة إلى زيادة الاستثمار في التعليم والنهوض بالمنظومة التربوية. وعليه فإن أحد إشكالات خفض ميزانية التعليم العالي في الكويت هي الشعب المغلقة في وجه أعزائنا الطلبة لا سيما الخريجون منهم. مشكلة الشعب المغلقة أو عدم توافرها مشكلة أزلية و ما زاد الطين بلة هو قرار فصل التعليم بين الجنسين.

رأيي الشخصي في القضية، هو أنه لن يرضى كائن من كان أن يقوم الزملاء الأفاضل في التطبيقي بتدريس ساعات إضافية بناءً على وعود واهية بمكافأتهم عن كل وحدة دراسية إضافية، فاستمرارهم على نهجهم ورفضهم لتدريس أي ساعة إضافية من غير مقابل مبرر ولا مأخذ عليه. عن نفسي، قد مررت بنفس هذا الموقف بالفعل حيث اخترت أن أقوم بتدريس ساعات إضافية من غير مقابل في أكثر من فصل دراسي وذلك من أجل مجاميع من الطلبة فيهم من هو على وشك التخرج ومنهم من يحتاج مقرر معين ليتسنى له المضي قدماً في اختيار التخصص الذي يريده. في النهاية، لا يسعني إلا أن أؤازر زملائي الأعزاء فلا تثريب عليهم ومن تطوع خيراً فسيجد بالتأكيد الطلبة شاكرين ومقدرين لجهودهم الطيبة”.

أزمة اقتصادية مفتعلة

ومن جانبها، قالت عضو هيئة التدريس في كلية التربية جامعة الكويت د. مريم المذكور: “من المخجل وإن كان فيه أزمة اقتصادية مفتعلة نتيجة انخفاض سعر البرميل أن نلجأ إلى خفض ميزانية التعليم حل المشكلة بطلب تعزيز للميزانية، وذلك للسماح لأعضاء هيئة التدريس بالتدريس بالصيفي مع أخذ إضافي وانتدابات.

والحل الآخر، أن تم رفض تعزيز الميزانية للصيفي والإضافي والانتدابات أن يتم السماح للأكاديميين المعتمدة شهاداتهم بالتطوع لإنقاذ مستقبل الطلبة وكذلك الإبداع بفتح شعب أون لاين، وبصراحة من المؤسف أن نصل إلى ما نحن عليه من تقشف نحن بالكلية ليس لدينا قاعات كافية ولا زالوا الطلبة يتعلمون بقاعات “كيربي”، وتم وقف عمل الخدمات المساندة للفنيين بعد الساعة ٢، ولا حتى لدينا ميزانيات ولا أحبار لمكائن التصوير”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock