كتاب أكاديميا

التدريب التحفيزي | أ. أفراح الردعان

  
 

إن للتدريب متعة يشعر بها من استمتع بحب عمله كل صباح .. ونحن كأعضاء هيئة التدريب لابد أن نستمتع بممارسة فنون التدريب كل يوم أثناء الساعات التدريبية حتى نتميز عن اسلوب المحاضرات التقليدية في سائر المؤسسات التعليمية، فالمدرب يعمل على تنمية المتدربين معرفيا ومهاريا ووجدانيا في جو تسوده روح التعاون والمساعدة والثقة بالنفس وبالآخرين. ومتعة التدريب تتجلى بأروع صورها إن طبقنا الأساليب التدريبية خلال الساعات التدريبية فلا يمل المتدرب ويتقن التدريب من خلال عملية الممارسة والتكرار التي تكسبه المهارة المطلوبة وتغير من اتجاهاته وتعدل من سلوكه. ومن الأساليب التدريبية التي يجب ان نطبقها الورش التدريبية سواء من قبل المدرب مع متدربينه أو بدعوة مدرب خارجي كضيف يثري المتدرب بمعلوماته القيمة واسلوبة التدريبي المميز كما أن الزيارات الميدانية تضفي على العملية التدريببة العديد من المزايا لمشاهدة الواقع والاستفادة من خبرات الآخرين، وتشمل الأساليب التدريبية أيضا دراسة الحالة لقصة حقيقية أو حدث خيالي من صنع المدرب يتم عرضه على المتدربين لاستخلاص القيم المستفادة ودرلسة الإيجابيات والسلبيات لهذه الحالة. كما أن تمثيل الأدوار والعصف الذهني وحلقة النقاش من الأساليب التدريبية التي تكسر روتين المحاضرات التقليديه في التدريب. ونحن كمدربين يجب علينا اتباع نهج التدريب التحفيزي ولا نكتفي فقط بالتدريب بشكل عام وذلك لما للتحفيز من فوائد جمة تجعل من العملية التدريبية ممتعة ومشوقه، فالتدريب التحفيزي يحقق أهداف العملية التدريبية بكفاءة من خلال إدخال جو من المرح يزيد من نشاط وتفاعل المتدربين، ونستطيع تحفيز المتدربين عن طريق العديد من المحفزات المادية مثل المكافآت وشهادات التقدير والهدايا البسيطة في قيمتها القيمة في تحفيزها أو المحفزات المعنوية مثل كلمات الشكر والثناء والتفويض والعدل والتذكير.

للمدرب المحفز سمات مميزة فهو من يطبق روح فريق العمل الواحد ويستبدل كلمة أنا بكلمة نحن، يشارك ويعاون ويعمل مع متدربينه كأنه فردا منهم فلا يدينهم ولا ينبذهم، يشعر متدربينه بالإنتماء يأثر فيهم ويتأثر بهم، يحترم المتدربين ويقدر جهودهم حتى وإن كانت قليلة، يظهر الحماس ويبث الأمل ويسعى لبناء العلاقات الإنسانية ويركز على احترام الذات. والمدرب المحفز من ينصت جيدا ويستخدم أساليب الاتصال الفعال اللفظي وغير اللفظي بكفاءة ومرونة تمكنه من توصيل المادة العلمية بطريقة مبسطة وواضحة. ومن سمات المدرب المحفز تشجيع المتدربين على الابتكار والأفكار الإبداعية وتبنيها حتى تنطلق لحيز التطبيق، فهو من يزرع الفكرة في أذهان متدربينه ويشعرهم أنها من صنعهم ويرى ابداعاتهم نحو تطوير تلك الأفكار.

قبول النقد البناء والامتناع عن الكلام القاسي أو السلبي والصبر في أوقات الضغط النفسي من أهم ما يتميز به المدرب المحفز. فهو المبادر دائما، الذي يهتم بالآخرين ويتفهم مشاعرهم ويتقبل الآخرين بعيوبهم ويجتهد لإصلاحها. إن طريقة قولنا للأشياء قد تكون أهم مما نقوله، لذا لنحسن الظن دائما ونحسن النيَّة.

فالمدرب المحفز يعمل على كسب قلوب متدربينه فمن يملك القلب ينساق له العقل طوع يديه، وهنا له أن يغرس في عقولهم أهمية العلم والعمل وفائدة التدريب، ونحن بشر كائنات عاطفية أكثر منا منطقية لنعمل على استغلال العاطفة بما يفيد العقل ويفيد الانسان الذي إن أحسنا معاملته ودربناه تدريبا جيدا صنعنا منه شخصا متميزا له أن ينهض بالأمة. وليكن شعارنا التحفيز من أجل المزيد من العلم والعمل الذي يصنع مجد المستقبل بسواعد شباب اليوم.

المستشار الأكاديمي لجريدة أكاديميا

أ.أفراح عبد الله الردعان

عضو هيئة تدريب – معهد السكرتارية والإدارة المكتبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock