العيسى: وجدت الآلات الموسيقية مهشمة يعلوها الغبار عندما توليت وزارة التربية
القبس – أكد وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى ان التعليم في أي مجتمع يسير في اتجاهين: الأول تمثله المناهج الدراسية، والثاني يتمثل في الأنشطة الثقافية والمسرحية والموسيقية والرياضية، ومن دون هذه الأنشطة يصبح التعليم في المجتمع «أعرج»، كلام وزير التربية جاء خلال نقاش مفتوح مع أعضاء الملتقى الثقافي الذي يديره الاديب طالب الرفاعي عن «أكاديمية الفنون».
في البداية أكد مدير الملتقى طالب الرفاعي أهمية النقاش حول موضوع أكاديمية الفنون التي صدر مرسومها عام 2010 بحيث تضم المعهد العالي للفنون المسرحية والمعهد العالي للفنون الموسيقية، حيث أصبحت الأكاديمية بمنزلة حلم لكل مثقف يعيش على أرض الكويت، لكن حتى الآن لم ير هذا الحلم النور.
وبدأ العيسى كلامه بتأكيد أنه بطبيعته عاشق للموسيقى والمسرح، وأشار إلى أنه عندما تولى وزارة التربية وجد الآلات الموسيقية مهشمة يعلوها غبار ولا يستخدمها أحد. وقال إن المشوار طويل والعبء يقع على الجميع: المدرسة والمعلم والبيت لكي يمارس الطلاب هذه الأنشطة والهوايات وتعود الكويت إلى ما كانت عليه.
الصراعات وصلت المخفر
وتحدث العيسى عن أكاديمية الفنون فقال ان هذه الأكاديمية هي التي ستخرج لنا المتخصصين في الموسيقى والمسرح، وانه عندما تولى الوزارة وجد مرسوم إنشاء الأكاديمية معطلا، سواء من ناحية الميزانية أو الموقع، وقال الوزير انه بدأ اتصالاته لإحياء المشروع وإعداد اللائحة وتجهيز الميزانية.
وتحدث العيسى عن أهم المعوقات التي تواجه تأسيس الأكاديمية، مشيرا إلى أن المعهد العالي للفنون المسرحية تسيطر عليه الصراعات حتى وصل الأمر إلى المخفر وكل يوم تصله شكوى من المعهد، واشار إلى ان مشكلة المعهد كبيرة ويحتاج إلى تأسيس وفكر جديدين، وأن هناك مجموعة تسيء إلى المعهد بسبب الصراعات الشخصية والصراعات على المناصب، وقال العيسى انه اتخذ بعض الإجراءات مثل وضع اسس للترقيات والبعثات، وايقاف البعثات إلى الدول العربية، مؤكدا أن الأمر يحتاج إلى الكثير من الوقت.
يريدون مجتمعاً مغلقاً
وقال العيسى إن المبنى الخاص بالأوبرا على وشك الانتهاء، واننا بحاجة إلى متخصصين للعمل بها وتعليم أبنائنا تعليما محترما، وهو ما توفره الأكاديمية، وقال إن هناك حملة مضادة لعدم الرقي بالموسيقى والمسرح داخل الكويت، وضرب مثالا بمديرة إحدى المدارس التي تمنع الطالبات من الاشتراك في المسابقات الموسيقية، مشيرا إلى أن هناك قوى مناهضة لهذا القطاع.
الأكاديمية و7 وزراء
في مداخلته قال الكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع ان تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية والمعهد العالي للفنون الموسيقية جاءا نتيجة رؤية لمجموعة آمنت بهذا العمل، على رأسهم عبدالعزيز حسين واحمد العدواني وحمد الرجيب، حيث توصلوا إلى أن وجود المسرح والموسيقى من اسباب تقدم الكويت، مشيرا إلى أن الكويت فيها الكثير من الكوادر المبدعة التي يمكن أن تدير هذه الحلم.
من جهته، قال د. علي العنزي ان موضوع الأكاديمية مر عليه 7 وزراء، وتساءل كيف تتبع جهة أكاديمية إلى الجهة الإدارية، مطالبا بتحويل المعهدين إلى جامعة الكويت، واتفقت معه د. أمل الأنصاري التي طالبت بتحويل المعهدين إلى كلية وتكوين لجنة للبحث في هيكلهما، كما طالبت د. ابتسام الحمادي ود. حسين حاجي بنقل المعهدين إلى الجامعة تحت مسمى كلية الفنون.
سقوط الرقابة
بينما قال د. خليفة الهاجري انه قبل مجيء زكي طليمات وحمد الرجيب كانت الرؤية موجودة في الكويت، وضرب مثلا بمسرحية «إسلام عمر» التي ظهر فيها الامير الراحل الشيخ جابر الأحمد في عام 1938 وهو طالب، وشاهدها والده الأمير الراحل الشيخ احمد الجابر، مطالبا باستقلالية الأكاديمية عن وزارة التربية.
وهنا تدخل طالب الرفاعي حيث أكد ان مسرحية «إسلام عمر» شهدت اول سقوط للرقابة في الكويت لمصلحة حرية التعبير، عندما وجد البعض مشهدا قد يمس الحكم وذهبوا للشيخ أحمد الجابر فقال لهم «ما لي علاقة».
العودة إلى المدرسة
وتساءلت الكاتبة منى الشمري: ما الذي ستضيفه الأكاديمية للمجتمع طالما أن الطالب لا يتلقى فنون المسرح والموسيقى في المدرسة منذ الصغر، وأنه سيدخل الأكاديمية ليس لأنه عاشق او موهوب وإنما لأن نسبته هي التي تؤهله لذلك، مطالبة بالعودة إلى البداية/المدرسة.
ورد العيسى على مداخلات الحضور فقال ان المطلب الذي سمعه هو نقل المعهدين (المسرحي/الموسيقي) إلى جامعة الكويت، واشار إلى ان الجامعة لديها ما يكفيها من مشاكل، مؤكدا ان المشكلة تكمن في عدم وجود تسويق جيد.