كتاب أكاديميا

الزوايا المظلمة كتب : يوسف علي الكندري 

  

 

عندما يستلهمني موقف حصل أمامي، أقف حائراً ما بين أبواب التفكير مردداً “عجباً لأناس لا يتذكرون إلا الحزن”، تسألهم ما هو ملخص أيامك؟ فيجيبك بكل ما يمكن أن تتخيله من مواقف وعبارات تشع ألماً وفقداً وكآبه، كأن أيامه خلت من الفرحة.
شخص في أوائل العمر يسرد لك ما يقبض قلبك من الحزن من دون حتى استشعار أو تلميح بسيط لبرهة سعيدة في تلك السنوات، ما خطبك يا بني آدم؟ أنسيت نعم الله عليك؟ أيغفل قلبك عن بصرك وعافيتك وصحتك ووالديك؟
اتخذت نهج النكران وسرت في طريقه مبتعداً عن الحمد والشكر وإرجاع الفضل والمنة للخالق على كل ما أعطاه لك.
أتعلم! لم تحزنني سنواتك الماضية بقدر ما أحزنني حالك الآن، حالك وأنت سجين التفكير السلبي، سجين قفصك الأسود، قفصك الذي وضعت نفسك فيه، حيث ابتعدت عن كل ما يشرق حياتك وتقوقعت في ما كدر صفوك يوماً من الأيام، حتى ولو كنت مؤمن بأن الماضي قدر ومكتوباً لك فأنت بيدك اخترت لمستقبلك أن يكون كماضيك تماماً.
انهض وعش مجدداً، املأ نفسك وأوقاتك بالعمل والإنجاز، بالأمل والتفاؤل والإيجابية، خذ من دروس الماضي عبرة، ومن قسوة الأيام خبرة، ومن كل ضائقة مررت بها سلماً تجعلك ترقى للأفضل.
اصنع لنفسك أملاً جديداً ومستقبلاً باهراً، أياماً سعيدة ونفساً راضية، فتأكد بأن لا ماضي يعود ولا حاضر يبقى، أنت مستقبلك ومستقبلك أنت.

بقلم: يوسف علي الكندري

مُعلم علم النفس 

‏@y_alkandri

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock