الإمارات: طالبتان تبتكران جهازاً يحوّل الكربون إلى مواد بناء
دبي – ابتكرت طالبتان مواطنتان جهازاً يحدّ من مشكلة الاحتباس الحراري في الدولة، يحوّل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى مواد تستخدم في البناء، ومياه صالحة لري النباتات، ويستهدف بالدرجة الأولى المصانع التي تعمل في مجال توليد الطاقة، إذ تعد الأكثر في إنتاج ثاني أكسيد الكربون، المسبب الرئيس في مشكلة الاحتباس الحراري.
تفصيلاً، فكرت الطالبتان عائشة الزرعوني، وميرة الهاشمي، اللتان تدرسان في الصف الحادي عشر في مدرسة الاتحاد الخاصة بدبي، في ابتكار طريقة تحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري التي يعانيها العالم، إذ تعد إحدى أبرز المشكلات العالمية التي تضرّ البيئة، معتمدتين على ما درستاه في مناهجهما العلمية، وأشرفت على مشروعهما معلمة مادة الأحياء في المدرسة لارا شومان.
ويعتمد عمل الجهاز على تخزين ونقل ثاني أكسيد الكربون المنتج من المصانع، عن طريق مراوح تعمل باستخدام الطاقة الشمسية والهوائية، لتدفعه إلى البرج المحول الذي تم ابتكاره، والذي يعمل وفق ثلاث مراحل، الأولى التجميع، وتركز على تجميع غاز ثاني أكسيد الكربون، وتعتمد هذه المرحلة على مياه مادة الجير التي تتفاعل بدورها كيميائياً، بمجرد تلامسها مع الغاز، ليأخذنا هذا التفاعل إلى المرحلة الثانية التصفية، التي تفرز منتجين أساسيين، الأول كربونات الكالسيوم، الذي يستخدم في صنع الطباشير ومواد البناء، وله استخدامات أخرى كثيرة، والثاني المياه الصالحة للري التي يتم تجميعها في المرحلة الثالثة، وتستخدم في ري الزراعة الموجودة حول المصانع.
وقالت الطالبة عائشة الزرعوني «بعد أن أجرتي وزميلتي الدراسات الإضافية، والأبحاث والتجارب، قررنا أن نبتكر فكرة لخدمة المجتمع، وتقليل الاحتباس الحراري».
وقالت الطالبة ميرة الهاشمي، إن الابتكار نجح في التعامل مع مادة ضارة للإنسان والبيئة، وتم توظيف غاز ثاني أكسيد الكربون، بشكل يخدم الإنسان ويحافظ على البيئة، ليصبح مادة نافعة نستخدمها في صناعات تنتفع منها البشرية، فضلاً عن الاستفادة منها في عمليات الري والزراعة.
وأضافت أن «مشروعنا لا يحتاج إلا دعماً مالياً وحكومياً، ليصبح اختراعاً مفيداً للبشرية، حيث كان ذلك هو الهدف الرئيس حين ابتكرناه، ونتمنى أن نصل إلى هدفنا يوماً ما، ويكون لابتكارنا أثر كبير في الدولة وفي العالم كله».
وشاركت الطالبتان بالمشروع في منتدى التعليم العالمي، ومعرض الخليج لحلول ومستلزمات التعليم، الذي عقد في دبي أخيراً.
وأكدت الطالبتان أن مشاركتهما في المعرض، واطلاعهما على أفكار ومشروعات مبتكرة لطلاب آخرين، أسهم في إثراء معارفهما، وشجعهما على الاجتهاد لإنجاز ابتكار جديد في المرحلة المقبلة، وقدمتا الشكر إلى مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، التي دعمتهما وشجعتهما خلال مشاركتهما في معرض «بالعلوم نفكر».
من جهته، اطلع وزير التربية والتعليم، حسين بن إبراهيم الحمادي، على الابتكار، واستمع إلى شرح الطالبتين حول آليات عمله وفوائده للإنسان والبيئة، وأكد أن الذكاء البشري، والتعليم الجيد من شأنه إخراج أمثال هاتين الطالبتين.