طلاب جامعة نيويورك يبتكرون “طوافة” لمساعدة الباحثين في الخليج العربي
تعمل على استكشاف النظم الإيكولوجية تحت الماء
كشف طلاب جامعة نيويورك أبوظبي، عن مشروعهم المبتكر “ريف روفر”، والمشارك في “جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان”، وهو عبارة عن طوافة فعّالة وعملية ولا تتطلب صيانة معقّدة، وتقوم بجمع المحتوى المرئي تحت الماء، وتم تطويرها من قبل طلاب الهندسة في الجامعة، بهدف إحداث نقلة نوعية في طريقة إجراء الأبحاث حول الشعاب المرجانية الموجودة تحت سطح الماء، ودعم جهود المحافظة عليها.
وتغطي مياه المحيطات ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية تقريباً، مما يبرز أهمية التعرّف على بيئة المحيطات والبحار والتعمّق في فهمها، ويوجد الكثير من الكائنات البحرية القابعة في قاع البحر والنظم الإيكولوجية التي لم يتم فهمها، أو استكشافها بشكل كامل لغاية الآن، وأبرزها أنظمة الشعاب المرجانية القريبة من الشاطئ، ولكن الطرق والوسائل التقليدية المستخدمة في رصد الشعاب المرجانية، مثل الغوص وهو مرتفع التكلفة، ويعرض الباحثين لخطر الإصابة بانخفاض الضغط المفاجئ أو غيرها من الأمراض المرتبطة بالغوص، حيث حدّت من قدرة أصدقاء البيئة والباحثين على فهم خبايا عالم البحار بشكل كامل، وذلك بحسب بيان صحفي لجامعة نيويورك.
وصُممت مركبة “ريف روفر” لتغطية مساحات أكبر في وقت أقصر وبأقل موارد وأعباء ممكنة، وهي قادرة على الغوص تحت سطح الماء وتقوم بمسح البيئات البحرية بشكل مستقل لتمكّن الباحثين والعلماء المحليين من التعاون في جمع بيانات مرئية منظمة عن الشعاب المرجانية بمعدلات غير مسبوقة، وخلال مهمة المسح، يتم تثبيت الطوافة بسرعة وسهولة من قارب الغوص، وبعد وصولها تحت المياه، ستتنقل بنمط مربعات متكررة ضمن نطاق جغرافي محدد وعلى مسافة ثابتة فوق قاع البحر، ثم تقوم بالتقاط صور عالية الدقة بمقاييس ثابتة.
خرائط محلية
كما يتم دمج الصور لتكوين خرائط محلية شاملة للشعاب المرجانية، ويمكن لطوافة “ريف روفر” الواحدة أن تغطي ما يصل إلى 1400 متر مربع في كل رحلة، مقارنة مع 100 متر مربع، فقط باستخدام أساليب الغوص التقليدية، ومن خلال تمكين جيل جديد من المستكشفين الهواة لتطوير مجموعات واسعة من البيانات البحثية، يمكن لمشروع “ريف روفر” أن يحدث ثورة في جهود المحافظة على الشعاب المرجانية في الخليج العربي ومختلف أنحاء العالم.
وقال “دانيال كاريللي”، طالب في السنة الثانية بقسم الهندسة الكهربائية في الجامعة: “لقد سعينا من خلال “ريف روفر” إلى تطوير أول مركبة غوص تحت الماء، تكون متاحة على نطاق واسع وتعمل بشكل مستقل تماماً، ويتمثّل هدفنا الرئيسي في جسر الفجوة بين رصد البيئة البحرية على مستوى المجتمع والبحث العلمي، مما سيساعد على تقديم مساهمة حقيقية لتغيير مستقبل علم الأحياء البحرية، وفهمنا لعالم المحيطات”.
الأحياء البحرية
وأوضح مهندس معالجة الصور، الطالب “يوفان يوفان شيفيتش”: “إنها بالتأكيد فرصة مهمة للتأثير في حل مشكلة واقعية، فنحن لم نتعامل مع المشروع باعتباره واجباً مدرسياً، بل سعينا إلى تقديم ابتكار يسخّر التكنولوجيا لمن يحتاجون إليها بالفعل، وبالتالي كان هدفنا إحداث تأثير إيجابي في مجال علم الأحياء البحرية والرصد البحري”.
وبالإضافة إلى “كاريللي” و “يوفان شيفيتش”، يضم فريق مشروع “ريف روفر” حازم إبراهيم، وعلي طارق أبو العطا، و”شيان يانغ لي”، وعمل الطلاب بالتعاون مع كلية الهندسة وكلية علم الأحياء لتطوير مركبة “ريف روفر”، وقاموا بتقديم اختراعهم أمام لجنة “جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان” في دورتها السنوية الثانية ليحلّ المشروع في المرتبة الثانية.