أخبار منوعة

استخدام الهواتف الذكية خلال المحاضرات.. ظاهرة متباينة قبولا ورفضا والعبرة في الغاية

  

الكويت – 22 – 1 (كونا) — حمل التقدم العلمي والتكنولوجي خصوصا مع انتشار الأجهزة الذكية والهواتف النقالة الحديثة ثقافة جديدة اقتحمت أنماط معيشتنا بشتى مستوياتها ومنها أوساط الشباب الجامعي لاستخدامها في التواصل وكتابة التقارير والواجبات واستخراج المعلومات العلمية لسهولة البحث وتوفيرها الجهد والوقت.

وعلى غرار ما استحدث من أدوات تكنولوجية لم يخل استخدام تلك الأجهزة الذكية والهواتف النقالة في أماكن وأوقات ربما يراها البعض غير مناسبة من انتقاد ورفض لاسيما خلال سير العملية التعليمية والمحاضرات لاعتبارات عدة منها ضوابط محددة تحظر ذلك ولتضاربها مع آلية التعليم بذاتها ومن مؤيد لها تحت عنوان أن التكنولوجيا وضعت لخدمة الانسان والتسهيل عليه.

وتباينت آراء عدد من أساتذة جامعة الكويت في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء بين المؤيد والمعارض لاستخدام الهاتف النقال خلال المحاضرة الدراسية وذلك وسط تباين آخر أيضا يتعلق بمستخدمها حيث رأوا أن الطالبات يملن إلى الجدية في استخدام الهاتف النقال أكثر من الطلاب.

وقالت أستاذة الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتورة ملك الرشيد إن التكنولوجيا الحديثة وأدواتها صنعت لاستخدام الإنسان وتطويعها لخدمته لا أن تكون السيد لمستخدمها بحيث تشغله عما ينفعه وتشتت فكره عما يمكن أن يغذي شغفه بالعالم من حوله.

وأضافت الرشيد أنها منذ اليوم الأول في محاضرات كل فصل دراسي تضع مع الطلبة ضوابط المحاضرات بكل وضوح ومنها عدم استخدام الهاتف بل ضبطه بوضعه الصامت لئلا يشتت تركيز المجموعة ولا يستنزف من وقت المحاضرة علما “بأنني شخصيا ألتزم بذلك معهم” مشيرة إلى أن ذلك يعد من باب الاحترام المتبادل بين الأستاذ والطلبة بأن يعطي كلاهما المحاضرة كامل الانتباه.

وردا على سؤال عن إمكانية استخراج الطالب معلومة تفيد المحاضر أو الدكتور باستخدامه الهاتف النقال قالت إنه يحدث نادرا أن أطلب من الطلبة استخراج معلومة باستخدام النقال لتأكيد معلومة معينة ولكنني بالغالب أفضل إرجاء البحث لما بعد المحاضرة.

وذكرت أن استخدام الطالب للهاتف النقال اثناء المحاضرة يشتت الانتباه ويقلل التركيز بالمعلومات المتلقاة اثناء المحاضرة وكلنا يعلم أن الخصوصيات أكثر جذبا من المعلومات الأكاديمية مهما كان المقرر يطرح بطريقة شائقة فاليد العليا تكون للاهتمامات الشخصية.

وذكرت ان بإمكان الطالب “التواصل معي عبر البريد الإلكتروني (إيميل) او موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) للضرورة حيث ألجأ إليه في حال حدوث أي تغيير مفاجئ للجدول فهو الوسيلة الأسرع لتجنيب الطلبة الزحام الذي نعانيه في منطقة الشويخ وسط زحمة الطرقات الخانقة”.

وعن وضع أجهزة للتشويش على الهواتف فقط في قاعات الاختبار الكبيرة لم تر الرشيد ضرورة لذلك “فمن تجربتي الخاصة على مدى سنوات من التدريس فإن من يلجأ للغش بأنواعه هم قلة بينما يلتزم الأغلبية بأخلاقيات الثقة والاحترام”.

من جانبها قالت أستاذة علم النفس بجامعة الكويت الدكتورة أمثال الحويلة إنه من خلال التطور التكنولوجي لدى الأجيال الجديدة من الهواتف الذكية لم يعد هناك من معنى محدد لكلمة هاتف نقال فقد أصبح بالإضافة لوظيفته كهاتف محادثات هو أيضا محرك بحث وبريد إلكتروني وتصوير أوراق إلى غير ذلك من الوظائف المتعددة للهاتف النقال.

وأضافت الحويلة أنه يمكن للطالب الاطلاع على بحوث وموضوعات ومعلومات تفيده في موضوع المحاضرة لكن ليس وقت المحاضرة مشيرة إلى أن استخدام محركات البحث وبعض المواقع تكون جماعية بما يشير إليه الدكتور مثل بعض الاختبارات النفسية التي يمكن استخدام برامجها فإننا نستعين بها بصورة جماعية كما تتم الاستعانة ببعض برامج التواصل الاجتماعي لعمل الأنشطة العلمية المتخصصة.

وذكرت أنها تسمح باستخدام موقع علمي أو بحث عن مصطلح أو تبادل أوراق مصورة للتواصل وتسليم الواجبات أحيانا من خلال الإجابة عن بعض الاستبانات للبحث العلمي لكن لا يسمح باستخدامه كهاتف محادثات.

وأشارت إلى أنه يمكن استخدام الهاتف النقال كمحرك بحث أو مترجم أو في أغراض علمية بل هناك توجه كبير لتوظيف التكنولوجيا الحديثة كوسائل تعليمية لتشجيع التعلم التفاعلي بالفصل الدراسي.
وأكدت الحويلة أن استخدام الطالب للهاتف النقال أثناء المحاضرة يؤثر في تحصيله العلمي فهو من مشتتات الانتباه الأساسية حال استخدامه في المحادثات أو الألعاب أو الفيديوهات أو البرامج الأخرى للتسلية دون هدف علمي بالفصل فلا ينتبه للمحاضرة أو المحاضر فضلا عن أن الاستمرار في استخدامه يفقد الطالب الانتباه والتركيز والقدرة على الفهم وترتيب المعلومات والتنظيم العقلي مما يؤثر على مستواه العلمي والتحصيلي.

وقالت الحويلة إنها تؤيد استخدام التكنولوجيا وبرامج التواصل الاجتماعي بشكل “إيجابي بيني وبين الطلبة لتنظيم العمل العلمي والمواعيد والأمور العلمية”.

وأشارت إلى أنها توافق على وضع أجهزة تشويش في قاعات الاختبارات لئلا يستخدم كوسيلة للغش وتسريب الامتحانات لأن الأجهزة الذكية أصبحت تستخدم لاغراض تخالف ما صنعت له حيث إنها تستخدم بصورة سلبية أو إيجابية.

وأضافت أن الأجهزة الذكية يمكن استخدامها لنشر العلم والمعرفة ويمكن أن تستخدم أيضا لنشر الفساد والإشاعات والعنف والتطرف فهي سلاح ذو حدين لذلك لا بد من الوعي بكيفية توظيفها لمصلحة الانسان ولخدمة مجتمعه ووطنه.

واقترحت أن يكون هناك مقرر في مناهج التربية في المراحل التعليمية المختلفة لكيفية استخدام هذه الأجهزة والأخلاقيات والمحاذير من سوء استخدامها لأن هذه الأجهزة أصبحت تستخدمنا أكثر من استخدامنا لها.

بدوره قال أستاذ الإدارة العامة في جامعة الكويت الدكتور محمد الفهد إنه لا توجد لائحة داخلية بالجامعة تمنع الطالب من استخدام الهاتف النقال أثناء المحاضرة لكنها موجودة في قاعة الاختبار حيث يمنع دخول أي هاتف إلى القاعة وإدخاله يعتبر شروعا بالغش ويمكن أن يرسب الطالب في الفصل الدراسي أو أكثر من هذه العقوبة إذا تكرر إدخال الهاتف إلى قاعة الاختبار.

وأضاف الفهد أنه يمكن للطالب أن يستخدم الهاتف النقال أثناء المحاضرة في أمور إيجابية تفيده باستخراج معلومة أو إجابة عن سؤال أما إذا استخدم الهاتف في أشياء أخرى كتصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها من المواقع فإن ذلك يؤثر سلبا على تحصيله العلمي.

من ناحيتها قالت الطالبة زهراء محمود حيدر إنها لا تستخدم الهاتف النقال بل تحرص على إبقائه في وضعية الصامت عند دخولها المحاضرة لئلا يسبب ذلك إرباكا لها أو يشتت انتباهها أثناء شرح المحاضر لأن فهم المحاضرة نصف النجاح.

وأكدت حيدر أنها في السنة الأخيرة من الدراسة في كلية الهندسة والبترول وتحرص أشد الحرص على أن تحافظ على مستواها العلمي وتفوقها الدراسي منذ التحاقها بالجامعة منذ أربع سنوات.

من جهتها قالت الطالبة فاطمة حبيب إن عدم استخدام الهاتف النقال أثناء المحاضرة يعد احتراما للمحاضر وهي عملية أخلاقية “وعلينا التزود من المعرفة والعلم في وقت المحاضرة لأن هناك متسعا من الوقت للانشغال في الهاتف النقال وبرامج التواصل الاجتماعي مع الأهل والأصدقاء خارج قاعة المحاضرة”.

وأضافت حبيب أن “العلم نور وعلينا تهذيب أنفسنا بالتربية والتعليم حيث إن الأخلاق تسبق أي شيء آخر وانها تبين انسانية الانسان واحترامه للاخرين”.

بدوره قال الطالب فيصل الرشيدي من كلية الحقوق إنه يستخدم الهاتف النقال أثناء المحاضرة لاستخراج معلومة أو شيء يريد البحث عنه يمكن أن يفيده بالمحاضرة وهذا لا يؤثر على مستواه العلمي بل يكسبه مهارة البحث عن المعلومة بأقصر وقت وأقل جهد.

وأضاف الرشيدي أن المحاضر هو من يضع قوانين للمحاضرة منذ بداية الفصل الدراسي فهناك من يبيح استخدام برامج الهاتف النقال ومنهم من يمنع ذلك مضيفا أن التكنولوجيا أصبحت ضرورة في وقتنا الحاضر للجميع وبعض الاساتذة ينشئون مجموعات عبر برامج التواصل الاجتماعي للتواصل مع الطلبة وإبلاغهم بمواعيد المحاضرات أو تغير مكان المحاضرة أو موعد تسليم البحث العلمي.

يذكر ان المادة 14 من اللائحة الداخلية للجامعة المعنية بالغش في الامتحانات ونقل المعلومات تفيد بأن إدخال الطالب للوسائل التكنولوجية من أي نوع داخل قاعة الاختبار شروع في الغش. وبالنسبة للأبحاث والتقارير والواجبات الدراسية وعند شك أستاذ المادة في صحة المستندات أو المعلومات المقدمة من الطالب عليه رفع الأمر الى عميد الكلية ويمكن أان تثبت حالة غش بذلك تعاقب عليها اللائحة الداخلية للجامعة.

وعند ثبوت حالة الغش أو الشروع يعتبر الطالب راسبا في جميع المقررات المسجل فيها في الفصل الدراسي الذي ضبطت فيه حالة الغش وفي حال عودة الطالب الى الغش يفصل نهائيا من الجامعة ويثبت ذلك في سجله. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock