كتاب أكاديميا

د.زيد الشمري: خلق بيئة تعليمية محفزة للإبتكار يتطلب تعديل السياسات التعليمية بالكويت!

  

أكاديميا|
“إعادة ابتكار العجلة” هو بكل اختصار ما تقوم به مؤسساتنا التعليمية، وتحديدا نظام التعليم ما قبل الجامعي، في دولتنا الحبيبة الكويت. المقصود من هذه الحقيقة هو أننا نقوم باعادة تكرار نفس الأعمال بنفس الطريقة وبالتالي تتكرر لدينا نفس النتائج. إن هذه النتائج، وتحديدا غير المرضية، في عمل معظم الأفراد في وطننا هي حصاد معرفة ومهارات اكتسبت بشكل تراكمي من نظام تعليمي ذو منهجية تعزز تكرار نفس النتائج.

لذلك ما نحن بحاجة له الآن في الكويت هو أن نكرس جهودنا في تطوير نظامنا التعليمي ليكون بيئة محفزة للإبتكار. هذا العمل يتطلب في البداية إعادة تقييم كل المركبات والعناصر الأساسية في منظومة التعليم، أهمها السياسات التعليمية التي من شأنها إدارة نظام وعملية تعلم الطلبة ومن ثم التركيز على وضع سياسات تعليمية تخلق بيئة تعليمية محفزة للإبتكار قائمة على الممارسات التعليمية المثبتة علميا.

بكل اختصار، خلق بيئة تعليمية محفزة للابتكار بدولة الكويت يتطلب تنفيذ خطوات رئيسية ألخصها بالآتي:

(١) حصر السياسات التعليمية بدولة الكويت وتقييم فاعليتها وتأثيرها على مستوى مخرجات التعليم في نظامنا التعليمي وفقا للمؤشرات العالمية في مجال التعليم.

(٢) التخطيط للإنتقال من التقليدية إلى الإبتكار في نظام التعليم من خلال وضع خطة تحدد الإطار العلمي لنظام تعليم محفز للإبتكار متضمنا الآلية والخطوات والإجراءات.

(٤) تطوير مناهج كاملة وشاملة متضمنة المواد العلمية وكيفية تدريسها وتعلمها بحيث تعمل على تأسيس وترسيخ الإبتكار لدى المتعلمين.

(٦) وضع نظام تحفيز لكل من المدارس والمعلمين والطلبة بحيث الكل يعمل من أجل تحقيق أهداف شخصية قائمة على مشاريع الابتكارات التي تأول إلى تحقيق أهداف وطنية محددة ومقصودة.

(٧) إعداد جيل جديد من المعلمين وتطوير المعلمين في الخدمة وفقا لتعليم قائم على الإبتكار.

(٨) توفير خدمات تعليمية داعمة ومساندة لتنفيذ سياسات تعليمية للإبتكار تتناسب مع قدرات واحتياجات جميع الطلبة دون إستثناء لكي يتم بناء المعرفة واكتساب المهارات من خلال عمليات تعلم تحقق الإبتكار والاستدامة.
عزيزي القارئ، سأذكر لك مثال، سبق وأنني قد قرأته في مقدمة كتاب أكاديمي لمؤلف أمريكي عن التعلم، لعل يوضح القصد من هذه المقالة القصيرة بطريقة أخرى. المثال يصف بيت العصفور (العش)، حيث أن كل العصافير كانت ولازالت تقوم ببناء بيوتها من بقايا أغصان الشجر. في الحقيقة هذه العصافير غير قادرة على إنشاء بيوت مريحة تحميها من البرد والمطر وغيرها من التقلبات في المناخ. إن العصافير أعطاها الله سبحانه وتعالى قدرة محدودة في صناعة بيوتها من أعواد الأغصان، إلا أنها غير قادرة على تطويرها والسبب في ذلك أنها لم تتعلم كيف تطور من مهاراتها في صناعة بيوتها التقليدية لأنها لم تتعلم لتكون مبتكرة. وبخلاف ذلك، نجد الإنسان في بداياته لم يكن قادر على بناء بيت له يأويه من البرد والمطر والشمس، لأن الإنسان لم يمتلك هذه القدرات بالأساس، ولكن عندما تعلم الإنسان أصبح قادرا على بناء بيته بل أنه تطور في البناء وأصبح بيته أكثر راحة من بيوت العصافير التي لازالت تقليدية. ختاما، إن الهدف من هذا المثال هو لإيضاح أن الإبتكار يحتاج إلى بيئة تعليمية محفزة تساعد المتعلم على التطور المستمر.

والله من وراء القصد… 
د/ زيد الشمري

كلية التربية – جامعة الكويت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock