وزارة التربية

قراءة في الخطة الإنمائية لـ«التعليم العالي» .. الطموح كبير.. لكن المقاعد محدودة

  

القبس – حدد مشروع الخطة الانمائية متوسطة الاجل (2015\2016 -2019\2020) المستهدفات الكمية لجامعة الكويت خلال الخطة الانمائية، حيث خلصت الى زيادة عدد المقبولين والمقيدين والخريجين في الجامعة على مدى السنوات القادمة،وذات الاهداف بالنسبة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والبعثات الداخلية والخارجية.

وحددت الخطة اهدافا عامة للتعليم العالي في الكويت ابرزها تحقيق معايير الجودة والتميز في مؤسسات التعليم العالي، رفع الطاقة الاستيعابية لمؤسسات التعليم العالي وربط مخرجاتها باحتياجات سوق العمل، تعزيز التواجد المحلي والاقليمي والعالمي لمؤسسات التعليم العالي ودعم مشاركة القطاع الخاص في هذه المؤسسات.
فشل

الا ان الواقع الجامعي فشل في اولى خطوات تحقيق اهداف الخطة الانمائية، ففي حين حددت الخطة هدفا بقبول 9894 طالبا وطالبة في جامعة الكويت للعام الدراسي الحالي لم تقبل الجامعة فعليا سوى 5904 طلاب وطالبة موزعين على فصلين دراسيين، اي اقل بما يقارب 4000 طالب عن اهداف الخطة، في حين حددت الخطة هدفا لبلوغ عدد المقيدين في العام الدراسي الحالي 42415 طالبا وطالبة، الا ان عدد الطلبة المقيدين حاليا يقارب 38 الفا فقط.

وحددت الخطة من ضمن اهدافها زيادة عدد الخريجين ليبلغ عددهم خلال العام الدراسي الجاري 6583 طالبا وطالبة، بينما الواقع الفعلي للجداول الدراسية بين ان هناك عددا كبيرا من الطلبة استكملوا جداولهم بعبء 9 وحدات دراسية و12 وحدة دراسية بصعوبة، مما يعني تأخير تخرجهم، واستبعاد فكرة زيادة عدد الخريجين، فضلا عن تحديد الخطة لبلوغ هدف زيادة عدد اعضاء هيئة التدريس ليصبح هناك استاذ لكل 20 طالبا، الا ان واقع التعيينات في عضوية هيئة التدريس وانخفاضها، ان لم يكن غيابها تماما في بعض الاقسام، لا يبشر بتحقيق هذا الهدف.
طاقة

ووفقا للخطة فإن نسبة زيادة اعداد الطلبة المقيدين عن الطاقة الاستيعابية للجامعة بلغت %42 في سنة المقارنة والتي حددتها الخطة بسنة 2013\2014، وقد حددت الخطة هدفها بان تصبح هذه النسبة صفرا في السنة الدراسية الحالية والسنوات القادمة لحين انتهاء الخطة، بينما واقع الحال يشير الى عكس ذلك، فان اكثر من مسؤول جامعي صرحوا في اوقات سابقة بان الاعداد الحالية للطلبة تفوق الطاقة الاستيعابية للجامعة بآلاف، بينما لم تستطع الجامعة ان تضع حلولا جذرية لزيادة طاقتها الاستيعابية واهمها توفير المباني وزيادة اعضاء الهيئة التدريسية، في حين ان مدينة صباح السالم الجامعية، الشدادية، لن تنتهي قبل عام 2019 اذا ما سارت وفقا للخطة الموضوعة لها، اي ان الطاقة الاستيعابية لن ترتفع قبل هذا الوقت، من حيث المباني على الاقل.

وحددت الخطة زيادة مستمرة في اعداد الطلبة المقبولين والمقيدين والخريجين خلال السنوات الدراسية القادمة، بحيث يصل عدد المقبولين عند انتهاء الخطة عام 2019\2020، الى 11441 طالبا وطالبة، والمقيدين 48362 طالبا وطالبة، والخريجين 8309 طلاب وطالبة، وهو ما يعتبر ضربا من خيال بذات الامكانات الحالية لجامعة الكويت.
التطبيقي

وفي ظروف مشابهة، يمكن تطبيق ذات الامر على الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، فقد حددت الخطة من اهدافها زيادة مستمرة في اعداد الطلبة المقبولين والمقيدين والخريجين، فقد حددت الخطة هدفا بقبول 21100 طالب وطالبة خلال العام الحالي، بينما لم تقبل الهيئة سوى 10324 طالبا وطالبة خلال الفصل الدراسي الاول، ومن المتوقع وفقا لمصادر الا تقبل اكثر من 4000 طالب وطالبة خلال الفصل الثاني فقط.

وفيما يتعلق بقيمة الانفاق على البحث العلمي، فقد كانت الخطة متفائلة في تحديد هدف رفع الانفاق، سواء في الجامعة او في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، بينما الصرف على الساعات الاضافية لتدريس الاساتذة تلتهم الجزء الاكبر من ميزانيتهما، ففي حين قلصت الجامعة عدد العبء الاضافي لاساتذتها من مقررين الى مقرر واحد، ما زالت الهيئة تعاني من عدم صرف مستحقات الاساتذة مما ينذر بوجود ازمة مالية حقيقية للجهتين، ومعها تتعثر الطموحات الاخرى بالصرف على اي اوجه للتطور الاكاديمي.
بعثات

تهدف الخطة الانمائية الى زيادة عدد البعثات الداخلية والخارجية في البلاد، لتبلغ عام 2019\2020 ، 7562 بعثة خارجية ، و17831 بعثة في الجامعات الخاصة، بينما اخفقت الخطة في تحقيق هدفها خلال العام الجاري، ففي حين كان من اهدافها تحقيق 13831 بعثة في الجامعات الخاصة بالكاد قارب عددها 3600 بعثة، وفيما يتعلق بالبعثات الخارجية فقد حددت الخطة بلوغ 6000 بعثة خارجية في حين بلغ عدد البعثات الخارجية 2975 بعثة فقط.
القطاع الخاص

دعت الخطة الى التوسع في ترخيص الكليات والمعاهد الخاصة وتنظيم البعثات الدراسية الداخلية في الجامعات الخاصة وربطها بالتصنيف الدولي للجامعة، ودعم جهود اشراك القطاع الخاص في تطوير المناهج والتخصصات العلمية والبرامج البحثية.
تحديات

بينت الخطة ان التعليم العالي في الكويت يواجه العديد من التحديات اهمها تأخر ترتيب دولة الكويت اقليميا وعالميا فيما يتعلق بمؤشر الالتحاق بالتعليم العالي ومؤشر معدل القيد الجامعي، ومؤشر ترتيب مؤسسات التعليم العالي، بالاضافة الى زيادة اعداد المقيدين عن الطاقة الاستيعابية بجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.
ضعف

ارتكزت الخطة في مقدمتها على التقرير الوطني للتنمية البشرية لعام 2013 الذي ذكر ضعف ارتباط مخرجات التعليم العالي باحتياجات سوق العمل المحلي، وقد سعت جامعة الكويت لرفع نسبة الخريجين من الكليات العلمية خلال الخطة الانمائية متوسطة الاجل 2010\2011 – 2013\2014، الا ان نسبة خريجي التخصصات العلمية عام 2013\2012 بقيت منخفضة نسبيا مقارنة بنسب الخريجين في التخصصات المهنية والنظرية، بالمقابل بقيت نسبة التسرب من الكليات العلمية مرتفعة.
الطاقة الاستيعابية

لفتت الخطة الى ان من اهدافها رفع الطاقة الاستيعابية لمؤسسات التعليم العالي وربط مخرجاتها باحتياجات سوق العمل من خلال مراعاة التوزيع الجغرافي المتوازن لتلك المؤسسات، والتوسع النسبي في عدد المقبولين والخريجين من التخصصات العلمية والمهنية ومراعاة التطوير في المناهج.
القيد الجامعي

اوردت الخطة في مقدمة اهدافها ان معدل القيد الجامعي في البلاد الذي يبلغ %16 يعتبر معدلا منخفضا نسبيا مقارنة مع متوسط الدول العربية البالغ $، وفقا لتقرير التنافسية العربية لعام 2012، والمنخفض ايضا مقارنة مع متوسط دول مجلس التعاون الخليجي البالغ “.8.
تطوير

دعت الخطة الى تطوير مساهمة مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة في تقديم خدمات تدريبية واستشارية من خلال الحصول على الاعتماد الدولي للشهادات الخاصة بالدورات وتفعيل مشاركتها في الفعاليات المحلية والاقليمية والعالمية.

  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock