وزارة التربية

“مافيا” الدروس الخصوصية أقوى من “التربية”

  

الدروس الخصوصية ..مشكلة أزلية عجزت وزارة التربية في مواجهتها حتى أصبح قياديو الوزارة يعتمدون بجانب المدرسة على الدروس الخصوصية لتعليم أبنائهم بدلا من أن يضعوا حلولا للقضاء على تلك المشكلة المؤرقة.. هذا الكلام أكده عدد من أولياء أمور الطلاب وعدد من المعلمين والتربويين لـ”دروزاة نيوز” في لقاءات متفرقة ، موضحين أن ظاهرة الدروس الخصوصية استفحلت ، ويتم تعليم الطلبة الآن عن طريق مافيا من المعلمين الخصوصيين أو في معاهد التدريب ، أو على المقاهي في المجمعات والمولات التجارية لطلبة الجامعة. 
ودعوا إلى ضرورة إيجاد حلول إبداعية لحل تلك المشكلة مثل تنظيم مجموعات تقوية داخل المدارس، وتعويد الطلبة على الاعتماد على أنفسهم في تحصيل دروسهم ، مطالبين في الوقت ذاته بضرورة تحسين وضع المعلمين ماديا حتى لا يلجأوا للدروس الخصوصية لتزويد دخلهم ، إضافة إلى ضرورة وضع قوانين رادعة لحل المشكلة ، وضرورة تضافر دور الأسرة والمدرسة ووزارة التربية لمواجهة هذه المشكلة. 

 

يقول محسن الشمري أحد أولياء الأمور : لقد أصبحت الدروس الخصوصية موضة بين جميع الأسر الكويتية ، سواء كان الطفل متفوقا أو غير متفوق ، فكل أب يخاف على ابنه ويريده أن يكون متفوقا دراسيا. 
ويضيف الشمري قائلا: إن وزارة التربية غير قادرة على حل هذه المشكلة ومواجهتها حتى أصبحت ظاهرة مستفحلة ، فمنذ نشأة المدارس في الكويت والدروس الخصوصية منتشرة في الكويت.

مشكلة كبرى.

 

ويتابع بقوله: إن الدروس الخصوصية تتخذ أشكالا عديدة ، فمثلا يذهب المدرس إلى التلميذ في بيته لشرح الدروس له ، لقد تطور الأمر وأصبحت معاهد التدريب الأهلي تقوم بهذا الأمر لتحقيق الدخل المادي وتقوم بالاتفاق مع مدرسين لتدريس الطلبة في دروس خصوصية ويتم الاتفاق مع المدرس بإعطائه نسبة من كل حصة يشرحها أو تخصص له راتبا شهريا يتقاضاه.
طلبة الجامعة.
ومن جهته يقول نواف الظفيري وهو أحد أولياء الأمور: إن ظاهرة الدروس الخصوصية لم تعد مقتصرة على مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي، فقد أصبح طلاب الجامعة أيضا يعتمدون على الدروس الخصوصية في دراستهم ، ويطلبون من أساتذة الجامعة أن يشرحوا لهم المناهج المقررة عليهم. 
ويضيف نواف قائلا: إما أن يذهب الأستاذ للطالب في بيته أو يلتقيان على أحد المقاهي في أحد الأسواق أو المجمعات التجارية ، لقد استفحلت المشكلة دون رادع من وزارة التربية أو التعليم العالي ، حتى أصبحت الوزارتان عاجزتين وغير قادرتين على مواجهتها لا بد من حلول إبداعية للقضاء عليها ، لأن الطالب لم يعد يهتم بالمدرسة ، أوالجامعة وذلك لأنه وجد البديل في الاعتماد على الدروس الخصوصية في تحصيل دروسه.

 

ويستدرك بقوله: نحن مضطرون لأن يتعلم أبناؤنا عن طريق الدروس الخصوصية وذلك لأن المدرسة لم تعد تقوم بدورها ، وذلك لأن المدرسة لو قامت بدورها على أكمل وجه لما احتجنا لتدريس أبنائنا عن طريق الدروس الخصوصية ، نحن نريد التفوق لأبنائنا بأي طريقة كانت، وذلك لأن الوزارة لم تقدم لنا حلولا بديلة. 

مافيا من المعلمين.
وبدوره يقول عبد الله العمار : في الحقيقة إن المدرسة غير قادرة على مواجهة مافيا الدروس الخصوصية ، لدي ثلاثة أولاد أحدهما في المرحلة الابتدائية ،والثاني في المتوسطة ، والثالث في الثانوية ، مضيفا: أعمل على جلب معلم لكل طالب منهم في كل مادة ، وكل مادة دراسية تكلف مبلغا كبيرا ، لم أعد أتحمل كل هذه النفقات التي أدفعها لمعلمي الدروس الخصوصية ، لم نعد نثق في المدرسة ، ولو علمنا أبناءنا عن طريق المدرسة فقط بدون المعلم الخصوصي لفشل أبناؤنا. 
 الاعتماد على النفس
أما لافي العجمي وهو أحد أولياء الأمور فكان له رأي آخر حيث يقول : لقد تعلمت وكنت متفوقا في دراستي ولم أكن أعتمد في دراستي على الدروس الخصوصية ، متابعأ: كنت أعتمد على نفسي في التحصيل الدراسي ، وكان والدي ووالدتي مهتمان بي جدا، وإذا صعب علي شيء لم أفهمه كنت أذهب إلى والدي أو والدتي لشرح ما لم أفهمه من الدروس وتوضيح المعلومات ، كانا حريصين على تنظيم وقتي وإعداد جدول للمذاكرة وكان دائما يوصيانني بمذاكرة دروسي أولا بأول لذلك فقد نجحت في دراستي وتفوقت وتخرجت في كلية الطب وأنا الآن طبيب ناجح.
وأكمل بقوله: الآن لدي أولاد ، ولا أستطيع أن أساعدهم على مذاكرة دروسهم كما كان والداي يساعدانني ، أنا مشغول دائما في عملي وزوجتي مشغولة هي الأخرى ، لذلك فنحن نحرص نحن نعتمد على الدروس الخصوصية بجانب المدرسة لتعليم أبنائنا.
تطوير التعليم

 

ومن جهتها تقول أم عبد الله وهي معلمة : العملية التعليمية في حاجة ماسة إلى التطوير ، والمدرسة لا تقوم بدورها الصحيح ،وإدارة المدرسة تهتم بالشكل أكثر من المضمون ، و المعلم مشغول بشؤونه ولم يعد يشغله أمرالطالب وفي النهاية التلميذ هو الضحية ، فالمعلم الكويتي غير ملتزم بالعمل وأغلب المعلمات غير ملتزمات بالحضور وكثيرا ما يتغيبن ويعتمدن على المرضيات ، فلا يكاد يمر شهر إلا وتحصل على أسبوع أو عشرة أيام إجازة مرضية. 
وأضافت قائلة : وبالنسبة للمعلم الوافد فهو أيضا لا يقوم بعمله على أكمل وجه، وكل همه كيف يحقق الربح المادي نظرا لأن الدولة لا تعطيه الراتب المناسب ،فيلجأ في النهاية إلى تزويد دخله عن طريق الدروس الخصوصية ، إنه يستطيع أن يحقق أكثر من ضعف راتبه من الدروس الخصوصية ، فكل مرحلة لها تسعيرتها فمثلا ساعة الدروس الخصوصي في المرحلة الابتدائية تصل إلى 7 دنانير ، وتصل إلى 12 دينارا في المرحلة المتوسطة ، و15دينارا في المرحة الثانوية.
قياديو التربية
أما أم نايف وهي معلمة : أعمل معلمة في إحدى المدارس الابتدائية وعلى الرغم من ذلك فأعتمد على الدروس الخصوصية في تعليم أبنائي ، لأنني لم أعد أثق في المدرسة وأرى أن الدروس الخصوصية تساعد بجانب المدرسة في زيادة التحصيل الدراسي وبالتالي يتحقق التفوق ، وأود أن أؤكد أنه لا يوجد بيت في الكويت إلا ويأتي إليه مدرس خصوصي أو مدرسة لتعليم الأبناء، حتى قياديو التربية وأساتذة الجامعات يعطون لأبنائهم دروسا خصوصية. 
فشل الأبناء
وتضيف قائلة : إن الآباء يخافون على أبنائهم ولو اعتمدوا فقط على المدرسة سوف يفشل الأبناء أو يحصلون على درجات ضعيفة ، متابعة بقولها: إن المشكلة كبيرة جدا ووزارة التربية عاجزة عن حلها ولم تضع حلولا مناسبة حتى الآن ولم يتم القضاء تلك المشكلة ، قامت الوزارة قبل ذلك بتنظيم مجموعات للتقوية بعد انتهاء اليوم الدراسي ولكن الأمر لم ينجح ولم يلتزم أولياء الأمور ، ولم يلتزم معلمو التقوية بالحضور. 
وأكملت قائلة : إن حل المشكلة سهل وبسيط جدا ، وهو عودة مجموعات التقوية ، علاوة على زيادة رواتب المعلمين الوافدين حتى لا يضطروا إلى الدروس الخصوصية ، بالإضافة إلى تطبيق قوانين رادعة لمنع هذه الظاهرة المستشرية.  
وترى المعلمة أم نايف : لا بد من حلول إبداعية لحل المشكلة وتضافر دور وزارة التربية ودور المدرسة ودور الأسرة في القضاء عليها ولا بد من وضع مناهج لتعزيز الفهم والإبداع ووضع برامج لتعزيز مهارات وقدرات الطالب في التحصيل الدراسي ومن ثم تحقيق التفوق الدراسي دون الاعتماد على الدروس الخصوصية.   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock