كتاب أكاديميا

اللَّا نهاية

  ” لكُلِّ شيءٍ نهاية ” قاعدة كونية ، أُرددها قُبيل النهايات تذكيرًا و تبريرًا . الخُلود هو مقابل هذه القاعدة ، الذي يُتصوَّر بقسمين هُما ما نوقن فيه ( جنَّة الخُلد ، و نار يُخلّدون فيها – نعوذ بالله منها- ) ، أما ما قبل الخلود فنهاية الإنسان بكُلِّ شيءٍ فيه تكون بموته .و كعادتي كما تُخبرني أُمِّي بأني “خالف تُعرف ” ، وجدت أن الموت و هو أعظم النَّهايات إطلاقًا ، لا يُنهي شيئًا سوى الجسد ! ، فالرُّوح و كل ما تحمله باقيةٌ لا نهاية لها ، فكم من روحٍ ترى مقعدها من الجنَّة فَرِحةً و العكس صحيحٌ ثابت ، إذًا الفرح و الحُزن لا ينتهيان ، في الجنَّة بعد الرِّحلة الطويلة إليها يسأل أهلها عن أصحابهم .. إخوانهم .. أحبابهم : ( ربَّنا إخواننا كانوا يصلون معنا ، و يصومون معنا ، و يعملون معنا ) البخاري ، إذًا الصداقة ، الأُخوَّة ، المحبَّة في الله لا نهاية لهم بالموت فهي أشياء خالدة بخلود الأرواح ! النِّهايات تكون للحالات لا للأشياء ، تغيِّر مكان روح الإنسان لا يعني نهايته ، فالشُّعور خالد ، و الرُّوح خالدة ، و إن الخُلود في الجنَّة و النَّار هو خُلود الحالة و المكان ، فالرُّوح هُنا تُخلّدُ بحالة جديدة و هي الجسد الخالد بعد البعث .” المُوت لا يوجع الموتى ، الموت يوجع الأحياء ” محمود درويش ، يتولّد الوجع هُنا للظَّن بأنها النهاية ، بينما لا شيءَ ينتهي فينا برحيلهم ، نُحبهم ، ندعو لهم ، نتذكر التفاصيل عنهم ، نجِد روائحهم تَهُبُ علينا بين حينٍ و آخر ، إذًا لا نهاية . النهاية : لا شيءَ ينتهي .جُمانه المطيري .


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock