بيان القائمة الإسلامية في جامعة الكويت للتفجير الإرهابي المجرم في مسجد الإمام الصادق (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم﴿وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون﴾صدق الله العلي العظيم(سورة البقرة، الآية 11-12 )إخواني وأخواتي… طلبة وطالبات جامعة الكويت…إن ما حدث اليوم من تفجير إرهابي مجرم طال مسجدا من مساجد الله في هذا الشهر الفضيل، وهو مسجد الإمام الصادق عليه السلام وأفجع الوطن باستهداف العشرات من الصائمين المصلين وأدى إلى استشهاد وإصابة العديد منهم، لهو جرح أليم أصاب خاصرة الوطن الغالي، ومأساة حقيقية ألمت بشعبنا الكريم.ولا شك أن المجرمين الذين قاموا بهذا العمل الجبان ليسوا إلا شرذمة من التكفيريين المجرمين، هم خوارج العصر المفسدون في الأرض الذين باتوا يؤرقون جسد الأمة الإسلامية بجرائمهم الشنيعة التي لا تمت بالإسلام بصلة لا من قريب ولا بعيد، وهم أعداء الأمة والإسلام وصنيعة الاستكبار وأدواته لمشروع استنزاف الأمة الإسلامية والهيمنة عليها.إخواني الطلبة… أخواتي الطالبات…إن مشروع الفتنة الطائفية التي طالما كان الواعون من هذه الأمة يحذرون منه أصبح اليوم يشكل خطرا على وجودنا جميعا، فالأفكار الطائفية أصبحت مشروعا حقيقيا على أرض الواقع، وهاهم التكفيريون يقتلون ويسبون ويفجرون في الأبرياء في كل بقاع العالم الإسلامي.من هنا فإننا نؤكد أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا جميعا في مواجهة الفكر التكفيري الذي كان البذرة التي أنجبت هذه الفئات الضالة المنحرفة التي ترفع شعار الإسلام وهو منهم بريء، فعلينا أن نتمسك بوحدتنا الإسلامية ونقف صفا واحدا في مواجهة كل أرباب الفتن، وأن نحارب الأفكار التكفيرية الضالة التي يكفر أصحابها ويهدرون حرمة كل من يختلف معهم.إخواني وأخواتي…إننا في القائمة الإسلامية إذ ندين ونستنكر هذا العمل الإجرامي السافر، نناشد الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها في الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين، ومواجهة خطر الإرهاب والعمل بكل ما أوتيت من قوة في نشر ثقافة التسامح والتصدي لثقافة التكفير والإرهاب ويشمل ذلك مراجعة حقيقية للمناهج الدراسية، وذلك لاقتلاع بذور الثقافة التكفيرية من جذورها.كما نؤكد أن المجتمع الكويتي طالما كان وما زال متميزا بانسجام جميع شرائحه ومكوناته، ولم تفرقهم المحن والأخطار بل كانوا مثالا للوحدة الوطنية في مواجهتها، ولكن مع كل ذلك كانت هناك أصواتا ناشزة طالما عكرت صفو الوحدة الوطنية واعتادت نشر الفتن والفرقة في المجتمع، ومن هنا فإننا ندعو جميع مكونات المجتمع إلى التلاحم والتعاون في سبيل صد هذا العدوان ومنع تكراره مرة أخرى، ومواجهة تلك الأصوات النكرة التي يلفظها الوطن والمواطنين.وختامًا…نتقدم بأحر التعازي إلى أسر شهدائنا الكرام الذين قضوا نحبهم وهم صيام قيام ركع سجود، وعرجت روحهم إلى المولى عز وجل في هذا شهر الله الفضيل، ونسأل الله تعالى أن يحشرهم مع محمد وآل محمد وأن يمن على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل ويلهم أهالي الشهداء والجرحى الصبر والسلوان.القائمة الإسلامية _ جامعة الكويت26 / يونيو / 20159/ شهر رمضان / 1436
